عباد الله..
يا من ترجون لقاء الله، ويا من تقصدون وجه الله، ويا من تجتمعون على ذكر الله، حديث الحق لكم.. يخاطبكم.. ويرشدكم ويوجهكم، لما فيه صلاحكم وفلاحكم وحياتكم، يكشف لكم عما أودع فيكم من سره ومن روحه ومن نوره، لأنكم يوم تواجدتم على هذه الأرض، في هذه الذات، حالت بينكم وبين ما فيكم من أسرار الحياة، فجاءت الرسالات السماوية لتكشف لكم عما هو فيكم، عما أودع الله فيكم.
إنك يا إنسان عليك أن تجاهد حتى ترى هذا النور، حتى ترى هذه الحقيقة، وحتى ترى هذا المعنى في وجودك.. في نفسك، لأنك بدون هذه الرؤية لا تكون قد حققت شيء.. ولا فعلت شيء، إن الدين كما نقول دائما ليس أشكالا نؤديها، ولا صورا نعبدها، ولا مناسك نقيمها دون وعي ودون فهم، إنما هو عمل صادق له نتيجة يؤثر فيها ويغيرنا ويبدلنا، فإن لم تكن أفعالنا وعبادتنا ومناسكنا تغيرنا إلى الأفضل، فلا معنى لها بالنسبة لنا، فلا أقمناها ولا عرفناها "من لم تنهه صلاته فلا صلاة له، ومن لم يعلِّمه حجه فلا حج له، وإن لم يرِق الإنسان بصيامه بمجاهدته لنفسه فلا صوم له، ومن لم تُزكِي نفسه زكاته، فلا زكاة له، وقبل كل ذلك.. من لم يعرِف لا إله إلا الله في سلوكه فلا شهادة له، ومن لم يعرِف محمد رسول الله قدوة في أفعاله وأعماله فلا شهادة لرسول الله له، ومن لم يعرف دينه كاشفا لما فيه من أسرار فلا دين له، ومن لم يعرف دينه منهجا وشريعة وطريقا وأسلوبا ليحيا، فلا منهج له.
إن الفهم العام في الدين، أصبح لا يرقَى إلى الحد الأدنى الذي يستقيم فيه الإنسان، لأنه تحول إلى شكل وإلى صورة وإلى رياء،
عباد الله
إن علينا أن نجدد مفاهيمنا، وأن نجدد نظرتنا، ونجدد ديننا، فرسول الله صلوات الله وسلامه عليه حين أخبرنا "أن الله يبعث على رأس كل قرن من يجدد لهذه الأمة أمور دينها"، أخبرنا ذلك لأن هذا الذي يبعثه الله هو فينا هو معنى الحياة في كل واحد منا، هو نعمة الله التي أنعم بها على كل إنسان على هذه الأرض، نعمة العقل.. ونعمة الفكر.. ونعمة الذكر.. ونعمة العمل، هذه النعم التي لا نعمل بها.. ولا نتحدث بها.. تركناها، فكان أمرنا فُرطا، اعلموا أن نعم الله فيكم لا تحصى.. وفيكم خلاصكم، وفيكم رسالة الحق ورسول ا لحق، ودعوة الحق.. وكلمة الحق.. وروح الحق.. في كل إنسان بفطرته.. فاطلبوه أقرب إليكم من حبل الوريد، ومعكم أينما كنتم، في قلوبكم.. في بيته فيكم.. فاذكروا.. واتجهوا إليه.. وحجوا إليه في قلوبكم، حتى تسمعوا كلمة الحق تصدر منكم، وتصدر من الحياة فيكم، فتكونوا عبادا لله ورجالا في الله.
عباد الله..
اعلموا أن فيكم نور الله.. وسر الله.. وروح الله.. واسم الله، واعلموا أن رسالات السماء ما جاءت إلا لتكشف لكم، عما هو فيكم، وعن الحكمة التي وجدتم من أجلها، وعن القانون الذي يحكم وجودكم، وعن المنهج الذي تسيرون عليه لتنجو، جاءت رسالات السماء لتكشف لكم عن كيف تعيشون على هذه الأرض، حتى تحققوا ما أراد الله بكم، وعلمتكم أن هذه المعاني موجودة في فطرتكم، وأعطتكم من الوسائل والأدوات، ما يمكِّنكم من أن تشهدوا هذه المعاني فيكم، ولكنكم أخذتم هذه الأدوات ولهوتم بها ولم تستخدموها فيما أُمرتم به، فأصبح فعلكم لهوا، وعملكم عبثا، كسراب.. وكخيال.. وكوهم.. وكظن،
فاعملوا ولا تيئسوا.. وجاهدوا ولا تمِلوا، واذكروا ولا تتكاسلوا، وأقدموا ولا تدبروا، وتأملوا وتدبروا ولا تتجمدوا، واجعلوا أملكم في الله كبير.. وطمعكم في الله أكبر، فإن لم تكونوا قد حققتم ما نتذاكر به بيننا، فأملوا واطمعوا أن تحققوا، وإذا عكستم البصر إلى داخلكم فلم تشهدوا شيئا، فاسألوا الله أن يكشف لكم ما في قلوبكم، وأن يزكي نفوسكم.
يا من ترجون لقاء الله، ويا من تقصدون وجه الله، ويا من تجتمعون على ذكر الله، حديث الحق لكم.. يخاطبكم.. ويرشدكم ويوجهكم، لما فيه صلاحكم وفلاحكم وحياتكم، يكشف لكم عما أودع فيكم من سره ومن روحه ومن نوره، لأنكم يوم تواجدتم على هذه الأرض، في هذه الذات، حالت بينكم وبين ما فيكم من أسرار الحياة، فجاءت الرسالات السماوية لتكشف لكم عما هو فيكم، عما أودع الله فيكم.
"فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" (ق 50: 22)هكذا تحدثنا الآيات والأحاديث عن الإنسان، وعما فيه من أسرار، وعن تميزه عن باقي الكائنات.
"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (الذاريات51: 21)
"ما وسعتني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن" (حديث قدسي)
"وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر" (مقولة للإمام علي كرم الله وجهه)
"ما ظهر ا لله في شيء مثل ظهوره في الإنسان" (مقولة صوفية)
"إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان" (الأحزاب 33: 72)إن كل آيات الحق.. وكل ما أُمرنا به في ديننا، هو لنصبح قادرين أن نرى ما أودع الله فينا، فجهاد النفس وهو الجهاد الأكبر، هو ألا نجعل نفوسنا تحول بيننا وبين ما فينا من حق، إنها نفوس كثيفة مظلمة، ولكنها بالجهاد ترِق وتصبح لطيفة، لا تحول بيننا وبين أن نرى ما في وجودنا من أسرار،
"خلق الإنسان من صلصال كالفخار" (الرحمن 55: 14)والنفس التي تتجلى في الذات، هي كالصلصال، لا ترى ما في داخله، ولكنه إذا رَقْ وشِفْ وصُهِر، يصبح كالمصباح،
"مَثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة" (النور 24: 35)الزجاجة هنا.. هي النفس بعد أن ترِق، حين تعكس البصر إلى داخلك ترى نور الله فيك، فلا تحول نفسك بينك وبين نور الله فيك، لذلك نجد كل العبادات هي في واقع الأمر لترِق النفوس، حتى لا تحول بين المرء وقلبه، الذي هو شعلة الله فيه.. ونور الله فيه.. هكذا نتعلم أن ليس هناك تعارض بين ما أُمرنا به، وما هو موجود فينا بالفطرة، ولكننا نوجِد هذا التعارض بنفوسنا وبظلامنا، لأننا لا نرى ما في قلوبنا ولا نرى ما في أنفسنا ولا نرى نور الله فينا..
إنك يا إنسان عليك أن تجاهد حتى ترى هذا النور، حتى ترى هذه الحقيقة، وحتى ترى هذا المعنى في وجودك.. في نفسك، لأنك بدون هذه الرؤية لا تكون قد حققت شيء.. ولا فعلت شيء، إن الدين كما نقول دائما ليس أشكالا نؤديها، ولا صورا نعبدها، ولا مناسك نقيمها دون وعي ودون فهم، إنما هو عمل صادق له نتيجة يؤثر فيها ويغيرنا ويبدلنا، فإن لم تكن أفعالنا وعبادتنا ومناسكنا تغيرنا إلى الأفضل، فلا معنى لها بالنسبة لنا، فلا أقمناها ولا عرفناها "من لم تنهه صلاته فلا صلاة له، ومن لم يعلِّمه حجه فلا حج له، وإن لم يرِق الإنسان بصيامه بمجاهدته لنفسه فلا صوم له، ومن لم تُزكِي نفسه زكاته، فلا زكاة له، وقبل كل ذلك.. من لم يعرِف لا إله إلا الله في سلوكه فلا شهادة له، ومن لم يعرِف محمد رسول الله قدوة في أفعاله وأعماله فلا شهادة لرسول الله له، ومن لم يعرف دينه كاشفا لما فيه من أسرار فلا دين له، ومن لم يعرف دينه منهجا وشريعة وطريقا وأسلوبا ليحيا، فلا منهج له.
إن الفهم العام في الدين، أصبح لا يرقَى إلى الحد الأدنى الذي يستقيم فيه الإنسان، لأنه تحول إلى شكل وإلى صورة وإلى رياء،
"ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤن ويمنعون الماعون" (الماعون 107: 4-7)وقد نسى الناس لماذا يصلون وتمسكوا فقط بأنهم يقومون ويركعون ويسجدون ولا يزيدهم هذا إلا بُعدا لأنه لا يجعلهم يفكرون أو يخشون أو يتقون أو يطلبون أو يدعون أو يستغفرون، وإنما يتكبرون ويظنون أنهم على دين لأنهم قاموا وركعوا وسجدوا بذواتهم، وكما قال القوم "رُب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا"..
عباد الله
إن علينا أن نجدد مفاهيمنا، وأن نجدد نظرتنا، ونجدد ديننا، فرسول الله صلوات الله وسلامه عليه حين أخبرنا "أن الله يبعث على رأس كل قرن من يجدد لهذه الأمة أمور دينها"، أخبرنا ذلك لأن هذا الذي يبعثه الله هو فينا هو معنى الحياة في كل واحد منا، هو نعمة الله التي أنعم بها على كل إنسان على هذه الأرض، نعمة العقل.. ونعمة الفكر.. ونعمة الذكر.. ونعمة العمل، هذه النعم التي لا نعمل بها.. ولا نتحدث بها.. تركناها، فكان أمرنا فُرطا، اعلموا أن نعم الله فيكم لا تحصى.. وفيكم خلاصكم، وفيكم رسالة الحق ورسول ا لحق، ودعوة الحق.. وكلمة الحق.. وروح الحق.. في كل إنسان بفطرته.. فاطلبوه أقرب إليكم من حبل الوريد، ومعكم أينما كنتم، في قلوبكم.. في بيته فيكم.. فاذكروا.. واتجهوا إليه.. وحجوا إليه في قلوبكم، حتى تسمعوا كلمة الحق تصدر منكم، وتصدر من الحياة فيكم، فتكونوا عبادا لله ورجالا في الله.
عباد الله..
اعلموا أن فيكم نور الله.. وسر الله.. وروح الله.. واسم الله، واعلموا أن رسالات السماء ما جاءت إلا لتكشف لكم، عما هو فيكم، وعن الحكمة التي وجدتم من أجلها، وعن القانون الذي يحكم وجودكم، وعن المنهج الذي تسيرون عليه لتنجو، جاءت رسالات السماء لتكشف لكم عن كيف تعيشون على هذه الأرض، حتى تحققوا ما أراد الله بكم، وعلمتكم أن هذه المعاني موجودة في فطرتكم، وأعطتكم من الوسائل والأدوات، ما يمكِّنكم من أن تشهدوا هذه المعاني فيكم، ولكنكم أخذتم هذه الأدوات ولهوتم بها ولم تستخدموها فيما أُمرتم به، فأصبح فعلكم لهوا، وعملكم عبثا، كسراب.. وكخيال.. وكوهم.. وكظن،
"إن الظن لا يغني من الحق شيئا" (يونس 10: 36 )إن كل ما أُمرتم به يجب أن يُنتج أثرا، تشهدوه في وجودكم وفي سلوككم وفي معاملاتكم، يجعلكم حين تُرجعون البصر إلى داخلكم.. تشهدون الحق، وحين ترجعون الأمور إلى قلوبكم.. تسمعون الحق، وحين تتجهوا إلى قلوبكم.. تشهدون قبلتكم وبيت الله فيكم، لا تشبيها ولا تمثيلا، وإنما واقعُُ، هذا هدفنا.. ومقصودنا، حتى نكون قد حققنا هدف حياتنا وهدف وجودنا.
فاعملوا ولا تيئسوا.. وجاهدوا ولا تمِلوا، واذكروا ولا تتكاسلوا، وأقدموا ولا تدبروا، وتأملوا وتدبروا ولا تتجمدوا، واجعلوا أملكم في الله كبير.. وطمعكم في الله أكبر، فإن لم تكونوا قد حققتم ما نتذاكر به بيننا، فأملوا واطمعوا أن تحققوا، وإذا عكستم البصر إلى داخلكم فلم تشهدوا شيئا، فاسألوا الله أن يكشف لكم ما في قلوبكم، وأن يزكي نفوسكم.