الجمعة، 2 ديسمبر 2016

كلّ إنسانٍ عليه أن يبحث عمّا يعتقده وعما يؤمن به حتى يستطيع أن يتحرّك

حديث الجمعة
 20 شعبان 1437هـ الموافق 27 مايو 2016م
السيد/ علي رافع

حمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
الحمد لله الذي جمعنا على ذكره، وعلى طلبه، وعلى مقصود وجهه.
الحمد لله الذي جعل لنا بيننا حديثاً متّصلا نتواصى فيه بالحقّ والصّبر بيننا، نتدبّر أمور حياتنا ونتدبّر آيات الله لنا، لنتعلّم منها ما يُيَسّر لنا طريقنا، ويفتح الباب أمامنا لننهل من نعم الله التي أنعم بها علينا ومن آياته التي أرسل لنا ومن علمه الذي أودع فينا بسرّه ـ فنسلك طريق الحياة وطريق النجاة.
هكذا نرى ديننا ونرى كلّ رسائل السّماء لنا، تعلّمنا أنّ الدين هو واقعنا وأنّ الكسب في الله هو فيما هيّأ لنا، "الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ"[الأعلى 3،2] وقد سوّانا في أحسن تقويم، وهدانا بما قدّر لنا وبما أوجدنا عليه في الزمان وفي المكان. فكلّ إنسانٍ له زمانه، وكلّ إنسانٍ له مكانه.
لذلك، فإنّا نرى تقدير الله في واقعنا، في قيامنا، في وجودنا، في مجتمعنا الذي نشأنا فيه، في أُسَرِنا وفي أبنائنا وفي كلّ ما يحيط بنا، في إخواننا، في عملنا، في كلّ ما أصابنا وفي كلّ ما أُعطِينا إيّاه، في صحتنا وفي مرضنا، فيما أعطانا من رزقٍ وفيما حجب عنّا ـ نرى الله في كلّ شيءٍ ووراء كل شيء، "يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ"[لقمان 13]،"... إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ..."[لقمان 13].
وهذا ليس تغييبا للأمور بمعنى البعد عنها أو عدم التعامل معها بعقولنا بأن نقول أنّ الله فعل كذا، بل على العكس تماماً إنّ هذا الإيمان بأنّ الله وراء كلّ شيء، هو أيضاً أنّ الله وراءك بما تريد وبما تفعل وبما تعقل.
وهذا ما يسبّب في بعض الأحيان انحرافاً في الفكر ـ من وجهة نظرنا ـ يوم يعتقد الإنسان أنّ الإيمان بالله هو في كلّ ما أصابه، وينسى أن الله وراءه أيضاً فيما يجب أن يفعله، فلا تنسى أنّ الله وراءك أيضاً وأنّ الله في إرادتك وما تريد، وأنّ الله في عقلك وما تعقل، وفي قلبك وما تشعر، وفي ضميرك وبما به تحكم. فإذا أدركت ذلك، قمت في اتّزانٍ بين ما يقع عليك وبين ما تفعله أنت ويقع على الناس.
الذي ينسى أنّ الله وراءه يخرج من هذا الاتّزان، والذي ينسى أنّ الله وراء كلّ ما هو دونه يخرج من هذا الاتّزان. فإذا اعتقدت أنّ الله وراءك فقط وليس وراء من هم دونك ومن حولك ظننت أنّك الحقّ المطلق وأنّ ما تفعله هو الصواب المطلق. لذلك، فإنّ الإنسان في حاجةٍ أن يقوم في هذا الاتّزان الذي يشعر بإحاطة الله وراء الكلّ.
وهذا ما يُترجَم في الواقع إلى حُسْن التعامل مع الأشياء وإلى أن تقبل الرأي الآخر، وفي نفس الوقت لا يمنعك ذلك من أن يكون لك رأيٌ مخالف لهذا الرأي. وهذه حكمة الله في الكون، خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف، وخلقنا بعقولٍ مختلفة وبقدراتٍ متفاوتة وبمعتقداتٍ متباينة ـ وهذا الاختلاف هو من سرّ الخَلْق.
عباد الله: إنّا نريد أن نتعلّم وأن نمارس هذه الحياة، مدركين أن طريقنا هو في أن نُحسِن في كلّ ما نقوم به على قدر ما نعتقد. لذلك، جعل الله في الإنسان هذه القدرة على أن يعتقد شيئاً وأن يؤمن بشيءٍ وبهذا يستطيع أن يتحرّك. فكلّ إنسانٍ عليه أن يبحث عمّا يعتقده وعما يؤمن به حتى يستطيع أن يتحرّك. كلّ إنسانٍ عليه أن يبدأ بنفسه، فيبحث عمّا هو في نفسه، وبناءً على ما يجد يتحرّك لتحقيق ما يعتقده.
ونرى ذلك واضحاً فيما جاء به الدين. فأوّل ما جاء به هو أن تشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله، وهذا هو معتَقدٌ عليك أن تتدبّره وأن تقوم فيه برؤيتك له، ماذا تعني هذه الكلمات بالنّسبة لك؟ ولقد تكلّمنا كثيراً في ذلك. ولنَتذكّر معاً بعض ما أُثير في هذا المجال.
 إنّا حين ننظر إلى هاتين الشهادتين في بداية البعثة المحمّدية نجد أنّ هاتين الشهادتين كانتا تُخرِجان الإنسان من حالٍ إلى حال، تُخرِجانه من الجهل إلى المعرفة، ومن الظلام إلى النور، ومن التقليد الأعمى لما جاء به السابقون إلى أن يبدأ يفكّر بعقله، وقد كان يقول: "... إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ"[الزخرف 22]، إلى أن يبدأ يفكّر فيما يقوم به من أفعالٍ وأن يرجع عمّا لا يرى فيه خيراً.
وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال بالنسبة لكلّ إنسانٍ يشهد أنّ لا إله إلا الله ويشهد أنّ محمداً رسول الله، أن يشعر بأنّ هاتين الشهادتين تُخرِجانه من الظلمات إلى النور، من أن يكون عبداً لخرافةٍ أو لقول إنسانٍ أو لقديمٍ أو لدنيا أو لهدفٍ مؤقت ـ إلى أن يكون فوق كلّ ذلك.
ومعنى أن يكون فوق كلّ ذلك، هو أن يرجع إلى ما أوجد الله فيه من فطرةٍ ليس بأن يقول أنّي أعبد الله بلسانه، فهذا لا يعني شيئاً، هذه كلمةٌ لا تعني أيّ شيءٍ إذا نطقها الإنسان بلسانه هكذا، وإنّما معنى أن تعبد الله هو أن تقوم في هذا الأمر وفي هذا الحال. وأن تُكبِر الله عن أيّ صورةٍ وعن أيّ شكل، ليس أمامك إلّا أن تفعل ما ترى أنت أنّه الخير وأنّه الحقّ.
إذاً، منتهى عبوديّة الله هي في أن تُعمِل ما أعطاك الله، لا أن تنسب إلى الله أشياءً بوهمٍ وتقول أنّي أفعل ما يريد الله، كما يقول كثيرٌ من الناس، يتصوّرون أنّ الله يريد كذا وكذا وكذا وأنهم يفعلون ذلك لطاعة الله، وما قال الله ما يقولون، ولا نستطيع أن نعرف ما قال الله ولا ما أراد الله، فإرادة الله وقول الله وكلام الله فوق كلّ شيءٍ، إنما نقول هذا ما فهمناه من رسالةٍ موجّهة من الغيب لنا.
هناك المُصدِر لهذا القول وهناك المُستقبِل له، والمُستقبِل يأخذ بقدره، "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..."[البقرة 286]، وهذا يعني أنّك لا تأخذ من آيات الله وكلماته إلّا بقدرك وإلّا بسعتك. لذلك، لا تستطيع أبداً ـ لو كنت صادقاً ـ أن تقول أنّ هذا هو ما أراد الله، فإنّك لا تعرف ما يريد الله في نهاية الأمر أو بإطلاق الأمر، إنّما هذا ما فهمته وهذا ما أدركته.
فشهادة أنّ لا إله إلّا الله تحرّرك ـ كما نقول دائماً ـ من أن تكون عبداً لأيّ شيءٍ، إلى معنى العبوديّة لله. ومعنى العبوديّة لله ـ كما أشرنا ـ هو أنّك تُعمِل ما أعطاك الله من قدرةٍ على العلم والمعرفة. وشهادة أنّ محمداً رسول الله هي تعبيرٌ عمّا قام به إنسان الله ورسول الله وعبد الله في هذه الأرض وعلى هذه الأرض ليكون قدوةً لك.
فكان رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ هو المثل الأعلى للإنسان. والاقتداء برسول الله هو في الاقتداء بما هو أحسن وأفضل وبما هو أيسر، [ما خُيِّر رسول الله بين أمرين إلّا واختار أيسرهما](1). وحين كان يريد رسول الله أن يأخذ قراراً في أمرٍ من أمور الدنيا استشار أصحابه، فكان العقل هو الأساس والحكمة هي الأساس وما يقبله العقل.
هكذا فعل في غزوة بدر، وهكذا فعل في أمورٍ كثيرة، وهكذا فعل حين جاء إلى المدينة فسألهم كيف تريدون أن تديروا أمور دنياكم؟ وكان اختيارهم له لإدارة أمور دنياهم هو تكليفٌ منهم وليس فرضاً منه عليهم، لم يقل أبداً أنّي رسول الله وأعلم أفضل منكم في أيّ أمرٍ من أمور الدنيا، إنّما كان يخبرهم بما يُوحَى إليه في معانٍ هي تعبديّة في المقام الأوّل وهي أمورٌ توقيفيّة.
فمعنى الصلاة هو معنى موجودٌ ومعنى الصوم هو معنى موجودٌ في كل الديانات "...كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ..."[البقرة 183]، ومعنى كُتِبَ هنا أنّه قانونٌ من قوانين الحياة، وأنّ هذا القانون له علاقةٌ بقيام الإنسان على هذه الأرض. فالإنسان في حاجةٍ إلى أن يُدرّب نفسه أن يعيش بما فيه من طاقةٍ روحيّة. وتكلّمنا في ذلك كثيراً حين نتكلّم عن العبادات.
فالعبادات هنا هي أمورٌ توقيفيّة إذا جاءت بشكلٍ معيّن ومنسكٍ معيّن فهو أمرٌ توقيفيّ بمعنى أنه ليعبّر؛ لأنّنا في نهاية الأمر في وجودنا المقيّد علينا أن نؤدي أموراً نعبّر بها عن المعاني الحقيّة.
فالصلاة في جوهرها هي فوق كلّ شكلٍ، إنّها علاقةٌ بين الإنسان والغيب يقيمها الإنسان ليأخذ مدداً يساعده في قيامه على هذه الأرض. فشهادة أنّ محمداً رسول الله هي تعبيرٌ عن أن يقوم الإنسان بكلّ ما أعطاه الله من قدراتٍ على هذه الأرض، وأن يُعمِل عقله ويُعمِل قلبه ويُعمِل ضميره، وأن يبحث عن الأحسن والأفضل والأقوم.
إذا كانت هذه عقيدتك التي يمكن أن تصل لها بفطرتك إن اتّجهت إلى فطرتك بحقّ، ولكن لأننا في هذا العالم الأرضيّ ننسى أن نتّجه إلى فطرتنا بانشغالنا باحتياجاتنا الأرضيّة ومشاكلنا الدنيويّة، جاءت الرسالات السّماوية وجاء الرسل والأنبياء وجاء عباد الله والأولياء ليُذكّروا الإنسان بما عليه أن يراه في فطرته، فما كانت كلّ الرسائل إلا تذكيرٌ وذكرى.
فإذا كنا نتحدّث اليوم عمّا يجب أن نعتقده، فإن شهادة أنّ لا إله إلّا الله وشهادة أنّ محمداً رسول الله هي تذكيرٌ لنا بما يجب أن نعتقده. وكلّ إنسانٍ يفهمها بما هو له أهل. إنّما نحن نتحدّث عن فهمنا، قد نخطئ وقد نصيب، وليس هناك خطأٌ وصوابٌ مطلق إنما هذا ما نراه، وربّما هناك من يرى ما هو أفضل، ولكن علينا جميعاً أن نُذكّر بما نرى وأن نتواصى بالحقّ والصّبر دون فرضٍ ودون جبرٍ، وإنّما هو تذكيرٌ وتذكيرٌ، والتواصي ينفعنا جميعاً.
وإذا كان هذا معتقدنا فقد تلا ذلك ما يجب أن نقوم به لنعبّر عن هذا المعتقد، فكانت الأركان الأخرى، إنّها تعبّر عن هذا المعتقد، فيها أمورٌ أو كلّها أمورٌ تعبّديّة. والأمور التعبّديّة إما أن تأخذ شكلاً غيبيّاً من صلاةٍ وصومٍ وحجٍّ، يغلب عليهم الشقّ الغيبيّ وإن كان لهم جانبٌ مشهود، والزكاة يغلب عليها الشقّ المشهود وإن كان لها شقٌّ غيبيّ.
وهكذا نرى أنّك حين تُكَوِّن معتقدك فإنّ عليك أن تتْبَع ذلك بأن تمارس حياتك بناءً على هذا المعتقد، سواء في علاقتك الغيبيّة أو في علاقتك المشهودة، في عملك الغيبيّ أو في عملك المشهود، في تعبّدك الغيبيّ أو في تعبّدك المشهود. لذلك، وجب على كلّ إنسانٍ أن يقوم بذلك ليكون عبداً لله.
عباد الله: نسأل الله: أن نكون من "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ..."[الزمر 18]، وأن يتفهَّموا ما يسمعون، وأن يحاولوا أن يتفكّروا فيما يسمعون ليصلوا إلى أحسن ما فيه ويتركوا أسوأ ما فيه.
فحمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أنّ على الإنسان أن يُكَوِّن معتقده، وأن يستعين بما جاءت به الأديان وما جاء به الرسل وما جاء به عباد الله وأولياء الله ليُكَوِّن معتقده في معنى وجوده وفي علاقته بالغيب وفي علاقته بالشهادة، وأن ينعكس ذلك في كلّ أعماله وفي كلّ عباداته.
ورؤيتنا في ذلك، أن عبادة الله حقّاً ليست في كلامٍ يُقال، ولكن في قيامٍ يُقام وفي أفعالٍ تؤتَى بناءً على أن يُفَعِّل الإنسان كلّ ما أعطاه الله من إمكاناتٍ في وجوده، بعقلٍ وقلبٍ وقدرةٍ على العمل والتغيير، وأن يستعين بما جاء به رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ليُكَوِّن الأسلوب الذي عليه أن يتّبعه على هذه الأرض في معاملاته وفي عباداته وفي أعماله المختلفة ـ بهذا يكون قد قام في شهادة أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله.
وفي واقع الأمر، فإنّ هذا هو ما يمكن لأيّ إنسانٍ أن يقوم فيه، وأن البعد عن ذلك هو وهمٌ يتوهّمه الكثيرون. إذا تأمّلنا في آيات الله وفي أحاديث رسول الله لنستلهم منها ما يساعدنا على ذلك لوجدنا الكثير. وقد يفهم البعض عكس ذلك، هذا شأنهم، ولكن كلّ إنسانٍ عليه أن يفهم ما يستطيع أن يرى أنّه الحقّ بعقله وبقلبه.
وهذا مطلوبٌ من كلّ إنسانٍ؛ لأنّ بدون ذلك سوف يكون مُقلّداً دون وعيٍ ودون فهم. البديل لذلك، أن تستمع لأيّ إنسانٍ يقول لك أنّي أعلم إرادة الله وأنا أعلم ما يجب أن تفعله على هذه الأرض، فيقول لك ما يعتقده هو وأنت تُقلّد دون أن تفهم أو أن تدرك.
إنّك إذا استعنت بإنسانٍ لا مانع، ولكن بعد أن تعرض ما يقوله لك على عقلك وقلبك. فكلّ إنسانٍ مسئولٌ، لا يعفيه أيّ شيءٍ من هذه المسئولية، لا يعفيه أن يقول أنّي سمعت هذا يقول ذاك، "إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا..." [البقرة 166]، ويوم يتبرّأ الشيطان من الذين اتبعوه ويقول لهم: "...وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ..."[سورة إبراهيم 22]، "...وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ"[فصلت 46]، "...وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"[النحل  118].
فأنت منحك الله كلّ الإمكانات وكلّ الطاقات التي تُمَكِّنك من أن تُميِّز بين الحقّ والباطل وبين الخير والشرّ، فافعل ذلك وتوكّل على الله.
اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك، تعلم ما بنا، وتعلم ما عليه الناس حولنا.
اللهم ونحن نتّجه إليك، ونتوكل عليك، ونوكل ظهورنا إليك، ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك.
اللهم فاكشف الغمّة عنا، وعن بلدنا، وعن أرضنا.
اللهم ادفع عنا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم لا تجعل لنا في هذه الساعة ذنباً إلّا غفرته، ولا همّاً إلّا فرّجته، ولا حاجةً لنا فيها رضاك إلّا قضيتها.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الراحمين ارحمنا، يا أرحم الراحمين ارحمنا.


________________________

(1) عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنها قالت: ما خير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً، كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله عز وجل (صحيح مسلم).

 

 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق