حديث الجمعة
28 ربيع أول 1437هـ الموافق 8 يناير 2016م
السيد/ علي رافع
نستعين بالله
ونستنصره، ونعوذ به من الشيطان الرجيم، نعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، "...مَن
يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا"[الكهف 17].
ندرك ونؤمن أن الله رحيمٌ بعباده، يريد بهم أن
يكونوا أحياءً، خلقهم ليحيوا، "...اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا
دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ..."[الأنفال 24]، فما كانت دعوة رسول الله إلا لنحيا،
لنكون أحياءً عند ربنا نُرزق.
وقد خلق الله الإنسان فيه الحق وفيه الباطل،
فيه الخير وفيه الشر، فيه النور وفيه الظلام، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا،
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ
مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10:7]، "...أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"[طه 50]، أعطى كل شيئٍ خلقه، وأعطانا الله
قياماً لنستطيع به أن نحيا كما نستطيع به أن نموت، نستطيع به أن نفلح ونستطيع به ألا
نفلح، "قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10،9].
ولم يعطنا الفجور في قوله: "فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا..."، للفجور في حد ذاته، وإنما أعطانا إياه ليتفاعل مع وجودنا،
يتفاعل مع ما أعطانا من تقوى لنكون أكثر تقوى. وكذلك، لم يعطنا ما أعطانا من تقوى لمجرد
أن نكون أتقياء، وإنما لتتفاعل هذه التقوى مع ما أعطانا من فجورٍ لنكون متجهين إلى
أسفل.
فالله أكبر من الأعلى ومن الأسفل، الله أكبر
من الخير ومن الشر، الله أكبر من النور ومن الظلام. إنه محيطٌ بكل شيئ، وإرادته موجودةٌ
فيما هو قائمٌ على الأرض من الخير ومن الشر، من النور ومن الظلام. فلا يوجد خَلْقٌ
على هذه الأرض ـ تقياً أو فاجراً ـ إلا وإرادة
الله من ورائه.
وهذا هو التجريد في الفهم ـ كما نشرحه دائماً
ـ لأنه بقانون الإرادة الواحدة، إرادة الله، لا يحدث أمرٌ على هذه الأرض إلا بإرادته.
فواجب الوجود الحق، الذي لا إرادة إلا له، تجعلنا نؤمن بذلك.
ولكن ما يجب أن نفهمه ـ أيضاً ـ أن هذا الفهم
المجرد لا يعطينا الحق ـ في تقييدنا ـ أن نساند ما نرى أنه باطلٌ؛ لأننا لسنا الله؛
لأننا خلق الله؛ لأننا عباد الله؛ لأننا قائمون في تقييد، إما أن نحمل رسالة الحق أو
نحمل رسالة الباطل، إما أن نحمل رسالة الخير أو نحمل رسالة الشر، إما أن نحمل رسالة
الحياة أو نحمل رسالة الموت.
فأي رسالةٍ يا إنسان تريد أن تحمل؟ وأي دعوةٍ
يا إنسان تريد أن تدعو إليها؟ أتريد أن تدعو إلى الحياة أم أن تدعو إلى الموت؟ أتريد
أن تدعو إلى المحبة أم تريد أن تدعو إلى الكراهية؟ أتريد أن تكون إنساناً متعالياً
عارجاً إلى أعلى، أم أنك تريد أن تكون إنساناً متدنياً متجهاً إلى أسفل؟
رسول الله يحمل دعوة الحياة، والشيطان يحمل دعوة
الموت. وهذا ما نتأمله في حكمة الحق يوم خلق آدم وإبليس وأمرهما أن يهبطا إلى هذه الأرض.
وإبليس لم يكن ليدعو إلى الظلام وإلى الخروج عن الحق أو عن الحياة، إلا بإرادة الله،
لذلك خاطب ربه وقال له: "..فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ"[ص 82].
وإرادة الله ـ كما أشرنا ـ في هذه الاثنينية
من الخير والشر، من النور والظلام، من التقوى والفجور، من الحق والباطل، من الحياة
والموت؛ لأن الحياة لتنمو يستلزم ذلك أن تكون هناك دعوةٌ إلى الموت، وأن الإنسان ليقوى
ويحيا ويكبر في حاجةٍ إلى أن يكون هناك من يصارعه ومن يحاربه ومن يُحفِّزه على أن يكون
أكثر حياةً وأكثر تقوى وأكثر نوراً.
وستظل الحياة تحمل الأمرين وتحمل الطريقين، "وَهَدَيْنَاهُ
النَّجْدَيْنِ"[البلد 10]، والإنسان بوجوده على هذه الأرض يختار طريقه، إما طريق العروج إلى السماء،
أو طريق التدني إلى الأرض، وهو يحمل أهلية ذلك. ونحن حين ننظر في الواقع، نجد ذلك واضحاً
جلياً.
فنحن نرى من الناس من يحبون الحق، ومن يتجهون
إلى طريق الحق، ومن يقصدون وجه الله، ومن يحبون الحياة، ومن يؤمنون بالآخرة، ومن يرجون
لقاء ربهم، ومن يجتمعون على ذكره، ومن يطمعون في رحمته، ومن يحاولون أن يتعرضوا لنفحاته،
ومن الذين يذكرونه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ومن الذين يتأملون ويتدبرون في خلق
السماوات والأرض ويقولون: "...رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً..."[آل عمران 191].
ونجد ـ أيضاً ـ من الناس من لا يسمعون ولا يبصرون
ولا يرون إلا عاجل أمرهم، الدنيا منتهى أملهم، وأجسادهم هي ربهم، وشهوة المال والجاه
والذات أربابهم وطريقهم وحياتهم، للدنيا يعيشون وفيها يفنون ولها يرجون ويسألون ومن
أجلها للطاغوت وجودهم يستسلمون ولدعوته يستجيبون، لا يريدون إلا دنيا، ولا يريدون إلا
كل ما في الدنيا، الحق في وجودهم لا يرون وإليه لا يستمعون، "وَإِذَا ذُكِّرُوا
لَا يَذْكُرُونَ"[الصافات 13]، "...صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ"[البقرة 171].
نرى هذا ونرى ذاك، "...يُضِلُّ بِهِ
كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً..."[البقرة 26]. بل أن منهم من يستخدمون آيات الله
لضلالهم، فيزدادون ضلالاً على ضلال. وهذا واقعٌ لقوله: "...يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً
وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً...". وقد كان في تاريخنا من هؤلاء الكثير، وفي حاضرنا
الأكثر، يشترون بآيات الله ثمناً قليلا، يعللون فجورهم واعتداءاتهم بآياتٍ من القرآن،
ويعللون كل أفعالهم بأنهم يتحدثون باسم الله، وبكلام الله، وبإرادة الله.
ألا نرى ذلك بأعيننا اليوم؟ ألا نرى ذلك من قراءتنا
في تاريخنا؟ ألا نرى ذلك في كل المجتمعات حولنا وفي تاريخ كل المجتمعات، أن هناك من
ضل وهناك من اهتدى، وكلٌّ يَدَّعي ذلك باسم الآيات، وباتباعه لطريق الله، ولإرادة الله،
ولكلمات الله، ولرسل الله؟
والإنسان وهو يرى ذلك أمامه، ألا يجب عليه أن
يخشى الله؟ من أدراه أنه هو الذي في طريق الحياة؟ إنه يرجو ذلك وقد يعتقد ذلك، ولكن
ألا يحتاج هذا منه أن يستغفر الله دائماً، وأن يذكر الله دائماً، وأن يفتح آذانه لكل
قولٍ، وأن يفتح عينيه لكل حدثٍ، وأن يراجع نفسه كل يومٍ، وأن يدعو الله في كل ليلةٍ:
"...رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"[آل عمران 191]؟
إن هذا لا يشككه في طريقه أو في اعتقاده، وإنما
يجعله يسأل الله أكثر أن يكشف له إن كان هناك ضلالٌ في طريقه أو في فهمه أو في قوله
أو في سلوكه. يدعو الله دائماً أن يكشف له ذلك، وهذا هو الذي يفرق بين إنسانٍ وإنسان.
إنسانٌ راغبٌ في معرفة الحقيقة أيا كانت، هذا
رجاؤه وهذا طلبه وهذا مقصده، وهذه حياته يقضيها في سؤالٍ وفي طلب وفي رجاءٍ وفي دعاءٍ.
يراجع نفسه دائماً، ويتوب إلى الله دائماً، ويستغفر الله دائماً، كما قال رسول الله
ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ يعلمنا ذلك: [إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله في
اليوم سبعين مرة، أأغيان أغيارٍ يا رسول الله؟ بل هي أغيان أنوار](1)، "...إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء..."[فاطر 28].
فهذا الجانب في الإنسان، الذي يدرك أن في كل
إنسانٍ فجوراً كما فيه تقوى، يجعله في هذا الاتجاه الدائم والاستغفار الدائم، [إنما
الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم](2)، [كل ابن أنثى مسه الشيطان إلا ابن مريم](3)، [كان لي شيطان ولكن الله أعانني عليه فأسلم فهو لا يأمرني إلا بخير](4).
كل هذا، يجعلنا ندرك أن الطريق الذي نطلبه هو
الصراط المستقيم، هو الصراط الذي نتوازن فيه بين ما فينا من حقٍ وما فينا من باطلٍ.
يوم نُقوِّي ما فينا من تقوى ومن حقٍ بالذكر الدائم، يكون جهازنا المناعيّ الحقيّ قادراً
على أن يستفيد من وجود الباطل فينا، فيحفِّزه أكثر ويساعده أكثر، أن يتفهم طرق الباطل
فينا، فيعرف مسالك الباطل التي منها يأتي إلينا الظلام، فيسد هذه المسالك، بل ويُحوِّلها
إلى طاقةٍ إيجابية، لنكون أكثر تقوى، وأكثر نوراً، وأكثر ضياءً، وأكثر حياةً، وأكثر
ذكراً، وأكثر طلباً ورجاءً.
"اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ"[الفاتحة 6]، وهذا هو الصراط الذي ينعم الله
به على عباده السائلين الطالبين المستغفرين، ولا ينعم به على عباده الغافلين الضالين
الغير سائلين المستكبرين، الذين لا يرون إلا ظلام نفوسهم وظلام قلوبهم. فأي طريقٍ نريد؟
إذا كنا نريد طريق الحق، فلنكن من المتواضعين،
المفتقرين، السائلين، الذاكرين، العابدين، المتآلفين، المجتمعين على ذكر الله وعلى
طلب الله وعلى مقصود وجه الله.
وإذا كنا نريد الحياة الدنيا وظلامها، فلنكن
من المتكبرين، نكن من الغافلين الذين لا يفكرون في الله، ولا في ذكره، ولا في رحمته،
ولا في فضله، ولا في وجهه ولا مقصوده، إنما يفكرون في الدنيا وفيما فيها من شهواتٍ
ومن رغبات، ما يجعلهم أهلاً لها وحكاماً عليها، وذوي مالٍ، وذوي سلطانٍ للسلطان، وذوي
مالٍ للمال، وذوي جاه للجاه، يريدون أن يكونوا أرباباً، يريدون أن يكونوا آلهةً على
الناس متكبرين متعظمين، لا يرجون أن يكونوا إلى الله مفتقرين.
نسأل الله: أن نكون من عباده الصالحين، وأن نكون
على ذكره مجتمعين، ولوجهه قاصدين، وله مستغفرين وإليه راجعين.
فحمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك
يا رسول الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.ٍ
عباد الله: ما أردنا أن نوضحه اليوم:
هو ما نفهمه من الآية الكريمة: "...يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً..."،
"...مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ
وَلِيًّا مُّرْشِدًا"، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"،
"...أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"، كيف أن الإنسان
على هذه الأرض ـ وقد حَمَّله الله بهذه الأمانة، وأعطى كل إنسانٍ خلقه ـ كيف نرى ذلك
قائماً على أرضنا؟
يوم ننظر حولنا، فنجد الفريقين، نجد من هو في
طريق الحياة ـ فيما نعتقد ـ وهناك من هو في طريق الموت ـ كما نعتقد ـ. ونرى مصداقاً
لقول الله، في أن كثيراً من الناس يستخدمون آيات الله في ضلالاتهم، فيقتلون باسم الله،
ويعتدون باسم الله وبسوء فهمهم في آيات الله، فكيف هؤلاء كذلك؟
إنه الإنسان الذي يحمل الحالين والأمرين، يحمل
الهداية ويحمل الضلال، يحمل الحق ويحمل الباطل. وكل إنسانٍ يتفاعل مع الواقع بأهليته.
لذلك، نجد أن الفهم يختلف من إنسانٍ لإنسان لنفس الآية ولنفس الموقف ولنفس الحدث، نرى
ذلك في حياتنا، فهو ليس أمراً غريباً وإنما هو واقعٌ.
ومع أن كل إنسانٍ عليه أن يتعامل بما يعتقده،
فهو لا يستطيع إلا ذلك، فإن الذين يريدون طريق الحياة عليهم دائماً أن يراجعوا أنفسهم؛
لأنهم يدركون ذلك، ويدركون أنهم قد يكونون قد أساءوا الفهم في فهم بعض الآيات أو في
فهم بعض الأحداث، فلا يثقون في وجودهم ثقةً كاملةً.
وليس هذا بعيبٍ، وليس هذا بشكٍ معيب، إنما هو
شكٌ مطلوب؛ لأنهم يعلمون ـ أنهم بوجودهم الإنسانيّ البشريّ ـ كما أنهم يحملون طاقة
نورٍ فهم أيضاً عندهم طاقة ظلام، ويدركون أنهم لا يستطيعون أن يحكموا أنهم قد تخلصوا
نهائياً من بعض ظلامهم أو من كل ظلامهم.
لذلك، فإن الذين هم في طريق الحياة، لا يستكبرون
ولا يستنكفون يوم يحدثهم أحدٌ أو يصحح لهم أحدٌ، فله يستمعون ويحاولون أن يجدوا الحق
في أن يفكروا بعمقٍ وبتأملٍ وبتدبرٍ، وأن يستمعوا إلى القول فيتبعون أحسنه.
وربما هذا هو الذي يميزهم عن الآخرين الذين لا
يريدون أن يستمعوا إلى قولٍ غير الذي يقولون وإلى فهمٍ غير الذي يفهمون، ولا يقبلون
أن يغيروا إذا وجدوا أفضل وإذا وجدوا أحسن. فالفارق هنا ـ الأساسيّ ـ هو قدرة الإنسان
على أن يتغير إلى ما هو أحسن وعدم قدرته على ذلك.
فإذا كان من الذين يستطيعون أن يتقبلوا رأياً
آخر ويبحثوه ويمحصوه ويختاروا ما يرون أنه أفضل بالنسبة لهم، فهم في طريق الصلاح والفلاح،
أو على أقل تقديرٍ أنهم لا يتجهون إلى الهاوية، وإنما عندهم أملٌ في أن يُكمِلوا فهمهم
إلى ما فيه خيرهم وإلى ما فيه صلاحهم وخيرهم ونجاتهم.
أما الذين لا يقبلون أن يتغيروا إلى ما يرون
أنه الأحسن، بظن أنهم على إيمانٍ بمواقفهم وأنهم هم الأحسن والأقوم دون شكٍ، ويعتقدون
أن هذا هو الإيمان، فهناك احتمالٌ كبير أنهم يتجهون إلى الهاوية؛ لأن الإنسان لا يستطيع
أن يُبَرِّئ نفسه، ولا يستطيع أن يحكم أنه النور كل النور، أو أنه الخير كل الخير،
أو أن عقله هو الذي يفهم كل شيئ، وأن حكمه هو الحكم الصواب في كل شيئ.
لذلك، كان الاستغفار الدائم، وكانت التوبة الدائمة،
وكانت مراجعة النفس الدائمة ـ هي طريق عباد الله الصالحين، الذين لا يستنكفون ولا يتكبرون
أن يستمعوا إلى قولٍ فيأخذوه ويحللوه حتى يصلوا إلى الحقيقة التي يريدون أن يشهدوا،
وقد يتغيرون إلى ما استمعوا إليه إن وجدوه أحسن وأفضل.
عباد الله: نسأل الله: أن نكون من عباد الله المفتقرين، الذين يتوبون ويستغفرون ويسألون
الله في كل لحظةٍ وحين، ويتأملون في خلقه صادقين، ويرجونه رحمةً واسعة ومغفرةً كاملة،
دائماً يستغفرون، وألا يمنع عنهم ما وهبهم من نعمة الاستغفار، ومن نعمة التوبة، ومن
نعمة الرجوع إليه، ومن نعمة التوكل عليه، ومن نعمة سؤاله، ومن نعمة دعائه، ومن نعمة
قربه، ومن نعمة توفيقه.
اللهم وهذا حالنا وهذا قيامنا، نتجه إليك، ونتوكل عليك، ونوكل ظهورنا إليك،
ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
اللهم فاكشف الغمة عنا، وعن بلدنا، عن أرضنا.
اللهم ادفع عنا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من
حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين،
عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا
الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم لا تجعل لنا في هذه الساعة ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا
حاجةً لنا فيها رضاك إلا قضيتها.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الراحمين ارحمنا، يا أرحم الراحمين ارحمنا،
يا أرحم الراحمين ارحمنا.
_____________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق