- خطبة الجمعة 24 جمادى الآخرة 1432 هـ الموافق 27 مايو 2011م
- أعد للنشر بواسطة: عائشة رافع
إن التأدب بأدب الإسلام يرشد الإنسان إلى أن يدعو بما يراه حقا وخيرا، وفي الوقت نفسه لا يعطي لنفسه الحق في الاعتقاد والقول بأن موقفه يمثل الحقيقة المطلقة. من الأدب أن يعي الإنسان أيضاأنه ليس من هدفه أن يتحول الناس جميعا إلى رأي واحد، فالاختلاف سنة كونية دائمة. كيف يصل الإنسان إلى الإتزان الذي يجعله يدعو لما يعتقد بصدق وفي الوقت نفسه لا يدعي أن ما يؤمن به هو الصواب المطلق؟ هذه المعاني تتناولها الخطبة التاليةحمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله. الحمد لله، والحمد دائماًَ لله، والشكر دائماً لله، والصلاة والسلام على رسول الله. عباد الله: تدبروا آيات الله، واقرءوا كتاب الله، وتفكروا في خلق السماوات والأرض، وفي حال الناس حولكم، وفي كل ما يحيط بكم. فالكون الظاهر، هو رسالة الله لكم "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ..." [فصلت 53]. إنا نتذاكر كثيراً هذه الأيام، في سُنة الاختلاف على هذه الأرض، نقرأ آيات الله التي تحدثنا عن ذلك "... وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً..." [المائدة 48] ومازال الناس مختلفين، ولذلك خلقهم "...جَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ..." [الحجرات 13] وآياتٌ كثيرةٌ أخرى، تُقِرُّ هذا الحال، وهذا الاختلاف، وهذا التباين، وهذا التضاد، وهذه الرؤى، التي ترى الأمور من زوايا مختلفة، وتلك الجماعات، التي تقرأ الآيات، فيكون لها مفهومٌ فيها، بصورةٍ أو بصورٍ متعددة، هذا جانبٌ نقرأه ونتأمله. والجانب الآخر، ما هو دور الإنسان، كل إنسان، في هذا العالم الذي يموج بهذه الاختلافات، وبهذا التعدد؟ دور الإنسان، هو أن يدعو بما يرى أنه الخير، دون أن ينسب لنفسه الحق المطلق، فإرادة الله، وراء كل إرادة. وهذا، ما نتحدث به، يوم يتصور البعض أن الله معهم، وأن الله ليس مع غيرهم، وهذا القول، يتعارض مع إرادة الله النافذة، التي هي وراء كل إرادة. وهذا، ما نشرحه دائماً، في معنى المفهوم المطلق، والمفهوم المقيد. فالمفهوم المطلق، أن الله وراء كل إنسانٍ بإرادته "... لَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ ..." [الأنعام 137] فلا يقع فعلٌ في هذه الأرض، في أي بقعةٍ فيها، إلا بإرادة الله وراء هذا الفعل "...يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " [لقمان 13]، " إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ..." [لقمان 16]. في المفهوم المقيد للإنسان، هو لا يستطيع أن يكون مع الشيء ونقيضه، وإنما عليه أن يختار جانباً يكون فيه. ومن هنا، يصبح الإنسان على هذه الأرض، وهو يختار، يختار ما يراه هو أنه الخير وأنه الحق، ويصبح صدقه مع هذا الاختيار، هو المعيار، الذي إما يكون له، وإما يكون عليه. لذلك، فإن الإنسان هو حسيب نفسه "...كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً" [الإسراء 14] هل تفعل ما تراه خيراً؟ أم أنك تفعل عكس ما ترى؟ وهذه قضيةٌ يحسمها الإنسان فقط، لا يحسمها غيره. فحين تعكس البصر إلى داخلك، وتسأل داخلك، وتسأل قلبك، تستفتي قلبك، ما هو الحق الذي يجب أن تكون عليه؟ ثم تجد نفسك المظلمة، تقودك إلى عكس ما ترى أنه الحق، هنا، تكتسب قوةً سلبيةً. أما إذا توافقت مع ما ترى أنه الحق، فإنك تكسب قوةً إيجابيةً "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ..." [البقرة 286] لذلك، فإن مع إدراكنا، أن الله من وراء الكل بإرادته، فإننا في عملنا وفي ماديّ قيامنا، علينا أن ندفع بما نرى أنه الخير، لأن الله من ورائنا فيما نراه، وفي نفس الوقت، نعذر الآخرين، لأن هذا ما يروه أيضاً. فإذا كان هناك حوارٌ، وإذا كان هناك تواصٍ، وإذا كان هناك ما نبحث عنه جميعاً، فليكن ذلك في إطار، أننا لا يمكن أن نتفق على كل شيء، وأن علينا أن نحترم بعضنا بعضا، وأن نعلم أن التوافق على كل شيء، هو أمرٌ يتنافى مع قانون وجودنا على هذه الأرض. وإنما قانون وجودنا على هذه الأرض، يستلزم أن نختلف. لا يعني هذا، أن هذا الفصيل على حق، وأن الفصيل الآخر على باطل، فالحق والباطل، يرجع إلى الإنسان ـ كما أوضحنا. ولذلك، فإن التأدب مع الله، أن تخاطب الذين يخالفوك: أن الله يفصل بيننا وبينكم، فيما كنا فيه نختلف "اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ..." [الحج 69] يوم يُقَوَّم الإنسان على حياته، فيما كان عليه، وفيما سيصبح عليه، إنها لحظة الفصل، في حياة الإنسان الأبدية. ولذلك، فنحن نرى ونتأمل ونتدبر، أن لا مانع في قانون الحياة ـ كما نفهمه، والله أعلم ـ أن يكون هناك فريقان مختلفان على هذه الأرض، وكل فريقٍ على حق، إذا كان هو متوافقٌ مع رؤيته، إذا كان عمله متوافقٌ مع رؤيته، ومع ما يضمر في صدره، وما يراه قلبه، فهو على حق. لذلك، فإنك لا تستطيع على هذه الأرض، أن تقول أن كل من يخالفك، سوف يكون في أسفل سافلين. هذا، ليس من أدب الإسلام، وإنما يقول المتأدب بأدب الإسلام، "اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ..."، ولا يعني هذا، أنك تكون وأنت تقول هذا القول، معتقداً أنك أنت الذي على صواب، وإنما تكون في خشية الله [ها أنا رسول الله بينكم ولا أعلم ما يفعل بي غدا] (1) [لا يدخل الجنة أحدكم بعمله حتى أنت يا رسول الله حتى أنا ما لم يتغمدني الله برحمته] (2) "...إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء..." [فاطر 28] هذه تقوى الله، وخشية الله. وكما عبر القوم، عن حالهم الذي وصلوا إليه، ولازالوا يخشون الله: [إني أخشى من برد الرضا والتسليم، كما تخشى أنت من حر الاختيار والتدبير، أخشى أن تشغلني حلاوتهما، عن ذكر الله ](3). لذلك، فإن علينا أن نتوافق، بين أن لنا رؤية، وأن صدقنا مع رؤيتنا، يحتم أن ندعو لها، وهذا حقنا، كما هو حق كل إنسانٍ آخر يختلف معنا. ولذلك، نتعايش مع هذا الاختلاف، وفي نفس الوقت، الدعوة لرأينا بما نرى أنه الحق. هذا التوافق، بين دعوتنا لما نرى، وبين قبولنا أن يختلف الآخر معنا، يحتاج من الإنسان إلى ضبطٍ للنفس، وإلى مجاهدةٍ لها، وإلى إدراكٍ لقانون الحياة، حتى نستطيع أن نتعايش معاً، وأن نصل إلى بر الأمان. عباد الله: نسأل الله: أن يوفقنا لما فيه خيرنا، ولما فيه صلاحنا، وصلاح أمتنا، وصلاح بلدنا. فحمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: هو أن علينا أن نتوافق في حياتنا، بين ما هو مُختَلَفٌ عليه، وبين رؤيتنا لما يجب أن يكون عليه الحال، وأن هذا، مما كشف لنا عنه كتاب الله في آياته، وهو يحدثنا عن سُنة الاختلاف على هذه الأرض، وهو يحدثنا أيضاً، عن أن نُذكِّر بالخير والصلاح والفلاح "فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى، سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى، وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى" [الأعلى 11:9] "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ..." [النحل 125] "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..." [العنكبوت 46] "... تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" [آل عمران 64] "اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ". ستظل الأرض دائماً، فيها كل الاتجاهات، خلقها الله كذلك، وأمر آدم وإبليس أن يهبطا إليها، وخلق الخير والشر، والنور والظلام، والنهار والليل، والصالح والطالح، والتقي والفاجر، بكل درجاتهما وبكل ألوانهما وأشكالهما. والسبيل الذي رسم الله لنا، وعلمنا إياه، وكشف لنا عن قانون الحياة فيه، هو الدعوة بالحسنى، وهو أن يدعو كل فريقٍ بما يرى أنه الخير. الذين يتصورون، أنهم يريدون أن يفرضوا الخير فرضاً، فإنهم يسيئون إلى الخير، لأنك إن استطعت أن تفرض شكلاً، على الناس جميعاً أن يتجمدوا فيه، وأن يتشكلوا به، فإنك لا تستطيع أن تغير ما في قلوبهم، وما في عقولهم، وهذا هو الأهم. طريق الإنسان، هو التواصي بالحق والتواصي بالصبر، هو التعلم، هو المناقشة، هو التواصي، هو البحث عن الأفضل والأحسن والأقوم، الذي ينبع من فطرة الإنسان، لا الذي يُفرض على الإنسان فرضا. لذلك، علينا أن نجد فهماً ـ وهذه رؤيتنا ـ في كل ما جاءت به الأديان، يتوافق مع فطرة الإنسان. وإن تَصوُّر التصادم، بين ما جاءت به الأديان، وبين فطرة الإنسان، هو عجزٌ من الذين يفسرون آيات الله، الذين يحاولون أن يجعلوا هذا الصدام حتمياً، مع أنه لو تأملنا في كل قضيةٍ بعمقٍ، وبتفتحٍ، وبتغليب المصلحة ـ سوف لا نجد لهذا الصدام وجوداً، بل سوف نجد توافقاً، بين آيات الله وفطرة الإنسان. بل أنه حتى لو فرضنا جدلاً، أن هناك فطرةً غير سليمة، ظاهرة، تتناقض مع فهمٍ من مفاهيم آيات الله، فإننا يجب أن نعطي الإنسان الوقت اللازم، ليفكر بنفسه، حتى يصل هو إلى مفهومٍ داخله، يتوافق فيه مع ما يراه أنه الخير، وبين مفهوم هذه الآيات، حتى لو ظل لوقتٍ ما، يجد تعارضاً، لا يستطيع أن يتغلب عليه، فهذا أفضل، من أن يكون مُسيَّراً في اتجاهٍ شكليّ، وهو في داخله، لا يفهم ولا يقبل هذا الذي هو سائرٌ فيه. إن الله يعذر الناس في ضعفهم وفي غفلتهم، ويعطيهم فرصةً كافية، ويبعث لهم بالآيات، لتساعدهم على فهم ما استعصى عليهم، وعلى أن يصلوا إلى فطرتهم النقية، التي تتوافق مع قانون الحياة، الذي كشف الله لنا. ونحن جميعاً، في طريقنا وفي جهادنا، قد نجد أنفسنا في بعض الأحيان، نتساءل بيننا وبين أنفسنا، عن قضيةٍ في ديننا، لا نستريح لمفهوم الناس عنها، ونظل نتساءل ونتساءل، ونبحث ونبحث، ونراجع أنفسنا، وننظر إلى هذه الآية لنفهمها أكثر، ولنتعمق فيها أكثر، وفي نفس الوقت، نعكس البصر إلى داخلنا، لنسأل أنفسنا، لماذا نجد هذا التعارض؟ حتى نصل إلى توافقٍ، ينبع من داخلنا، أو نظل متسائلين، نسأل، ونسأل، ونسأل، ونظل نسأل، كالمجاهد في سبيل الله. إنا بذلك، نكون في جهاد، فإذا اتضح لنا الأمر، وكُشِف لنا في حياتنا الأرضية، فهذا نصرٌ لنا، وإذا خرجنا من هذه الأرض، ونحن لازلنا نتساءل، فنحن كمن استُشهِد في سبيل الله، لم نفرط في جهادنا. ونحن لا نستطيع أن نقبل شيئاً، دون أن يتوافق مع أعماق وجودنا، فإذا كان وجودنا مظلماً، فنحن نجاهد، حتى يصبح منيراً، وإذا كان ما يقوله الناس حولنا، فيه سوء فهمٍ لآية الله، التي أرسلها لنا، يفتح الله علينا بمفهومٍ، يتوافق مع وجودنا ومع فطرتنا. إنه جهادٌ مستمر، نخطو فيه خطوات، حتى نخرج من هذه الأرض، فإذا خرجنا من هذه الأرض، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، ونحن نشهد أن محمداً رسول الله، شهادةً حقيةً، مهما كان حالنا، ومهما كان قيامنا ـ طالما نحن نجاهد ـ فنحن بذلك، نخرج من هذه الأرض، ونحن في معنى الشهداء. نرجو ذلك، ونسأل ذلك. اللهم وهذا حالنا، وهذا قيامنا، نتجه إليك، ونتوكل عليك، ونوكل ظهورنا إليك، ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك. اللهم فاكشف الغمة عنا، وعن بلدنا، وعن أرضنا. اللهم ادفع عنا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا. اللهم لا تجعل لنا في هذه الساعة ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجةً لنا فيها رضاك إلا قضيتها. اللهم فاجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. اللهم لا تجعل لنا في هذه الساعة ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجةً لنا فيها رضاك إلا قضيتها، ولا ظلماً إلا رفعته، ولا طاغيةً إلا كسرته. اللهم فاجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين. اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا. "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" [آل عمران 8].
- حديث شريف ، نصه (قال صلى الله عليه وسلم :"هذا أنا رسول الله , والله ما أدرى ما يصنع بي" ) ، وفى رواية أخرى " قال صلى الله عليه وسلم :ما أدرى وأنا رسول الله ما يفعل بى ولا بكم" .(أخرجه احمد ابن حنبل- مسند احمد بن حنبل).
- "لا يُدخل أحدكم الجنة عمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل" حديث شريف رواه أحمد بهذا اللفظ ورواه البخاري ومسلم هكذا "سددوا وقاربوا وابشروا فإنه لن يُدخل الجنة أحدكم عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمه ".
- مقولة لأبي الحسن الشاذلي نصها: " أشكوا إلى الله من برد الرضا والتسليم كما تشكو أنت من حر التدبير والاختيار".