الخميس، 12 أبريل 2018

الدّين هو تفاعلٌ بين الآيات وبين الإنسان، تفاعلٌ يُمكّنه من أن يكون إنساناً حقّاً


حديث الجمعة 
6 رجب 1439هـ الموافق 23 مارس 2018م
السيد/ علي رافع


حمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
عباد الله: إنّا نذاكر أنفسنا دائماً، بأن نتأمّل في آيات الله، وأن نعكس هذا التأمّل إلى داخلنا، لنرى مدى استقبالنا لما فهمناه، ولما أدركناه.
وآيات الحقّ توقظ في داخلنا معانٍ، ربّما تكون نفوسنا قد حالت بيننا وبينها، فإذا استمعنا إلى الآيات، وأرجعنا البصر إلى داخلنا، وجدنا ما كانت نفوسنا بظلامها تخفيه عنّا.
إنّ داخل الإنسان أسرارٌ كثيرة، وعلومٌ كثيرة، وثرواتٌ كثيرة، كما ما هو موجودٌ في الأرض في داخلها. والنّاس، ينقّبون عن هذه الثّروات في داخل الأرض، فيجتهدون، ويطوّرون آلاتٍ وأدواتٍ تُمكّنهم من رؤية ما في داخل الأرض، ثمّ يستخدمون آلاتهم للوصول إلى ما هو مخبّأٌ في داخلها.
والإنسان في حاجةٍ إلى ما يُمكّنه أن يرى ما في داخله، قبل أن يتّجه بالتّنقيب عمّا هو موجودٌ فيه، وآيات الله، هي أدواتٌ تساعده على أن يرى ما في داخله، "الرَّحْمَٰنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ،عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ، وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ، وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ، أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ"[الرحمن 1 ـ 9]، هذه الآيات، يوم يتأمّل فيها الإنسان، ستساعده أن يرى ما في أعماقه.
"خَلَقَ الْإِنسَانَ،عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"، "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا .."[البقرة 31]، "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"[الذاريات 21]، تأمُّلنا في هذه الآية وفي غيرها، هو ما أدّى بنا أن نتفهّم ما أشرنا إليه في بداية حديثنا، من أنّ الإنسان فيه أسرارٌ كثيرة، "عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"، تعبيرٌ عن ذلك. فإذا كنت في البداية، لا تدرك أنّ بك أسراراً كثيرة، وقرأت هذه الآية، وتأمّلت فيها، لبدأت تفكّر في معنى: "عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"، وكيف تربط بينها وبين "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا".
ما هو البيان؟ قد تقول أنّه قدرتك على التّعبير، وهو أيضاً أمرٌ مهمّ، فقد تَميّز الإنسان بهذه القدرة بصورةٍ واضحةٍ جليّة، واستطاع أن يحوّل هذه القدرة إلى قواعد وإلى أصولٍ، ويحلّلها ويبحث فيها، في علوم اللغويات والصّوتيات، وهذا جانبٌ من العلم ومن البيان، وواحدٌ من الملكات التي يملكها الإنسان.
        والإنسان، يملك ملكاتٍ كثيرة، من قدرةٍ على الرّؤية وعلى التّعرّف على الأشياء من ناحية البصر، كما أنّ عنده قدرةً على الرّؤية العقليّة، وهي تحليل الأمور وتفهّمها والتّعرّف على ما وراءها، عنده هذه القدرة على التّحليل وتحويل نتائجه إلى علمٍ جديد، يخزّنه في أعماقه، ويبقى لديه مخزوناً في عقله وفي وجدانه.
فإذا تعلّم الإنسان ذلك، أدرك معنى: "عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"، ومعنى خَلْقِه كإنسان، عنده هذه القدرات والإمكانات. هذه الآية، تجعله ينتبه إلى هذه القدرات والإمكانات، التي ربّما يستهين بها ولا يُفعّلها ولا يُقدّرها، ويعرف أنّ عنده قدرةً على الرّؤية، وليس مجرّد النّظر. فهناك فارقٌ بين أن تنظر فتبصر أشياءً بخارجها وتستخدم عينيك لترى ذلك، وبين الرّؤية التي هي تنظر إلى عمق الشّيء وتحلّله.
إن الذي يبصر فقط بعينيه، لا يرى الجمال من القبح، وإنّما تستوي عنده الأشياء، فهي أشياء لا تعني بالنّسبة له إلّا أنّه يراها، فإذا كانت حائلاً في طريقه، يتجنّبها، وإذا كانت ليست كذلك، يتركها، لا ينظر إليها، لا يرى فيها جمالاً ولا قبحاً، لا فائدةً ولا ضرراً.
وإنسانٌ آخر، يرى الأشياء فتوحي له بمعانٍ كثيرة، فيرى القبح والجمال، ويميّز بينهما، ويتأمّل فيما وراء الأشياء، وكيف وُجِدت، وكيف خُلِقت، "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ..."[العنكبوت 20]. إلتفات الإنسان إلى هذه القدرات، يوم يتأمّل في: "خَلَقَ الْإِنسَانَ،عَلَّمَهُ الْبَيَانَ".
فإذا رأى ذلك في وجوده، علِم أنّ هذه القدرات، يمكن أن تنتج أشياءً كثيرة، وعلوماً كثيرة، فقدّر وجوده، قدّر عقله، وقدّر قلبه، وقدّر كلّ إمكاناته وقدراته. فبذلك، يكون قد اكتشف شيئاً في أعماقه، كشف هذه القدرة فيُفعّلها في أن يتفهّم أكثر الحياة من حوله، وأن يتأمّل في آيات الله أكثر من حوله، ويعلم أنّ عنده أدواتٍ تُمكّنه من ذلك، وهي ذكر الله، هي تنمية هذه القدرات فيه.
تُذكِّره آيات الله: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ..."[البقرة 286]، والتّكليف هنا، هو عطاءٌ وليس مجرّد أوامر تنفّذ، وإنّما تنفيذها يؤدّي إلى رقيٍّ للإنسان، وإلى أن يصبح الإنسان أكثر قرباً من الحقيقة، فيتعلّم الإنسان من آيات الله، هذه الأدوات.
"وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ"، فيا أيّها الإنسان الذي علمناك البيان، إعلم أنّك إلى الرّفعة مخلوق، وإلى السّماء متّجه، وأنّ السّماء هي مقصودك، وأنّ الحياة الآخرة هي مطلوبك، وأنّ استمرارك في الحياة هو طريقك، وأنّ ذلك لا يكون إلّا بأن تقيم العدل فيك، وأن تقيم العدل في تصرّفاتك ومعاملاتك.
"وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ، أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ"، فالميزان هنا، هو عمل الإنسان، والتّوازن في الأخذ والعطاء. هذه الوسيلة، تجعل الإنسان أكثر قدرةً على الرّؤية، وعلى أن يجد ما يبحث عنه في أعماقه، وهذا يشمل كلّ شيءٍ يرقى بالإنسان. وآياتٌ كثيرة، تُذكِّر الإنسان بذلك، وتربط بين فهمه ورقيّه، وبين آيات الله حوله وفي داخله.
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ"[آل عمران 190]، ماذا يفعل هؤلاء؟ ماذا يفعل أولو الألباب؟ "... يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ..." [آل عمران 190].
هذه الأدوات التي أُعطِيت للإنسان، ليكون أكثر قدرةً على أن يرى ما في داخله، وأن يرى فيما هو الكون عليه ـ ما وراء هذا الكون، وأن يصبح قادراً أن يصل إلى أعماق وجوده، ليستخلص ما في هذه الأعماق من حكمةٍ موجودةٍ فيه بفطرته، وأن ينظر في الخَلْق حوله، ليبحث فيما يحدث حوله، عن قوانين تُمكّنه من أن يعرفها أكثر.
 وهذا ما نعبّر عنه كثيراً بمعنى: أنّ الدّين هو تفاعلٌ بين الآيات وبين الإنسان، تفاعلٌ يُمكّنه من أن يكون إنساناً حقّاً. 
آياتٌ وآيات، تُمكّن الإنسان من أن يعلم، وأن يتعلّم، وأن يبحث في أعماقه، وهو في نفس الوقت، يعلم أنّ كلّ ما يراه، هو مرتبطٌ بقدرته هو على أن يرى، وأن يسمع، وأن يتأمّل، وأن يتفكّر، وأنّ هذه القدرات وهذه الطّاقات، لا تكتمل إلا بعطاء الله. فالغيب موجودٌ دائماً في حياة الإنسان، والإنسان ما هو إلّا ظلٌّ لله على هذه الأرض.
"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ..."[النور 35]،  وبنور الله ترى كلّ شيء، ولكن رؤيتك مرتبطةٌ بقدرتك على الرّؤية. فكما نرى الضّوء وهو يسقط على الأشياء، فبانعكاسه عنها، تراها، وإذا لم يوجد الضّوء لن ترى شيئاً، ولكن أيضاً هناك جانبٌ فيك، فإذا كنت لا ترى، فلن ترى، "... صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ"[البقرة 171].
فهنا، نجد أنّ هناك أطرافاً كثيرة في هذه القضيّة، هناك الغيب، وهناك الشّيء الذي ينعكس مِنْ عليه ما سقط عليه مِنْ غيب، وهناك الإنسان الذي يستقبل هذا الانعكاس. إذا أدركنا ذلك، علِمنا معنى: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ".
كلّ هذه المعاني، إذا نظرنا إلى داخلنا، لوجدنا أنّها موجودةٌ فينا بفطرتنا، وإن كنّا نعبّر عنها بصورةٍ أخرى، إذا أردنا أن نكون أكثر دقّةً، ونظرنا إلى ما وصلت إليه البشريّة من مفاهيم كثيرة في أسلوب الحياة على هذه الأرض، لوجدنا أنّ هذه التجّربة البشريّة، تعكس ما هو موجودٌ في فطرة الإنسان.
الإنسان في قديم، كان لا يحاول أن يبحث عن أيّ وسيلة يُقوِّم بها أشياءً تحدث له، ويظنّ أنّها لا قبل له بها، وأنّها غيب، فكان يخلط بين ما يستطيع أن يفعله، وبين أنّ هناك أشياءً لا يعلمها، فيستسلم بما فيه من ظلامٍ ومن رغبةٍ في التّكاسل وعدم الفعل، عن أن يأتي بأيّ أمرٍ يقرّبه من أن يحلّ مشكلةً، أو أن يقاوم مرضاً، أو أن يغيّر شيئاً في هذه الأرض.
ومع مرور الوقت، وبالتّجربة، وجد الإنسان أنّ عنده قدراتٍ تُمكّنه من التّغيير، فبدأ يفكّر في خلق أدواتٍ وأدواتٍ، ليعيش على هذه الأرض في صورةٍ أفضل، إلى أن وصل أن يفصل بين قدراته وبين الغيب؛ لأنّه رأى أنّ البعض يستخدم الإيمان بالغيب، لإفشال أيّ محاولةٍ للتّغيير.
وهذا ما حدث في تاريخ الأديان في مجتمعات كثيرة، من أنّ الإيمان بالدّين كغيبٍ، أدّى إلى تَعطُّل هذه المجتمعات عن أن تتعلّم، أو أن تُغير، أو أن تفهم ما تراه من ظواهر في الطّبيعة وفي الحياة، ففصل بين الغيب وبين الشّهادة، وآمن بالعلم المادّيّ على أنّه الوسيلة لأن يتقدّم الإنسان على هذه الأرض، حتّى لا تُعطّله هذه المفاهيم الزّائفة، التي كان يروّجها من ينتسبون إلى الدّين.
ولكنّ الإنسان في حاجةٍ دائمةٍ لمن يُذكّره أنّ ـ ربّما ـ الذي وصل إليه، لا يكون هو الأفضل بالنّسبة له. ومن هنا، كانت الرّسالات السّماويّة وهي تحاول في داخلها أن توضّح هذا الرّباط، وهذا الفصل أيضاً، بين الغيب والشّهادة
فنجد أنّ الإسلام بالرّسالة المحمّديّة، ركّز على هذه الأمور، وكذلك الآيات التي جاء بها كتاب الله، المرسل مع رسول الله محمّدٍ بن عبد الله، جاء ليوضّح كثيراً من هذه الأمور، ولكنّ الذين لا يقرأون، ولا يتأمّلون، ولا يتدبّرون ـ حوّلوا الآيات إلى عكسها.
جاءت الآيات لتُكبِر من الإنسان وقدراته، ومن الاجتماع على أمرٍ، ومن التّفهّم لِما هو موجودٌ على هذه الأرض، وأعطت الإنسان هذه الأمانة، وهذه الخلافة على الأرض، ولكنّ بعض النّاس رفضوا أن يأخذوا هذه الأمانة، وظنّوا أنّ الدّين هو أن يتّبعوا تعليماتٍ صمّاء، لا روح فيها، ولا تفاعل معها، فحوّلوا كلّ ما آتاهم ليتفهّموا ويتفكّروا ويتدبّروا، إلى تكرارٍ لكلماتٍ جوفاء، ولأمورٍ لا معنى لها، إلّا من رحم الله.
والذين فصلوا الغيب تماماً عن حياتهم، لو قرأوا آيات الله التي تحثّهم على أن يفعلوا ما يفعلون على أرضهم بعلمهم، وأنّ هذا لا يتعارض مع أن تكون لهم صلةٌ بربّهم وغيبهم، بل أنّ هذا ربّما يساعدهم أكثر على فهم أرضهم وحياتهم.
فجاء مفكّرون كثيرون وفلاسفة، ليتأمّلوا في هذه الأمور ويتدبّروها، وينقدوا هذه النّزعة التي تفصل الإنسان تماماً عن غيبه وعن ربّه، وأن الإنسان لا يعني أنّه مؤمنٌ بالله، أو بالغيب، أو بما وراء الطّبيعة ـ  أن يأتي بأفعالٍ لا معنى لها على أرضه، بظنّ أنّ هذا الغيب يأمره بذلك، وإنّما على العكس تماماً، عليه أن يتفكّر، ويتعلّم ما هو أفضل له بقدراته، وأن يعلم أيضاً، أنّه في حاجةٍ لأن يكون على صلةٍ بالغيب، ليكون أكثر قدرةً على الحياة في صفاءٍ، وفي سلام.
هكذا نتعلّم من آيات الله لنا، وننظر في أرضنا، لنتعلّم ممّا حدث عليها، ومما يحدث عليها، في حياتنا، وفي معاملاتنا، وفي المجتمعات حولنا، وفي مجتمعاتنا ـ لنفهم أكثر، ونتعلّم أكثر.
نسأل الله: أن يجعلنا من "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" [آل عمران 190].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله.
عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أنّ الإنسان في حاجةٍ دائمة، لأن يتعلّم من آيات الله، وأن هذا التّعلّم يساعده أكثر على أن يكتشف ما في داخله من أسرارٍ ومن حقائق، وأن يرى قبل ذلك معنى الحقّ فيه ومعنى الحقّ حوله بنور الله، ويعلم أنّ رؤيته، هي رؤيةٌ تتناسب مع أهليّته، ومع ما أعدّ نفسه له، فلا يطلق الأحكام، ولا يعتقد أنّ ما يراه هو الحقّ المطلق.
وإنّما قد يكون هناك ما هو أفضل منه، لو هو قوّم نفسه أكثر، وعلّم نفسه أكثر، ودرّب نفسه أكثر، وذكر الله أكثر، وصدق فيما يقوم فيه، وأقام العدل فيه، وأقام العدل بينه وبين غيره، فأقام الوزن بالقسط ولم يخسر في الميزان، وأدرك معنى ما علّمه الله من بيان، وما خلقه عليه، وأقام فيه هذه القدرة على أن يزن الأمور، وجعل هذا الميزان فيه، هو ما يرفعه إلى أعلى، وما يرقى به إلى السّماء.
عباد الله: علينا أن نتدبّر آيات الله، وأن نربط بينها وبين أن نعكس البصر إلى داخلنا، وأن نرى العالم حولنا أكثر، لا نكون فقط ننظر بعيوننا، ولكن ننظر ونرى بعقولنا وعيوننا.
عباد الله: نسأل الله: أن يجعلنا أهلاً لذلك، وأن يوفّقنا لما هو أفضل لنا، ونستغفر الله أن نكون قد قلنا زوراً، أو غشينا فجوراً، أو كنّا بما علمنا مغرورين.
نسأل الله دائماً: أن يغفر لنا ما تقدّم من ذنبنا وما تأخّر، وأن يجعلنا أهلاً لرحمته الدّائمة القائمة المستمرّة، وأن نكون له دائماً راجعين، وعليه متوكّلين.
اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك، تعلم ما بنا، وتعلم ما عليه النّاس حولنا.
اللهم ونحن نتّجه إليك، ونتوكّل عليك، ونوكل ظهورنا إليك، ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك.
اللهم فاكشف الغمّة عنّا، وعن بلدنا، وعن أرضنا.
اللهم ادفع عنا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتّباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم لا تجعل لنا في هذه السّاعة ذنباً إلّا غفرته، ولا همّاً إلّا فرّجته، ولا حاجةً لنا فيها رضاك إلّا قضيتها.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الرّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرّاحمين ارحمنا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق