الثلاثاء، 28 يناير 2014

الدين يوضح القيم التي هي موجودة فيك بفطرتك


حمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
الحمد لله، الذي جمعنا على ذكره، وعلى طلبه، وعلى مقصود وجهه.
الحمد لله، الذي جعل لنا بيننا حديثاً متصلاً، نتواصى فيه بالحق والصبر بيننا، نتدبر أمور ديننا، ونتدبر أمور حياتنا، مدركين أننا في حاجةٍ وفي افتقارٍ إلى قوةٍ من الله، وإلى رحمةٍ من الله، نُقَوِّم بها أنفسنا، ونُحيي بها قلوبنا، وننير بها عقولنا، لنكون قادرين أن نسلك طريق الحق في كل معاملاتنا، وفي كل أفعالنا، وفي كل حالٍ من أحوال قيامنا على أرضنا.
هكذا، يعلمنا ديننا وهو يخاطبنا في كل آياته، وفي كل تجلياته، وفي كل رسالاته، أن نكون عباداً له خالصين "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"[الذاريات 56]، "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ..."[آل عمران 191]، ليُعَرِّضوا أنفسهم لنفحات الله ورحماته، "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"[فصلت 30].
آياتٌ كثيرة، تدعو الإنسان أن يذكر الله، وأن يتعَرَّض لنفحات الله، [إن في أيام دهركم لنفحاتٍ، فتعَرَّضوا لها](1). آياتٌ تبني الإنسان، وتُحيي الإنسان، وتُقوِّم الإنسان، وآياتٌ توضح للإنسان، ما هي نتيجة تعَرُّضه لهذه النفحات، وكيف يكون حاله يوم يذكر الله حقاً.
فنجد أن كل آيةٍ، تتحدث عن الذكر والعبادة بشقها المعنويّ، بشقها القلبيّ، بشقها الخاص بالإنسان وبنائه وتقويمه ـ نجد في نفس الآية أو فيما يليها، ما يجب أن يكون الإنسان عليه في أرضه، "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"[آل عمران 191].
فبعد أن يذكروا قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، يذكرون الله في كل أحوالهم، وفي كل وجودهم، عاكسين البصر إلى داخلهم ـ ينظرون بعد ذلك في هذه الأرض وما عليها، في خلق السماوات والأرض، "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"، "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ..."[فصلت 31]، "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..."، "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ..."[العنكبوت 20].
بل أن آياتٍ كثيرة، فيها توجيهٌ لما يجب أن يكون عليه الإنسان على هذه الأرض، "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ"[المطففين 3:1]. بذكر الله، لا تكون من هؤلاء المطففين. بذكر الله، تكون من الذين يسيرون في الأرض فينظرون كيف بدأ الخلق. بذكر الله، تتفكر في خلق السماوات والأرض. بذكر الله، تكون قادراً أن تميز بين الطيب والخبيث، بين ما فيه خير الناس، وما فيه فساد الناس، تكون أنت قائماً على هذه الأرض، "...إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً..."[البقرة 30].
الدين، يوضح القيم التي هي موجودة فيك بفطرتك، "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"[النحل 90].
بذكر الله، تكون مقيماً للعدل، وتحاول دائماً أن ترى العدل في كل تصرفاتك، وأن تكون متعاملاً مع الله في كل تعاملاتك، وهذا هو الإحسان، "...أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك..."(2).
وأن تكون رحيماً مع خلقه، أن تكون متعاوناً، معطياً، مساعداً، خادماً لخلقه. ترى الناس جميعاً خلق الله، ترى أنك مع الناس جميعاً في ارتباطٍ معهم، "خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ..."[الزمر 6].
"...وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى..."[النحل 90]. فكل إنسانٍ وكل كائنٍ على هذه الأرض، له قربةٌ معك، فلا تفرق بين خلق الله، فما تستطيع أن تقدمه لكل إنسانٍ ولكل كائنٍ على هذه الأرض، تقدمه بنيةٍ خالصة، لا تفرق بين إنسانٍ وإنسان، فيما تقوم به من عمل، أو من خدمةٍ على هذه الأرض.
الدين يعلمنا مقاصد الحياة، وقيم الحياة، والأهداف الكبرى لنا على هذه الحياة، ويحثنا على أن نتفاعل مع واقعنا، لنُقِيم هذه القيم بالمعايير التي نستطيع أن نقيسها، ويأمرنا أن نتواصى بالحق والصبر بيننا، حتى لا تختل هذه المعايير بضعفنا، وبظلام نفوسنا.
فقد أخبرنا أن فينا ضعفاً، وأن تقويم هذا الضعف، بالذكر، والتأمل، والتدبر، وبالتواصي بالحق والصبر مع إخواننا في البشرية، "وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"[العصر 3:1].
بذلك، نستطيع أن نقوم أمةً وسطاً، تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، بفهمها وتقديرها لقيمة الإنسان، لعقل الإنسان، لقلب الإنسان، لضمير الإنسان، الذي [ما ظهر الله في شيءٍ مثل ظهوره فيه](3).
هذه قراءتنا لعلاقتنا بديننا، بشقه الغيبيّ المعنويّ الروحيّ، ولعلاقتنا بأرضنا، بشقه الماديّ العمليّ الأرضيّ. الإنسان، هو الأمر الوسط بين الغيب والشهاد، فيه يلتقي الغيب مع الشهادة، وتلتقي فيه الشهادة مع الغيب.
أما إذا أخرج الإنسان نفسه من هذا الربط بين الغيب والشهادة، وظن أنه بعيدٌ عن التقاء الغيب بالشهادة، فإننا سوف نرى ما حدث في تاريخنا، برؤيةٍ تعلمنا، أن هذا الانفصال للإنسان، إنما يؤدي إلى فسادٍ في الأرض.
ونرى ذلك، واضحاً جلياً في أحداثنا المعاصرة، يوم يضع الإنسان ما ظن أنه الدين فوق الغيب والشهادة، فيريد أن يطبق ما يظن أنه الحق في أمورٍ لا يعقلها، على الشهادة في أمورٍ يستطيع أن يعقلها، فينتج شيئاً لا ضابط ولا رابط له.
تحدث أمورٌ لا هي غيبٌ مطلوبٌ أن يطبق، ولا هي شهادةٌ صالحةٌ أن تطبق، فنعيش حالةً في اللا معقول، واللا مطلوب، بظن دينٍ، وبظن إيمانٍ، وبظن إسلامٍ، وبظن كل شيء، فكلها ظنون، و"... الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا..."[يونس 36].
نريد أن نُكبِر الإنسان، أن يكون في هذه الفوضى العقلية والقلبية. نريد أن نُكبِر الإنسان، وأن نُكبِر إيمانه، عن هذا الظن الذي يؤدي إلى عدم الاتزان، وإلى عدم القدرة على تدبير الأمور بمعايير حقية، بمعايير إنسانية، بمعايير فيها صلاح الإنسان على هذه الأرض.
عباد الله: لقد عانينا الكثير في تاريخنا من هذه الظنون، ومن هذه الأوهام، في مفهوم الدين والإيمان، ولازلنا نعاني، بل أن البشرية كلها قد عانت، فالإنسان هو الإنسان بظلامه وجهله. وما جاءت الأديان، وما جاءت الرسالات السماوية، إلا لتذكره بأن فيه [مضغة لو صلحت لصلح البدن كله](4).
والإنسان بطبيعته، يوم يفقد طريقه الذي فيه يرتبط بالغيب، ويرتبط بمفهومه عن وجوده على هذه الأرض، فهو يضل الطريق. وما يزيد الأمر سوءاً، أن الذين يُذكِّرون بهذه الأمور الغيبية يزيدون هذا السوء بظن دينٍ، وبظن إيمانٍ.
فبدلاً من أن يساعدوا الإنسان أن يُقَوِّم نفسه، وأن يُعلوا شأنه، ويوضحوا له هدفه، ويذكروه بما في فطرته، وبما يعقله بما أودع الله فيه من نعمة التمييز، فيزيدون هذه القدرة على التمييز، ويزيدون قدرته على أن يستخدم عقله، وأن يستخدم قلبه، وأن يستخدم ضميره ـ فإنهم يدمرون عقله، ويدمرون قلبه، ويدمرون ضميره، بصورٍ زائفة، وبأشكالٍ مختلفة، من تفسيراتٍ ضيقة، ومن تطبيقاتٍ زائفة، ومن أوامر جاهلة.
نحن في حاجةٍ، إلى من يُحيي القلوب، ويُنير العقول، ويزكي النفوس، "...بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ..."[النحل 125]. ونحن نقول دائماً: أن العلماء الذين هم على درايةٍ بأدوات قراءة الآيات بصورةٍ سليمة، إذا تخلصوا مما يحملونه على أكتافهم من بعض التراث المظلم، سيكونون قادرين على أن يُخرِجوا هذه المفاهيم، وأن يُصححوا مفاهيم كثيرة.
ولعل ما نعيشه من أحداثٍ، تُحفِّز الكثيرين على أن يفعلوا ذلك، وأن يغيروا طريقتهم النمطية، التي يرددون فيها الأقوال السابقة السالفة، دون أن يفكروا فيها، ودون أن يتأملوها ويتدبروها، فيكونون بذلك أداة خيرٍ لأنفسهم، ولإخوانهم في البشرية.
عباد الله: نسأل الله: أن يُصلِح حالنا، وحال علمائنا، ليكونوا أداة خيرٍ لإخواننا، ولكل من يقوم على أرضنا، وأن يكونوا عنواناً لمعنى الإسلام الحق، الذي يخاطب الناس جميعاً، ولا يستثني منهم أحداً، في الشرق أو الغرب، في الشمال أو الجنوب، لكل الأجناس، تطبيقاً لحديث رسول الله ــ صلوات الله وسلامه عليه ــ [أرسلت للأبيض والأسود، وكل أجناس الأرض](5).
لقد جاء الدين الإسلامي كافةً للناس، لكل إنسانٍ على هذه الأرض، يخاطبه بالتي هي أحسن، لا يجبره على صورٍ وأشكالٍ وأفعالٍ، إلا بما يعقله، وبما يتقبله، "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ..."[البقرة 286]، "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ..."[الإسراء 24].
هكذا، يعلمنا ديننا، أن نكون أدوات خيرٍ للبشر جميعاً، وأن ندرك أن الأساس هو الكلمة السواء "...أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ..."[آل عمران 64].
تكون هذه دعوتنا، أن شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، رسول الحق، رسول الحياة، رسول الأفضل، رسول الأحسن، رسول الكلمة السواء، لا يُدين أحداً، وإنما يخاطبه، ويُذكِّره، "فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى، سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى، وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى"[الأعلى 11:9]. يعلم أن الناس لن يهتدوا جميعاً، ولن يُلبُّوا الدعوة جميعاً، ولكن عليه أن يُذكِّر بما هو أحسن، وما هو أقوم.
اللهم فاجعل هذا طريقنا، واجعل هذا أسلوبنا، واجعلنا أداة خيرٍ وسلامٍ ورحمة، لنا، ولبلدنا، ولأرضنا.
فحمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
__________________________

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أن الإنسان هو الذي يلتقي فيه الغيب بالشهادة، وهو الذي تلتقي فيه الشهادة بالغيب. وأننا بتعليم الإنسان أن يُكبِر ما فيه من قدرات، وأن يكتشف ما فيه من نعم، بأن يُكبِر عقله وقلبه وضميره، وأن يتعلم مقاصد دينه، وأن يتعلم ألا يفعل شيئاً على هذه الأرض، إلا إذا رأى فيه خيراً، ورأى فيه صلاحاً، ورأى فيه فلاحاً، وأن يتواصى بالحق والصبر مع إخوانه، فالجماعة قوة، وبالجماعة يستقيم الحال.
كلٌّ يقدر الآخر، وكلٌّ يستقبل من الآخر، كلٌّ يريد الحق، وكلٌّ لا يتكبر إذا ظهر الحق له في عكس ما يعتقد، فمع إكبارنا لقدراتنا، وإمكاناتنا، ورؤيتنا، إلا أننا علينا أن نكون مراقبين لما يحدث حولنا، وأن نكون دائماً مُغيِّرين لما في أنفسنا.
وهذا، نراه في علومنا المادية، التي نتغير في نظرتنا إلى أمورٍ كثيرة في حياتنا، مع شدة مراقبتنا، وعمق تحليلنا، فما كنا نعتقده في يومٍ عن أرضنا، وعن شمسنا، وعن كوننا، يتغير كل يومٍ مع تقدم أدواتنا، وتقدم قدرتنا على تحليل ما بين يدينا من دلالاتٍ، وبياناتٍ، ومشاهداتٍ كثيرة.
هكذا، الإنسان ينمو في دوام، في علمه، وفي قدراته، وفي أدواته، فعليه أن يُنمِّي نفسه، وينمي كل قدراته، يُنمِّي عقله، ويُنمِّي قلبه، ويُنمِّي ضميره، يُحيي كل هذه الملكات والامكانات، بالمراقبة المستمرة، وبالتواصي المستمر، وبالصبر الدائم، الذي لا يَكِلّ ولا يَمِلّ في بحثه عن الحق والحقيقة.
عباد الله: نسأل الله: أن يحقق الله لنا ذلك، وأن نكون أداة خيرٍ وسلامٍ ورحمة، لنا، ولمجتمعنا، ولبلدنا، ولأرضنا.
اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك، تعلم ما بنا، وتعلم ما عليه الناس حولنا.
اللهم ونحن نتجه إليك، ونتوكل عليك، ونوكل ظهورنا إليك، ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
اللهم فاكشف الغمة عنا، وعن بلدنا، وعن أرضنا.
اللهم ادفع عنا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم لا تجعل لنا في هذه الساعة ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجةً لنا فيها رضاك إلا قضيتها.
اللهم فاجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الراحمين ارحمنا، يا أرحم الراحمين ارحمنا، يا أرحم الراحمين ارحمنا.           

­­­­­­­­­­­­­­_________________

(1)   " إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ". الراوي: أبو هريرة، المحدث: العراقي – إسناده مختلف فيه.

(2)   بينما نحن عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ، إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ شديدُ سوادِ الشعرِ، لا نرَى عليه أثرَ السفرِ ولا نعرفُه، حتَّى جلس إلى رسولِ اللهِ ــ صلَّى اللهُ عليه وسلم ــ فأسند ركبتَه إلى ركبتِه ووضع كفَّيهِ على فخذِه ثمَّ قال: يا محمدُ أخبرْني عن الإسلامِ، ما الإسلامُ؟ قال: أنْ تشهدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهَ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وتقيمَ الصلاةِ، وتؤتيَ الزكاةَ، وتصومَ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا. قال: صدقتَ: قال عمرُ: فعجِبنا له يسألهُ ويصدقُه. فقال: يا محمدُ أخبرني عن الإيمانِ ما الإيمانُ؟ قال: الإيمانُ أنْ تؤمنَ باللهِ، وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّه خيرِه وشرِّه. قال: صدقتَ. قال : فأخبرني عن الإحسانِ ما الإحسانُ؟ قال: أنْ تعبدَ اللهَ كأنك تراهُ فإن لم تكنْ تراهُ فإنه يراكَ. فقال: أخبرني عن الساعةِ متى الساعةُ؟ قال : ما المسئولُ عنها بأعلمَ من السائلِ. فقال: أخبرني عن أماراتِها. قال: أنْ تلدَ الأمةُ ربَّتها وأنْ ترَى الحفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البناءِ، قال: ثمَّ انطلقَ الرجلُ، قال عمرُ: فلبثتُ ثلاثًا ثمَّ قال رسولُ اللهِ ــ صلَّى اللهُ عليه وسلم ــ : يا عمرُ أتدري من السائلُ؟ قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: فإنه جبريلُ عليه السلامُ أتاكم يعلِّمَكم دينَكم.

(3)   "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان" مقولة صوفية.

(4)   "....... ألا وإن في الجسد مضغة : إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " . من حديث لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، صحيح البخاري.

(5)   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي‏:‏ أرسلت إلى الأبيض والأسود والأحمر، وجعلت الأرض لي مسجداً وطهوراً، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحدٍ قبلي، وأعطيت جوامع الكلم‏.‏) ( ‏العسكري في الأمثال - عن علي‏).

 خطبة الجمعة 16 ربيع الأول 1435هـ الموافق 17 يناير 2014م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق