الأحد، 2 مايو 2004

فى ذكرى ميلاد الرسول

  • المؤلف: ماجدة المفتي 
هذه دعوة أن نتذكر وسط هذه الظروف المأساوية التي يمر بها عالمنا العربي مبدأ هاما أرساه الرسول الكريم وهو أن يكون دافعنا للعمل دائما ناتجامن وعي جماعي قوامه وأساسه هو إحقاق الحق وليس الانتقام من أي كائن مهما كان، وأن يملأ الحب قلوبناولا نجعل الحقد أو الكره يأكل قلوبنا. إن القوة هي أن يكون السلام والتسامح والمحبة في قلوبنا. وبها ننطلق للجهاد حتى لو حملنا السلاح. إننا حين ننتصر على مشاعرنا التي تبادل الكره بالكره والظلم بالظلم والوحشية بالوحشية نستطيه أن نفعل الكثير وننتصر للحق. هذا ما تدعو به كاتبة هذا المقال وتدعو القاريء إلى تجربة نركز فيها وعيناوتبشرنا بأننا لو فعلنا ذلك سيلهمنا الله بالوسائل المستقيمة التي تعيد الحقوق لأهلهاوتهيئنا للنصر أو الشهادة

فلنجرب معجزة الوعي الجماعي على طريقة غاندي

ما الذي فعله غاندي في الهند مما أفقد أكبر وأقوي إمبراطورية توازنها وأرغمها علي أن تسحب قواتها وعود إلي موطنها الأصلي بريطانيا وهي مذهولة من هذا السلاح الساحق الماحق، وهي تتساءل " هو فيه إيه ؟! " الشعب الهندي الضعيف ده إزاي هزمنا !" وتساءل رئيس البرلمان البريطاني " أنا مش فاهم لغاية دلوقتي الرجل الضعيف ده اللي اسمه غاندي، اللي ممكن يقع من نفخة هو جاب قوته دي كلها منين ؟؟! "
وأيضا ما الذي فعله الجيش المصري في عام 1973؟! ما هو اسم السلاح الساحق الماحق الذي استخدمه كل جندي وضابط مصري وهو يعبر القناه؟! والرد بسيط جداً : لقد استخدم غاندي " كنز " الوعي الجماعي الهندي. وأيضا بالمثل لقد توصل ضباط وجنود الجيش المصري بفطرتهم إلي " كنز " الوعي الجماعي المصري.

وهذه دعوة مفتوحة إلي كل المؤمنين بالسلام في الشرق الأوسط لكي يلجأوا إلي هذا " الكنز " الكامن بداخلهم وهو " كنز الوعي الجماعي " فلنرجع معاً أحداث " سبتمبر في الولايات المتحدة وكيف نتج عنها أشرس تصعيد للمواجهة ضد المقاومة الفلسطينية.
فقد أصبحت إسرائيل تنعم بمساندة غير مسبوقة من الولايات المتحدة ولم تنسي أن تقتنص الفرصة الذهبية. ففي الوقت الذي قرر فيه الأمريكيون القضاء علي الإرهاب في العالم، ركبت إسرائيل نفس الموجة واقنعت الرئيس الأمريكي أنها أيضا يجب أن تضرب علي الارهابيين داخل إسرائيل.
ولم يشأ الرئيس الأمريكي ملاحظة الفرق الشاسع بين مقاومة أمريكا للإرهاب الذي بدأ بالضرب داخل أراضيها، وبين المقاومة الفلسطينية المشروعة التي يمارسها أبناء الشعب الفلسطيني لتأكيد أبسط حقوقهم في إقامة دولة فلسطينية آمنة لأبناءهم الذين عانوا من أبشع صور الاحتلال الإسرائيلي.
كثيراً منا يملك هذا الأطلس القديم الذي طبع في بريطانيا في بدايات 1940 وظهر فيه دولة فلسطين بدون ذكر لموقع واحد يحمل اسم إسرائيل.
بالرغم من ذلك كل ما يطلبه أي فلسطيني هو تنفيذ قرارات الأمم المتحدة باقامة دولة فلسطينية آمنة جنباً الي جنب مع الدولة الإسرائيلية.
في برنامج شبكة  cbs الأمريكية ذكر متحدث أنه لا يوجد شئ اسمه العالم العربي وأنه علي يقين بأنه لا يوجد شئ يوحد بين تلك الشعوب العربية.
ونحن العرب نقول أن لدينا أقوي " كنز" لم نلجأ إلي استخدامه حتى الآن  وقد استنفذنا كل السبل الأخرى من محادثات ومؤتمرات وحروب ودعوات باللعنات. وقد تختلف أراؤنا ولكننا جميعاً يداً واحدة فيما يخص القضية الفلسطينية وهذه دعوة إلي الشباب العربي القادر علي اقناع كل من حوله باستخدام " الوعي الجماعي العربي" الذي إذا ما تناغم مع المشيئة الإلهية لخالقنا يستطيع تحقيق المعجزات التي لا يقدر عليها أقوي الأسلحة فتكاً في العالم.
يحمل كل عربي - بل كل إنسان محب للسلام - هذا " الكنز " من الوعي بداخله. ولذلك فكل إنسان يرغب في المساهمة في نشر السلام المبني علي الحق في الشرق الأوسط يجب أن يصل إلي لحظة ادراك إننا إذا نجحنا في تحديد موعد نبدأ بالدخول فيه بصورة جماعية في مجال وعينا العميق بحيث نهدأ ونملأ قلوبنا بالتسليم الكامل لله سبحانه وتعالي ونسعى جميعاً إلي إطالة تلك اللحظات يومياً بحيث نمتنع "تماماً" عن الجدل واللعنات تجاه ما نسميه العدو بل نوجه أقوي  "سلاح"  أمد الله به الإنسان وهو وعيه العميق الذي لا نستطيع دخوله إلا إذا هدأت ذبذبات عقلنا - أي أن نمتنع تماماً عن أي أفكار سلبية  - وأن تملأ السكنية والسلام قلوبنا.
وأن ندخل في حالة التناغم مع المشيئة الإلهية لخالقنا بحيث نصلي إلي حالة التسليم الجماعي لقلوبنا نحو الله سبحانه وتعالي لإعلاء قيم الحق والعدل والحب والسلام "لجميع الاطراف".
ويجب أن ندرك أن الذي يدخل في هذه الحالة ثم يخرج منها سريعاً معترضاً بسذاجة علي عدم النجاح فهو إنسان لم يدرك معني التسليم الحقيقي والتناغم مع إرادة الله في نصرة "الحق" وهو من شأنه أن يعرقل مسيرتنا ويؤخر وصولنا إلي هدفنا وهو اقامة دولة فلسطين الآمنة التي ستصبح مزاراً لكل العرب في المستقبل القريب باذن الله.
إنها خطوة نحو اكتشاف ما الذي فعله الذين واجهوا الظلم قبلنا وكيف نجحوا في الخروج من بؤرة القتل، والقتل المضاد لبعضهم البعض. التجربة الهندسية هي تجربة فريدة تستحق الدراسة والتقليد.
ويجب هنا أن نتساءل ما الذي فعله غاندي لكي ينجح شعبة في هزيمة أقوي الدول عندما واجه جبروت الإمبراطورية البريطانية في أوَج مراحلها وأدرك بقلبه أن الطريق الوحيد القادر علي التخلص من هذا المعتدي الشرس هو طريق الوعي الجماعي الهندي القادر علي التناغم السلمي مع المشيئة الإلهية علي نصرة الحق والعدل والحب والسلام ولذلك نجح في إقناع ملايين الهنود بما أسماه المقاومة السلبية  passive resistance  ولم يشأ أن يفصح عن حقيقة استراتيجية وهي أنه قد اكتشف " الكنز " الذي يملكه أفراد شعبه في صورة " وعيهم الجماعي" وهو سلاحهم الساحق الماحق للعدو والذي ما أن لجأوا إليه بصورة جماعية حتي " فقدت الإمبراطورية البريطانية توازنها وانهزمت"، وحتى يومنا هذا لا زالت تتعجب من قوة تلك الطاقة أي السلاح الفتاك من الوعي الجماعي الهندي الذي اتحد " بسلام " ليوجه نحو قلب المستعمر الجبار ويصيبه في مقتل.
ألم يحن الوقت لكي نتحد جميعاً  ونلجأ إلي هذا " الكنز" الكامن بداخلنا لكي ينصرنا الله سبحانه وتعالي ألم يقل لنا " إن الله لا يغير ما بقوم  حتى يغيروا ما بأنفسهم ". فلنملأ جميعاً قلوبنا بالسكينة والسلام وفي لحظة واحدة فلتكن مع بداية شهر مايو 2004 يوم 2 مايو 2004 ويتجه المائتان مليون عربي نحو قبلة واحدة بقلوبهم ويحركون هذا " المارد " من " الوعي العربي الجماعي " العميق تجاه خالقهم في حالة من تسليم القلوب لله سبحانه وتعالي والتناغم مع مشيئته لاعلاء قيم الحق والعدل والسلام مع الاستمرار في ذلك بقدر الإمكان لأكثر من شهر ولنلاحظ : ما الذي سيحدث؟

كيف نستطيع إحراز النجاح:

ملحق للدعوة موُجَه إلي كل إنسان سيتساءل: كيف أدخل مجال الوعي العميق لكي تتحد إرادتي مع إرادة الوعي العربي الجماعي، ونتناغم مع المشيئة الإلهية لخالقنا؟
هناك تدريب بسيط علي تهدئة ذبذبات العقل لضمان مشاركة كل إنسان يبحث عن نصرة الحق والعدل.
التدريب: اجلس في مكان هادي واغلق عينيك. وحاول أن تهدئ من أفكارك لمدة  5 دقائق. ثم ابدأ في العد من 100 - 99 - 98 - 97 - 96 وهكذا حتى تصل إلي رقم واحد وبهدوء ابدأ في توجيه دعوتك من القلب بأن " يتم الإعلان عن إقامة دولة فلسطينية آمنة وأن يحصل كل اللاجئين الفلسطينيين علي حقوقهم ، وأن يعم السلام الكامل الشرق الأوسط والعالم"
ثم ابدأ في العد من 100 - 99 - 98 - 97 - 96   هكذا حتى تصل إلي رقم واحد.
ويجب أن نكثر نحن الـ   200 مليون عربي من توجيه هذه الدعوة بصدق أكثر من مرة في اليوم طوال أيام شهر مايو. ويجب أن نتذكر أن قوة الوعي الجماعي لن تتحقق إذا ظللنا في حالة انتظار لتحقق الدعوة مع الاحتفاظ بروح الاستبشار ولذلك فلنتعاهد جميعاً أن قبلتنا منذ اليوم الأول في شهر مايو 2004 هي قبلة واحدة وأننا لا نعترض علي مشيئة الله في أي لحظة من اللحظات. وها قد جاءتكم الفرصة يا شباب العرب للقيام بعمل جماعي من القلب قد يقلب الموازين في الشرق الأوسط