كُتب قبل حوالي مائة عام لكنه كتاب للمستقبلهذا كتاب له خصوصيته التي لا تقارن بأي من كتابات تولستوي الأخرى على عظمتها. لم يأخذ هذا الكتاب -ضمن كتابات تولستوي الدينية - ما يستحقه من شهرة مثل أعماله الأدبية لا لأنه أقل قيمة بل لأنه وهذه الكتب يحوي مفاهيم ومعرفة روحية عالية القيمة لم يمكن أن تقدر في الوقت الذي كتبها فيه وهو أواخر القرن التاسع عشر ولا على مدى القرن العشرين كله، حيث سواد المادية لا يعطي الفرصة لفهم هذا الكتاب وتقديره إلا بين القليلين في عصره ممن يقدرون التجربة الروحية.
اخترنا كتاب اعتراف الذي كتب قبل حوالي مائة عام لأننا ندرك أن قيمته ستظهر أكثر في المستقبل القريب، حيث أن العالم بدأ عصرا جديدا يبحث فيه الإنسان عن معناه ك"روح" .. كتاب اعتراف لتولستوي كتاب للمستقبل وليس من الماضي .. وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة فليس هناك في الكتابات الروحية الأصيلة ماض ولا مستقبل .. إنما هناك حقيقة يكتشفها الباحث عن الحقيقة .. حقيقة قبل وبعد الزمان والمكان .. وفوق أي لغة أو جنس أو ظاهر دين .. حقيقة الإنسان.
نشأ الفتى الصغير في بيئة مسيحية متدينة وكان يتلقى دروسه الدينية في مدرسته ويقوم بطقوسها في استسلام. في سن 18 بدأ يشعر بأن إشارات الصليب التي يؤديها وانحناءات الركبة تعبدا واحتراما في صلاته ليس لها أي مدلول عنده وأنه غير قادر على الاستمرار في "الكذب" فتوقف عن أدائها تماما. لكن - كما يقول-"كان داخلي شعور ما بأني أؤمن بشئ ما، أؤمن بإله أو بمعنى آخر لا أنكر وجوده، ولكن أي إ له؟ لم أكن أدرك على وجه التحديد. أذكر أيضا أني لم أكن أنكر تعاليم المسيح؟ لكن ماذا كانت تعني لي هذه التعاليم وقتها؟ لا أستطيع أن أعرف تماما.".
ينطلق الشاب ينشد الكمال والاكتمال في كل شئ، في علومه، في المعرفة العامة، في صحته ولياقته البدنية، ومع هذا كله وفوقه ينشد "الكمال الأخلاقي" .. فماذا يجد؟ يقول في اعترافه: "كلما حاولت أن أعبر عن رغبتي العميقة وطموحاتي الأخلاقية، كنت أّقابل ممن حولي بالازدراء والاحتقار، وبمجرد ما أسلم نفسي للرغبات الوضيعة أّقابل بالمدح والتشجيع".
وبدأ الشاب الصغير يستبدل طموحاته الأخلاقية بطموحات أخرى يقرها المجتمع. يعبر هو عن هذا المجتمع الذي نشأ فيه بقوله إنه مجتمع يعتبر أن " الطموح، شهوة القوة، المصلحة الذاتية، الانغماس في الشهوات، التكبر، الغضب، الانتقام" هي الصفات التي يجب أن تحترم. صار طموحه الأساسي أن يكون أكثر شهرة وأكثر أهمية وأكثر ثراء من أي إنسان آخر حتى لو كان ذلك -كما يقول- من خلال ارتكاب أي خطأ أخلاقي.
ويبدأ تولستوي في سن 26 الاختلاط مع طبقة الكتاب والشعراء والمثقفين الذين كانوا يعتبرون أنفسهم هم رواد "التعليم" في ذلك الزمن-النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث أصبح "التطور" أو "التقدم" هو الدين الجديد للمجتمع. ويتذكر تولستوي هذه الفترة قائلا: كنا نتحدث جميعا في وقت واحد ولا يستمع أحد للآخر.. أحيانا يمتدح واحد منا صاحبه انتظارا لمدحه في المقابل وأحيانا تتعالى صرخات الاعتراض فيما بيننا كما لو كنا في مستشفى للأمراض العقلية.
في إحدى رحلاته لباريس يرى شبابا تجتث رؤؤسهم من قبل السلطة بحجة أنهم من أعداء "التقدم" .. المشهد يحرك أعماقه فيقول في نفسه: "لو كان كل الناس منذ بدأ الخليقة وحتى الآن تحت أي مزاعم يقتنعون بأن مثل هذا العمل ضروري فأنا أعرف تماما أنه ليس ضروريا وأنه خاطئ. من هنا فالحكم على أي شئ بأنه ضروري وصواب يجب ألا يأتي من أي مصدر خارجي مهما كان ولو كان هذا يتعلق ب "التقدم" ،لكن يجب أن ينبع مما تستشعره الروح ". في موقف آخر يموت أخوه الأكبر بعد معاناة مع المرض فيقول تولستوي في نفسه وهو يعتصره الحزن: "مات دون أن يفهم لماذا كان يعيش أو لماذا مات". لكن الأمر كله عند تولستوي كان لا يزال مرهونا بما سيأتي به "التطور" فيقول: ما لا أفهمه الآن سأفهمه غدا من خلال التطور.
بعد هذين الموقفين يشعر بأن هناك سؤالا في أعماقه عن المعنى الحقيقي للحياة يؤرقه، وهو لا يملك إزاءه إلا الهروب بالانغماس في العمل. كان في بداية الثلاثينات من عمره ففكر أن تكوين أسرة قد يهدئ من نفسه هذه المؤرقة بلا سبب معروف. وتمضي الحياة به مع زوجة حبيبة وأطفال رائعين لمدة خمسة عشر عاما يضع فيها الأولوية القصوى والهدف من الحياة : توفير أفضل حياة لهذه الأسرة.
وفي وقت كان فيه تولستوي يتمتع بكل ما يمكن أن يرنو إليه إنسان في حياته المادية تحدث له أشياء غريبة -من وجهة نظره في ذلك الوقت. كان في بداية العقد الخامس من عمره ..يتمتع بصحة ممتازة.. يلقى شهرة ونجاحا فائقا.. لديه أموال وأموال..حياة أسرية ناجحة بكل المقاييس .. فيفاجئه سؤال من الداخل "وماذا بعد؟" ..يهرب من السؤال ويقول لنفسه: حين أفرغ من هذا العمل سأفكر في إجابة.. لكن السؤال لا يبقى مجرد سؤال أو خاطر عابر ..إنه يأخذه إلى حالة نفسية من الاكتئاب والرغبة في الانعزال.. إنه يفرض نفسه عليه وهو يعمل أي شئ قائلا: "حسن سيكون عندك 6000 فدانا في أرقى منطقة و300 حصان وماذا بعد؟" " حسن ستكون أكثر شهرة من جوجال وبوشكين وشكسبير وموليير بل وكل كتاب العالم وماذا بعد؟"
تبدأ مرحلة في حياة تولستوي أقل ما يقال فيها أنها عذاب متواصل .. عدم قدرة على الحياة بسبب الإحساس بأن أي سعادة أو تعاسة في هذه الحياة ما هي إلا خدعة كبيرة .. والسؤال بداخله عن معنى أعمق وأدوم لا يفارق كيانه .. فلا هو يستطيع أن يتجاهله.. ولا هو قادر على مواصلة الحياة كما كانت باستبعاده ولا هو قادر على الإجابة عليه. "ما نتيجة أي فعل أقوم به اليوم أو غدا؟ ما هي نتيجة حياتي كلها؟ هل هناك أي معنى للحياة سيبقى ولا يفنى بقدوم الموت المحقق الذي ينتظرني؟" يعبر عن هذا بقوله: "بحثت عن إجابة لأسئلتي في كل فروع المعرفة التي اكتشفها البشر. بحثت لفترة طويلة وبكد عظيم. لم أبحث بقلب فاتر أو لمجرد حب الاستطلاع ولكن كنت أبحث وأنا يشملني العذاب ولا يفارقني الإصرار ليل نهار كإنسان يحتضر ويبحث عن أي مخرج للنجاة. لكني لم أجد شيئا". هنا يلخص تولستوي إجابات العلم عن ظاهرة الحياة وهي أنها تصف هذه الظاهرة وتصف ظاهرة توقف الحياة من خلال توقف أجهزة الإنسان جميعا ومعها تختفي من هذه الحياة تساؤلاته وكل ما كان العقل يفكر فيه. أما الفلسفة- كما يقول- فإنها تقول إن الوجود كله هو وجود مطلق ولا يمكن الإحاطة به والإنسان نفسه هو جزء غامض من هذا الوجود الغامض.
لكن شيئا من هذه العلوم لا يعطي إجابة عن تساؤلاته: ما معنى الحياة؟ وما الذي لا ينتهي بقدوم الموت؟ "فلأحاول أن أجد الإجابة من الناس حولي طالما أني لم أجدها في الكتب" هكذا قال تولستوي لنفسه بعد ثلاث سنوات متواصلة من القراءة الدؤوب في كل العلوم .. ليست مجرد قراءة.. كان كصريع من الظمأ يبحث عن نقطة ماء وسط الصحراء. بنفس الروح التفت إلى الناس.. علّه يجد دليلا.. فوجد معظم الناس في حالة من "الهروب" من الإجابة عن السؤال عن معنى الحياة وهم حسب تصنيفه ينقسمون إلى أربعة أنواع.. الأول يهرب من خلال الاكتفاء بالجهل ولا يسعى للمعرفة، النوع الثاني يهرب من خلال منهج في الحياة يجعل الهدف منها هو اللذة Epicurianism ، النوع الثالث يتسم-كما يقول- بالشجاعة والقوة لأنه يعرف أن الحياة كلها شر ولا طائل من ورائها فيرفضها ويقدم على التخلص منها، أما الصنف الرابع فهو "ضعيف" لأنه يعرف أن الحياة كلها "عبث وعدم" ورغم ذلك فإنه يفتقد الشجاعة للتخلص منها. تولستوي صنّف نفسه في النوع الرابع لأنه يتعذب ولا يجد معنى للحياة لكنه أيضا لا ينتحر. في هذا الوقت من تجربته كان تولستوي لا يعرف حتى لماذا لا يقدم على الانتحار.. رغم أن الفكرة راودته كثيرا، وكان كل العذاب واليأس داخله يدفعه لأن يمسك بحبل ليخنق نفسه أو يمسك مسدسه ويطلق رصاصة واحدة فينهي بها عذابه.. فكان يتجنب التواجد مع "حبل أو مسدس" في أي مكان
تحوّل تولستوي من البحث في الكتب، ومن البحث بين أفراد طبقته، إلى العامة، لمس شيئا بينهم ما أشعره بأنهم يعيشون معنى الحياة حتى لو كانوا غير قادرين على التعبير عن هذا المعنى، يكفي أنهم سعداء راضين بالحياة رغم أنهم ينقصهم الكثير من رفاهية الماديات التي تتمتع بها طبقة المثقفين والأثرياء، وهم لا يرفضون الحياة ولا يرونها عبثا مثل الطبقات التي يعيش بينها. شعر تولستوي بالراحة للعيش وسط هؤلاء البسطاء. لكنه كان يشعر بأن هناك نوعا من المعرفة يحتاج إليه ولم يجده بعد.
من هنا بدأت مرحلة جديدة في حياته وجد فيها شيئا كان بمثابة اكتشاف عظيم .. أيقن أن الإجابة عن تساؤله الأساسي: ماهو المعنى الذي لا يحطمه الموت؟ لا يمكن أن توجد إلا في "العقيدة": المعنى الذي لا يموت هو توحد الإنسان مع مالا يموت .. مع الله. بعقله .. بفهمه .. أدرك تولستوي الآن بل أيقن أن هناك نوعا من المعرفة تختلف عن "معرفة العقل" أو الذهن .. لأن معرفة العقل تتعامل مع كل ما هو مؤقت .. وهي مصدر الحقيقة عن كل ما هو مؤقت .. لكنها لا يمكن أن تكون مصدرا للمعرفة عما هو خالد .. عما لا ينتهي بالموت ..هنا يقول تولستوي: إذا غاب عن الإنسان الفهم والبصيرة بأن كل ما هو مؤقت ليس إلا نوعا من الوهم، فإنه لن يؤمن إلا بما هو مؤقت، أما إذا رأى ببصيرته أن كل ما هو موقوت ليس إلا وهم فحينئذ سيؤمن بما هو باقي ودائم.
بهذا اليقين انطلق يبحث في المعرفة الدينية المسيحية من خلال من حوله من رجال الدين، كان يسألهم عن إجابة لمعنى الحياة كما يعيشونها .. لكن لأن الأمر بالنسبة له لم يكن مجرد "كلام" أو "أشكال" فإن شيئا جوهريا جعل تولستوي يدرك أن نوع العقيدة والمعرفة التي يريد أن يحياها لا توجد عند هؤلاء فهم-كما رآهم لا يعيشون حياة يطبقون فيها ما يقولونه .. إنهم مثل كل من لا عقيدة لهم بل ربما أكثر حرصا على حياة المادة والثراء والشهوات وربما السلوك اللاأخلاقي. وهنا يخبو عند تولستوي الأمل الذي كان ولد داخله بأنه على وشك أن يجد إجابة لتساؤلاته .. بل حيرته .. بل بحثه بالروح والعقل والقلب والجوارح .. ليس بحثا عن إجابة سؤال بل بحث عن الحياة نفسها.
ماذا يفعل الآن وقد طرق كل الأبواب بشدة ولم يفتح له؟ مرحلة جديدة من العذاب .. استنفذ كل ما يستطيع أن يفعله بنفسه .. فإذا به يدعو الله، "أدعو من أبحث عنه علّه يساعدني. وكلما دعوته كلما بدا لي أنه لا يسمعني. ولا يوجد من ألجأ إليه أبدا". "وبقلب ملئ بالحزن توجهت من جديد أصرخ: يا إلهي! رحمتك! انقذني! أرني الطريق" .. بدا له أيضا أنه ليس هناك من مجيب وأن الحياة به قد وصلت إلى نهايتها.. وفي قمة اليأس يتطرق إلى ذهنه خاطر جديد: " إن المفهوم عن الله ليس هو الله " "أنا أبحث عن الله الذي بدون وجوده لا توجد حياة .. ها هو .. الله .. هو الحياة .. أن أعرف الله وأن أحيا هو معنى واحد ..الله هو معنى الحياة" "وبأقوى من أي لحظة أخرى في حياتي أشرق كل شئ داخلي ومن حولي بالنور .. ولم يفارقني هذا النور أبدا."
كانت هذه لحظة رائعة وفاصلة في حياة تولستوي .. لحظة ميلاد حقي سبقتها آلام وآلام .. آلام المخاض .. كل لحظة منها كان يشعر بعقله الإنساني أنها تأخذه إلى مرحلة جديدة من اليأس والضياع .. وكانت في الواقع تقربه من لحظة الميلاد العظيم. وتبدأ رحلة جديدة لكشف رقائق أخرى من الزيف كانت تحيط بأشياء كثيرة حوله.. ومثل كل مرحلة في حياته يقتحم تولستوي دائرة المعرفة بحب وصدق وإخلاص.. وبنفس القوة يكتشف بنفسه ما هو حق وما هو زيف.
بكل الحب والنور وعنفوان الحياة الحقة المتدفقة يريد تولستوي أن تكون حياته كلها تعبيرا عن عقيدته .. وأول أساسيات العقيدة أن يكون في طلب لمدد من الحياة من أصل الحياة وذلك من خلال إقامة الصلاة .. فيذهب إلى الكنيسة بروح الحب والرغبة في الالتزام والاحترام لتعاليم الدين المسيحي .. لكنه يجد أشياء كثيرة في الطقوس لا يعرف لها معنى .. فيحاول هو بنقائه أن يضفي عليها معنى ومفهوما من داخله .. لكن الوقت يمضي به وهو داخله إحساس بأن هذه التعاليم يختلط فيها "الحق" بال"زيف" .. كيف يجد الخط الفاصل بينهما؟ لا أحد يستطيع أن يدله .. المفهوم الشائع هو إضفاء القدسية على الكنيسة ويبررون ذلك بأنهم يعتبرونها رمزا "للتجمع بالحب" .. لكنه ها هو يرى الطوائف المختلفة تتهم بعضها بعضا بالكفر ..فأين هو هذا الحب؟ وحين يسأل أحد عن معنى من معاني الطقوس يقال له أن الطاعة واجبة سواء أفهم أم لم يفهم. إجابة لم يسترح لها تولستوي وشعر أنه يكذب على نفسه إذا ما استمر في فعل أشياء حاول بكل طاقته أن يجد لها معنى فلم يجد. وبدأ رحلة جديدة يقرأ فيها الانجيل ويحاول أن يفهمه بنفسه. وكلما قرأ وبحث اكتشف أن هناك طبقات وطبقات من "الدين الخاطئ" الذي يروج له رجال الدين والذي يفرضون فيه سلطاتهم على الناس دون أن يكون لما يقولون سند حقيقي من تعاليم المسيح0 المنهج الذي اتبعه استطاع به فصل الغث عن الثمين في كل شئ حوله .. في نفسه أولا .. في مصادر المعرفة .. فيما يقول ويفعل الناس.
منهجه يبرز فيه نقاء القلب فلم يستطع أبدا أن يكون منافقا أو كاذبا فيما يعتقد .. حتى حين أخذته ثقافة المجتمع حوله وبريقها إلى طبقة من زيف الشهرة والمال فإن صوت الداخل أخذه إلى الحقيقة،
ومنهجه يحترم العقل ولا يقبل ما لا يقبله عقله،فينقذه صوت الداخل أيضا من أن يكون سجين "معرفة العقل" وحدها ..بل يفتح له مصدرا لمعرفة أخرى هي معرفة الروح التي تعلو معرفة العقل ولكن لا تتناقض معها.
ومنهجه العمل فلم يتخاذل عن البحث والكد والجهد.
كانت ثمار تجربته أن كل ما تعلمه حتى من قبل ميلاده الحقي ترجمه في النصف الأخير إلى سلوك يعبر فعلا عن معنى الحياة .. فبأمواله ساعد الكثيرين والكثيرين من الفقراء .. وبعقله ما تحولت العقيدة عنده إلى شئ ينافي العقل بل هو يؤكد على أنه من الدين القويم أن يلحق الإنسان بكل علوم عصره .. وبقدرته الأدبية ترك كتابات دينية يفيد منها أي إنسان يريد أن يفرق بين الحق والزيف. ومن أهم ما يقدمه اعتراف تولستوي أن:
الحياة الروحية تُعاش لا تلقن.
وكسب الحياة يكون بخدمة الناس لا باعتزالهم.
وفهم الكتاب المقدس هو بحرية العقل ونقاء القلب لا بالترديد.