حديث الجمعة
1 صفر 1437هـ الموافق 13 نوفمبر 2015م
السيد/ علي رافع
حمداً لله، وشكراً
لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
الحمد لله، والحمد دائماً لله، والشكر دائماً
لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
عباد الله: لقد تعلمنا في ديننا وفي آيات الحق لنا، كيف نتعامل مع الحياة في ظاهرها وفي
باطنها، مع شهادتها ومع غيبها، مع ما هو ظاهرٌ لنا وما هو غيبٌ علينا. وأول ما تعلمناه
هو شهادة أن لا إله إلا الله، والتي تجيئ نتيجةً لصدقنا مع ما نستطيع أن نراه وما لا
نستطيع أن نراه.
وقد ضربت لنا آيات القرآن ذلك بقصة إبراهيم ـ
عليه السلام ـ وهو يبحث عن ربه، فيبحث في كل شيءٍ حوله، يريد أن يرى خالقه، أن يرى
مُوجِده، فلا يستطيع أن يرى شيئاً باقياً، فيعترف بقدرته على رؤية ما هو ظاهرٌ له فقط،
وأنه لا يستطيع أن يرى الغيب، ويعلم أن هذا الغيب هو ربه، "ذَلِكَ الْكِتَابُ
لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ..."[البقرة 3].
الإيمان بالغيب يجيئ نتيجةً طبيعية لإحساس الإنسان
بعجزه وافتقاره إلى خالقه، وأنه غير قادرٍ أن يرى هذا الغيب، بل أن كلما ازداد علمه
عن نفسه وعن عالمه المادي، كلما شعر بافتقاره أكثر، حتى فيما هو ظاهرٌ له من معرفةٍ
على أرضه. فالإيمان بالله هو هذا الإيمان بأن هناك ما لا أستطيع أن أحيط به.
ولذلك، كان الغيب هو تعبيرٌ عن هذا المعنى أيضاً،
وكان الإيمان بالغيب هو الإيمان بالله، وكانت شهادة أن لا إله إلا الله هي تعبيرٌ عن
هذا الحال. فالله هنا هو الذي "...لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ..."[الشورى 11]، والذي هو وراء كل شيء، لا يحيط
به شيء، ولا يصل إليه شيء، "...وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"[البقرة 255]، [يا أول فليس قبلك شيء، ويا
آخر فليس بعدك شيء، ويا ظاهر فليس فوقك شيء، ويا باطن فليس دونك شيء](1).
لذلك، أُمِرنا أن نتعامل مع الله من خلال آلائه،
من خلال تجلياته، ومن خلال مخلوقاته وكائناته وقوانينه وأسبابه، فيما هو مشهودٌ لنا
على هذه الأرض، وجاءت لنا الرسل والأنبياء ليعلمونا ذلك، وليعلمونا كيف نتعامل مع واقعنا،
ومع ما هو مشهودٌ لنا. وكانت شهادة أن محمداً رسول الله هي تعبيرٌ عن ذلك، ليوضح لنا
كيف يكون التعامل مع ظاهرنا ومع ما هو مرئيٌّ لنا، وأساس هذا التعامل هو قدرة الإنسان
على التفكر والتدبر.
ورسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ قبل البعثة
كان يفكر ويتدبر بما هو موجودٌ فيه من فطرةٍ ترفض ما يراه أمامه، فهو يريد أن يكون
صادقاً فيما يفعله، أن يكون صادقاً في عبادته، أن يكون صادقاً في صلاته، أن يكون صادقاً
في ذكره، أن يكون صادقاً في عمله، لا يريد أن يفعل شيئاً لا يرى فيه خيراً، ولا يرى
فيه نفعاً، ولا يرى فيه عقلاً، ولا يرى فيه نتيجةً، فذكر ربه، ودعا ربه أن يعلمه وأن
يُعرِّفه، هذا هو المنهج الذي يجب أن نكون عليه.
أننا إذا نظرنا حولنا، ووجدنا ما لا نعقله وما
لا نقبله، علينا أن نتجه إلى الله ليعلمنا وليعرِّفنا الأفضل والأحسن والأقوم، بل أننا
إذا صدقنا مع أنفسنا، لوجدنا أن الأحسن والأقوم سوف يجيئ لنا بإخلاصنا في تأملنا وتدبرنا.
"وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"[الذاريات 21]، لو عكس الإنسان بصره إلى داخله،
سوف يجد الحقيقة التي يبحث عنها، سوف يجد ما يريحه، ما يقبله، ما يطلبه، ما يقصده.
إن التبليغ الذي جاء به الرسل والأنبياء، ما
كان إلا ليُمَكِّن الإنسان من أن يعكس البصر إلى داخله، لأننا بظلام نفوسنا لا نستطيع
أن نرى ما بداخلنا لكثافة هذا الظلام الذي يحول بيننا وبين قلوبنا. فما كان التبليغ
الإلهيّ من خلال الرسل والأنبياء إلا لتمكيننا من أن نستطيع أن نخترق هذا الوجود الكثيف
وأن نرى الحق فينا. فكانت كل العبادات لتمكيننا من أن نرى الحق في داخلنا.
وكان منهج رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه
ـ هو أن يعلمنا ذلك، يعلمنا الدعاء، يعلمنا الصلاة، يعلمنا الصلاة ـ كمفهوم ـ أن نناجي
ربنا، أن نتجه إليه، أن نلجأ إليه، أن نجأر إليه، "...فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء
وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ"[الأنعام 42]. علمنا أن نجاهد أنفسنا، وألا نستسلم
لها كليةً، إنما نجاهدها، ونعلم أن الله خلقها لحكمةٍ، فليست كلها شر، إنما هي تحول
بظلامها بيننا وبين الظالمين، "قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ
مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً"[الإسراء 95].
لذلك، كان الصوم، وهو تعبيرٌ عن هذا، يجعلنا
نمتنع عن الطعام والشراب وأمورٍ أخرى لفترةٍ زمنيةٍ، ثم نعود إلى حالنا الطبيعيّ، يعلمنا
أننا لا يجب أن نظل في حالٍ نتخلى فيه عن أنفسنا باستمرار وفي دوام، إنما علينا أن
نتجه إلى الله ونبتعد عن شهوات ذواتنا لفتراتٍ، لنأخذ طاقةً تساعدنا في حياتنا، ونرجع
إلى ذواتنا لنمارس حياتنا، لنستطيع أن نُكمِل على هذه الأرض.
لذلك، نجد أن الذين نقول عنهم قد جُذِبوا، أنهم
خرجوا من ذواتهم، ولم يستطيعوا الرجوع إليها، فظلوا في حالة جذبٍ، ولم يستطيعوا أن
يمارسوا حياتهم من خلال ذواتهم مرةً أخرى. وهذا ليس مطلوباً لكل إنسانٍ، ربما يتعرض
البعض لذلك لحكمةٍ أرادها الله بهم، ولكن الطبيعيّ هو أن يعيش الإنسان بين عالمين،
بين عالمٍ كله نور، وبين واقعٍ فيه ظلام، وما بين هذين العالمين يسعى في طريقه.
المنهج هنا، هو تعليمنا هذه القوانين، من خلال
ممارساتنا لشعائر تعبر عنها، أما الصورة التي تنتج عن ذلك من شكل صلاةٍ أو من شكل صومٍ،
فهي نتيجةٌ طبيعيةٌ للمنهج الذي مارسناه، والذي سوف يؤثر على رؤيتنا لمعنى صلاتنا،
بقدر ما يقوم فينا من فهمٍ نتيجة تطبيق منهجنا في دعاء الله أن يلهمنا ما فيه الصواب
وما فيه الخير لنا.
فقد يؤدي هذا المنهج إلى صورٍ مختلفة. فقد يجد
الإنسان في الصلاة ما يساعده أكثر، فيُكثِر من الصلاة ويقوم الليل، وقد يجد إنسانٌ
آخر أنه يريد أن يقوم في صورةٍ معتدلة، فلا يُكثِر في هذا المجال، وإنما يريد أن يصوم
أكثر، أو أن الصوم يجعله يشعر بالقرب أكثر ويساعده على حياته أكثر، وقد يرى آخر أن
يعتدل في ذلك.
وحديث رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ
حين جاء أحدهم وقال إني أصوم الدهر، أو أني أريد أن أكون كذلك، أو كما قال، ولا أقرب
النساء، وأصلي كذا وكذا، وعدد أشياءً كلها عبادات طيبة، فماذا قال له رسول الله ـ صلوات
الله وسلامه عليه ـ؟ [قال له إني أصوم وأفطر وأتزوج النساء](2)، ليعبر له عما قلنا ـ كمنهج ـ أن
الإنسان يعيش بين عالمين، وأن معيشته على هذه الأرض لها دورها في إصقال وجوده الروحيّ،
كما أن لعباداته وتعاليه عن ذاته ما يُصقِل أيضاً قيامه الروحيّ. كل هذه الأمور تخص
الإنسان نفسه.
فإذا جئنا إلى المجتمع، وفي تعامل الناس بعضهم
لبعض، وجدنا أن الآيات تعبر عن هذا المعنى، "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ
إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ..."[آل عمران 104]، لا تكونوا كالذين
"...تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ..."[آل عمران 105]، "وَاعْتَصِمُواْ
بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ..."[آل عمران 103]، "...تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"[العصر 3].
والمجتمع هنا عليه أن يتآلف، وأن تكون هناك آراءٌ
مختلفة ليوضح كل فريقٍ ما لا يستطيع أن يفهمه الآخر، أو ما غاب عن الآخر. فأي قضيةٍ
لها وجوهٌ مختلفة وزوايا مختلفة، ولا تستقيم أمةٌ إذا كان الذين يتواصون بالحق والصبر
لهم رؤيةٌ واحدة، والاعتصام بحبل الله هو في اعتبار الاختلاف، حتى يتفق الجميع بعد
اختلافٍ، ولا يجيئ الاتفاق الحق إلا بعد اختلاف.
لذلك، نجد في حياة رسول الله ـ صلوات الله وسلامه
عليه ـ كثيراً من الأمثلة، أولها في موقعة بدر، يوم طلب الرسول ـ عليه الصلاة والسلام
ـ مشورة أصحابه في أين يعسكرون، هل يعسكرون وأمامهم الماء، أم يعسكرون ووراءهم الماء؟
تناقشوا في هذا الأمر، واختلفوا ثم اتفقوا.
حين أراد الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ
أن يعلمنا ذلك أيضاً، فأمر بعدم تأبير النخل في أحد السنين، فلم يجيئ محصولٌ نتيجةً
لهذا الأمر، فهناك من أراد أن يؤبِّر، وهناك من امتثل لهذا الأمر، نتيجة لقول رسول
الله، فهناك اختلافٌ فيما يفعلون، فجاءت النتيجة بعد ذلك لتوضح أن عليهم أن يرجعوا
إلى ما كانوا عليه من تأبير النخل، إنها أمورٌ بسيطة، ولكن لها دلالات كبيرة.
إذاً، ففي الأمور الدنيوية المشهودة لنا، علينا
أن نتبع ما يجعلنا نصل إلى نتائج نرى فيها خيراً لنا، بمعاييرنا وبمقاييسنا، وأن نختلف
في مفهومنا للنص، فكل نصٍّ قد يحتمل تفسيراتٍ مختلفة، والفكر السائد بأن للنص تفسيرٌ
واحد، هو تفسيرٌ قاصر.
وقد ظهر لنا في الآونة الأخير من يبين ذلك، بل
أن ما مررنا به في السنوات الماضية قد أوجد جواً فيه اختلافٌ وتعدد للآراء، وربما تكون
هذه أحد الظواهر الإيجابية، حتى نتعلم أن القضية في النهاية هي قضية المجتمع، وأن آيات
الحق توضح المقاصد الكلية للإنسان في حياته، "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ..."[النحل 90]، هذه مقاصدٌ كلية، ما يحقق هذه
المقاصد أياً كان فهو يتَّبع الحق.
وإذا نظرنا إلى العالم كله، في الشرق أو في الغرب،
في الشمال أو في الجنوب، لا نجد أمةً إلا وهي تُكبِر هذه المقاصد، بدون أن يكون عندها
الإسلام، كما جاء في الشريعة المحمدية، بل ربما بدون أن يكون عندها أي دينٍ سماويّ
أو أرضيّ. التجربة الإنسانية تُظهِر هذه الفطرة. بل أن الإنسان الذي هو في غفلة، نجد
هذه القيم موجودة في داخله حتى في غفلته، فالذين يسرقون معا يطالبون بالعدل في توزيع
ما سرقوه، إنها فطرة العدل.
سوف نجد في كل أمةٍ أنها قد وضعت قوانين لتنظم
حياتها، وتنظم وجودها، وعرفت أنه لا يمكن أن تعيش أمةٌ بدون عدلٍ، فقيمة العدل هي قيمةٌ
فطرية، موجودةٌ في الإنسان، فحين جاءت الآية "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ..."،
إنما كشفت عن هذا الأمر الذي ربما يكون غائباً عن الناس.
قد يقول الناس بذلك ولا يقيمونه، حين يكون هناك
حاكماً ظالماً، فهو يتكلم بالعدل، ولكن بصورته أو بنظرته. لذلك، يجب أن تكون الأمة
هي التي تحدد هذا العدل بالنسبة للمجتمع، وهذا ما وصلت إليه التجارب البشرية فيما جاءت
به من معنى من معاني الديمقراطية، أو تمثيل الشعب، أو تمثيل الأمة، من خلال نوابٍ لها،
يقفون أمام الحاكم حين يُخطئ، وحين يظن أن العدل هو ما يراه، ليقولوا له وليبينوا له
الصورة من الجانب الآخر.
فكانت المعارضة في أي نظامٍ سياسيّ أساسٌ لضبط
الإيقاع في المجتمع، وحتى لا يتغوَّل جانبٌ على جانبٍ آخر، إنها قوانينٌ طبيعية، مجتمعية،
إنسانية، ربانية، فطرية، يكبرها الناس جميعاً، دون أن يعلموا أنها من الدين أو ليست
من الدين، الدين يساعدنا أن نكتشف هذه الأمور، ويلفت نظرنا إليها يوم نغفل، ويوم ننحاز
إلى جانبٍ ولا نرى جانباً آخر.
عباد الله: نسأل الله: أن يوفقنا لما
فيه خيرنا، ولما فيه صلاحنا، وأن يجعلنا له خالصين، ولوجهه قاصدين.
فحمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك
يا رسول الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
عباد الله: ما أردنا أن نقدمه اليوم:
هو المنهج الذي تُذكِّرنا به آيات الله، والمبني على الإيمان بالغيب، وعلى أن الإنسان
يبحث عما يصلحه، وأن يكون في دعاءٍ دائمٍ لمساعدته على ذلك، وأن يكون في تعامله الأرضي
ممتثلاً لما تعلمه من أن لا ينحاز إلى وجوده الماديّ وينسى وجوده الروحي، وأنه إذا
ذكر وجوده الروحيّ، فعليه أن يعود مرةً أخرى لوجوده الماديّ، وأن اتزانه في ذلك هو
ما يُكسبه حياته الأرضية، "وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ، أَلَّا
تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ"[الرحمن 7،9].
وهكذا أيضاً يكون تعامله مع الآخرين، "وَيْلٌ
لِّلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا
كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ"[المطففين 3:1]، لا يكون كذلك،
وإنما لا يطغى في الميزان، ويقيم الوزن بالقسط، ولا يُخسِر الميزان.
وأما في المجتمع، فإن عليه أن يتعلم أن المجتمع
هو المخاطَب ليقيم المقاصد الكلية، وأن تنوّع المجتمع واختلافه، هو الذي يجعل للتواصي
بين أفراده قيمة، ليبين كلٌّ وجهة نظره، وليكون الاتفاق بعد ذلك على ما هو أفضل للمجتمع،
وأن تكون هناك مراجعةٌ دائمة لما يُتَّفق عليه، فإذا لم يُثمر ما اتفقوا عليه، يعودون
وينظرون ليجدوا طريقاً آخر، كيف يصلون إلى هذا؟ هناك صورٌ عديدة، فليأخذوا أي صورةٍ،
ولكن ليكون هذا المنهج رائدهم.
عباد الله: نسأل الله: أن يوفقنا لذلك،
وأن يجعلنا نسير في طريق الحق، فطريق الحق هو منهج الحق، منهج الحياة، منهج الفطرة،
منهج الصدق، منهج لا يردد كلاماً دون أن يعيه، ولا يقول قولاً دون أن يفهمه، ويعرف
دائماً أن لكل نظرةٍ ولكل رأيٍ، هناك نظرةٌ ورأيٌ آخر، فيقبل الآخر ويتعامل معه، ليصلوا
جميعاً إلى كيف يتعايشون مع اختلافهم، يتفقون على ما يحكم بينهم وعلى ما يجب أن يعملوه
معاً ويؤدوه معاً.
اللهم وهذا حالنا، وهذا قيامنا، نتجه إليك، ونتوكل عليك، ونوكل ظهورنا إليك،
ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
اللهم فاكشف الغمة عنا، وعن بلدنا، وعن أرضنا .
اللهم ادفع عنا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من
حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين،
عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا
الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم لا تجعل لنا في هذه الساعة ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا
حاجةً لنا فيها رضاك إلا قضيتها.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين،
عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا
الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الراحمين ارحمنا، يا أرحم الراحمين ارحمنا،
يا أرحم الراحمين ارحمنا.
___________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق