أأقول تجربة أم أقول حياة أشرقت في قلبي لتضئ وجودي كله!
كل شئ في أيامي من قبل كان يحاول أن يقتل هذه الحياة.
كل شئ كان يحاول أن يأخذني ضد التيار.
الآن فقط أدركت أن كل محاولة لأخذي بعيدا عن الحياة لم تزدها داخلي إلا قوة وتدفقا وانطلاقا.
نشأت في بيئة متدينة بالتعريف التقليدي لهذه الكلمة، أي أن هناك فروضا وطقوسا دينية يجب الحفاظ عليها وأدائها بكل دقة. مجرد السؤال عن معناها أو الغرض منها من جانبي لمن هم أكبر مني كان يعتبر نوعا من التشكك المرفوض وخوف شديد علي من "وسوسة الشيطان"-كما يقولون- الإجابة الوحيدة المفحمة لي من وجهة نظرهم كانت: "هذه أوامر الله وليس لنا إلا الطاعة هل ستناقشين أوامر الله؟". كنت أتساءل داخلي : من هو الله؟ لماذا يطلب منا أداء كل هذه الأشياء؟ لماذا لا يترك لنا أي مساحة من الحرية؟ يطلبون مني أن أحبه .. كيف يكون الحب بالأمر؟ وكيف أحب من يترصدني بكل هذه التهديدات بالعقاب؟
كنت أخضع أحيانا لإرادتهم في أن أكون "مبرمجة" طبقا لما يقولون، أصلي كما يصلون، وأصوم كما يصومون، وأتحدث مع الآخرين عن فرائض ديني كما يتحدثون .. كنت أحاول أن أعرف "ماذا يريد الله" و"كيف أرضي الله"، وكلما عرفت عن أوامره أدركت أني بلا حرية في أي شئ، هكذا يريدني الله أن أفعل، وهذا ما يريدني أن أبدو عليه، وهذا ما يريدني أن أقول، ومع ذلك فقد كنت أعيش على مستويين منفصلين تماما، في الظاهر أتامشى تماما مع ما يقولون تجنبا للمشاكل، وفي داخلي يزداد رفضي وتمردي وعدم اقتناعي بما يرددون ويفعلون، وأردد وأفعل معهم.
في لحظة ما قررت أن أرفض كل شئ، قلت: فلأذهب للجحيم الذي يقولون أنه ينتظرني، لن يكون أسوأ من الجحيم الذي أعيشه الآن .. ممزقة .. منافقة .. مفتقدة أي حرية في الحركة أو التفكير .. فاقدة أي معنى للحياة .. لا دافع لعمل .. ولا اقتناع بأي علاقة إنسانية .. إنني لا أحبهم جميعا ولا أي إنسان .. كيف يحب من في يديه السلاسل تكبله؟ وعلى فمه كمامة؟
أي راحة شعرتها بعد قراري بانتزاع الحرية لنفسي!
أي راحة وجدتها في البعد عن الإله الذي يعبدون!
كان هذا سري الخاص، لم أصرح به لأحد، المهم هو أني حسمت الأمر داخلي.
في مجلس بعض الصديقات التقيت بها .. سيدة تتحدث عن "الله". هل هو نفسه "الله" الذي كان يحدثني عنه كل الناس؟ يبدو أنها تتكلم عن "الله" آخر. لم أستطع أن أتابع كلماتها تماما، لكن الشئ الغريب الذي جذبني بقوة هو هذا الحب في عينيها وهي تتحدث عنه، حب لهذا ال"الله" الذي لا أعرفه، وحب لمن تتحدث إليهم. ماذا وصلني منها؟ ما هذا التيار الذي سرى في كياني وهي تنطق كلمة "الله" وتنظر إلي؟ كانوا يتحدثون معي عنه فلا يصلني إلا الخوف .. الهول، كانوا يتحدثون عن الحب ولا يصلني إلا الكره والقهر.
كان هذا أول عهدي بالطريق، ذهبت لبيت السيدة لا بحثا عن معلومات ولا لأنني أبحث عن التدين، ذهبت لأن شغاف قلبي وصلتها طاقة من الحب. كان هذا أول درس لي، درس لم ألقنه، لكن تذوقته، لمسة الحب منها فتحت في داخلي بابا لم أكن أرى ما وراءه من قبل، رأيت بعيني قلبي طاقة كبيرة تتدفق، شعرت بقدرة على العطاء، والعمل، والحب. ها هي "أنا" جديدة ألتقي بها، فكان هذا هو درسي الثاني في الطريق، "اعرف نفسك" .. ما حاول أي أحد من قبل أن يعرفني عن نفسي، بل العكس تماما، حاولوا أن يشكلوا تمثالا من صنعهم، والغريب أن يتوهموا أنهم يهبونه الحياة. من هذه ال"أنا" الجديدة؟ كائن تذوق الحب ويريد أن يوصل بالمصدر الذي جاء منه كل هذا الحب. عرفت في القرب منها أن الحب الذي وصلني منها "مصدره" لها إنسان أحبها، وبالحب علّمها .. علّمها عن نفسها. الآن أستطيع أن أقول لمن يحدثني : إنك حين يلمس قلبك هذا الحب من "إنسان" فهو "رسول" إليك من"مصدر" له، بحبه وصلك به، وبحب الأعلى يتصل هو به، وللأعلى "مصدر" للحب يصله، ليست هذه مراتب من صنع أي أحد، لم يقل لي أحد "يجب وينبغي"، السيدة فقط أشاعت الحب فوصلني، فربطني بها برباط من نور، وشعرت وحدي أن كل هذا الحب لابد وأن يكون مرتبطا بمصدر له، ومن مصدر لمصدر لابد أن يكون هناك مصدر أعلى بلا نهاية، من أجل استمرار التدفق، إذا كان هذا المصدر هو "الله" الذي تتحدث عنه، فإنني الآن أستطيع أن أقول: إنني أعرفه، إنني أحبه، وكان هذا هو درسي الثالث في الطريق.
"الحب هو الحرية"، "لا تفعل شيئا وإحساسك أنك مقهور أو مجبور، بل حاول أن تفهم "، الفهم بحرية وبالحب يسري في كياني شئ مختلف تماما، صار كل "أمر" هو "معنى" أو "رسالة" من مصدر الحب يدعوني فيها للقائه، لقاؤه لا يتم إلا بينه هو "مصدر الحب" وبين "حقيقتي" التي عرفتها واكتشفتها من بين الطبقات الزائفة التي كانوا يغلفونني بها. كل عبادة صارت لي حبا للقاء، أهيأ له بخفت جميع الأصوات، وإيقاف ضجيج العالم الخارجي، لأعطي الفرصة للقاء. وفي كل لقاء يشفّ وجودي وينمو وينضج. ما عادت العبادة شكلا لكن تهيئة لنماء وتعرفا على عالم البقاء. وبما يمدني اللقاء من طاقة أعود لأعمل، لأكون تعبيرا عن معاني الحياة. هذا هو درسي الرابع.
"الحرية تعلّم وتجربة"، تدريب على ألا تحول أي نتيجة تصل إليها أو فهم تفهمه إلى صورة جامدة تكبلك، "لا الصورة نبغي مهما كانت جميلة، إنما حركة دائمة في اتجاه الحب والفهم والتحرر"، هذا هو درسي الخامس، وهل يمكن أن أحصي دروسي في الطريق
كل شئ في أيامي من قبل كان يحاول أن يقتل هذه الحياة.
كل شئ كان يحاول أن يأخذني ضد التيار.
الآن فقط أدركت أن كل محاولة لأخذي بعيدا عن الحياة لم تزدها داخلي إلا قوة وتدفقا وانطلاقا.
نشأت في بيئة متدينة بالتعريف التقليدي لهذه الكلمة، أي أن هناك فروضا وطقوسا دينية يجب الحفاظ عليها وأدائها بكل دقة. مجرد السؤال عن معناها أو الغرض منها من جانبي لمن هم أكبر مني كان يعتبر نوعا من التشكك المرفوض وخوف شديد علي من "وسوسة الشيطان"-كما يقولون- الإجابة الوحيدة المفحمة لي من وجهة نظرهم كانت: "هذه أوامر الله وليس لنا إلا الطاعة هل ستناقشين أوامر الله؟". كنت أتساءل داخلي : من هو الله؟ لماذا يطلب منا أداء كل هذه الأشياء؟ لماذا لا يترك لنا أي مساحة من الحرية؟ يطلبون مني أن أحبه .. كيف يكون الحب بالأمر؟ وكيف أحب من يترصدني بكل هذه التهديدات بالعقاب؟
كنت أخضع أحيانا لإرادتهم في أن أكون "مبرمجة" طبقا لما يقولون، أصلي كما يصلون، وأصوم كما يصومون، وأتحدث مع الآخرين عن فرائض ديني كما يتحدثون .. كنت أحاول أن أعرف "ماذا يريد الله" و"كيف أرضي الله"، وكلما عرفت عن أوامره أدركت أني بلا حرية في أي شئ، هكذا يريدني الله أن أفعل، وهذا ما يريدني أن أبدو عليه، وهذا ما يريدني أن أقول، ومع ذلك فقد كنت أعيش على مستويين منفصلين تماما، في الظاهر أتامشى تماما مع ما يقولون تجنبا للمشاكل، وفي داخلي يزداد رفضي وتمردي وعدم اقتناعي بما يرددون ويفعلون، وأردد وأفعل معهم.
في لحظة ما قررت أن أرفض كل شئ، قلت: فلأذهب للجحيم الذي يقولون أنه ينتظرني، لن يكون أسوأ من الجحيم الذي أعيشه الآن .. ممزقة .. منافقة .. مفتقدة أي حرية في الحركة أو التفكير .. فاقدة أي معنى للحياة .. لا دافع لعمل .. ولا اقتناع بأي علاقة إنسانية .. إنني لا أحبهم جميعا ولا أي إنسان .. كيف يحب من في يديه السلاسل تكبله؟ وعلى فمه كمامة؟
أي راحة شعرتها بعد قراري بانتزاع الحرية لنفسي!
أي راحة وجدتها في البعد عن الإله الذي يعبدون!
كان هذا سري الخاص، لم أصرح به لأحد، المهم هو أني حسمت الأمر داخلي.
في مجلس بعض الصديقات التقيت بها .. سيدة تتحدث عن "الله". هل هو نفسه "الله" الذي كان يحدثني عنه كل الناس؟ يبدو أنها تتكلم عن "الله" آخر. لم أستطع أن أتابع كلماتها تماما، لكن الشئ الغريب الذي جذبني بقوة هو هذا الحب في عينيها وهي تتحدث عنه، حب لهذا ال"الله" الذي لا أعرفه، وحب لمن تتحدث إليهم. ماذا وصلني منها؟ ما هذا التيار الذي سرى في كياني وهي تنطق كلمة "الله" وتنظر إلي؟ كانوا يتحدثون معي عنه فلا يصلني إلا الخوف .. الهول، كانوا يتحدثون عن الحب ولا يصلني إلا الكره والقهر.
كان هذا أول عهدي بالطريق، ذهبت لبيت السيدة لا بحثا عن معلومات ولا لأنني أبحث عن التدين، ذهبت لأن شغاف قلبي وصلتها طاقة من الحب. كان هذا أول درس لي، درس لم ألقنه، لكن تذوقته، لمسة الحب منها فتحت في داخلي بابا لم أكن أرى ما وراءه من قبل، رأيت بعيني قلبي طاقة كبيرة تتدفق، شعرت بقدرة على العطاء، والعمل، والحب. ها هي "أنا" جديدة ألتقي بها، فكان هذا هو درسي الثاني في الطريق، "اعرف نفسك" .. ما حاول أي أحد من قبل أن يعرفني عن نفسي، بل العكس تماما، حاولوا أن يشكلوا تمثالا من صنعهم، والغريب أن يتوهموا أنهم يهبونه الحياة. من هذه ال"أنا" الجديدة؟ كائن تذوق الحب ويريد أن يوصل بالمصدر الذي جاء منه كل هذا الحب. عرفت في القرب منها أن الحب الذي وصلني منها "مصدره" لها إنسان أحبها، وبالحب علّمها .. علّمها عن نفسها. الآن أستطيع أن أقول لمن يحدثني : إنك حين يلمس قلبك هذا الحب من "إنسان" فهو "رسول" إليك من"مصدر" له، بحبه وصلك به، وبحب الأعلى يتصل هو به، وللأعلى "مصدر" للحب يصله، ليست هذه مراتب من صنع أي أحد، لم يقل لي أحد "يجب وينبغي"، السيدة فقط أشاعت الحب فوصلني، فربطني بها برباط من نور، وشعرت وحدي أن كل هذا الحب لابد وأن يكون مرتبطا بمصدر له، ومن مصدر لمصدر لابد أن يكون هناك مصدر أعلى بلا نهاية، من أجل استمرار التدفق، إذا كان هذا المصدر هو "الله" الذي تتحدث عنه، فإنني الآن أستطيع أن أقول: إنني أعرفه، إنني أحبه، وكان هذا هو درسي الثالث في الطريق.
"الحب هو الحرية"، "لا تفعل شيئا وإحساسك أنك مقهور أو مجبور، بل حاول أن تفهم "، الفهم بحرية وبالحب يسري في كياني شئ مختلف تماما، صار كل "أمر" هو "معنى" أو "رسالة" من مصدر الحب يدعوني فيها للقائه، لقاؤه لا يتم إلا بينه هو "مصدر الحب" وبين "حقيقتي" التي عرفتها واكتشفتها من بين الطبقات الزائفة التي كانوا يغلفونني بها. كل عبادة صارت لي حبا للقاء، أهيأ له بخفت جميع الأصوات، وإيقاف ضجيج العالم الخارجي، لأعطي الفرصة للقاء. وفي كل لقاء يشفّ وجودي وينمو وينضج. ما عادت العبادة شكلا لكن تهيئة لنماء وتعرفا على عالم البقاء. وبما يمدني اللقاء من طاقة أعود لأعمل، لأكون تعبيرا عن معاني الحياة. هذا هو درسي الرابع.
"الحرية تعلّم وتجربة"، تدريب على ألا تحول أي نتيجة تصل إليها أو فهم تفهمه إلى صورة جامدة تكبلك، "لا الصورة نبغي مهما كانت جميلة، إنما حركة دائمة في اتجاه الحب والفهم والتحرر"، هذا هو درسي الخامس، وهل يمكن أن أحصي دروسي في الطريق