الأحد، 7 أكتوبر 2018

علينا ونحن نستمع أو نتحدّث أن ندرك الأبعاد المختلفة لكلّ كلمةٍ وألّا نربط مفرداتٍ معيّنة في أذهاننا ببعدٍ واحدٍ لها.


حديث الجمعة 
25 محرم 1440هـ الموافق 5 أكتوبر 2018م
السيد/ علي رافع

حمدًا لله، وشكرًا لله، وصلاةً وسلامًا عليك يا رسول الله.
الحمد لله، والحمد دائمًا لله، والشّكر دائمًا لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله.
عباد الله: إنّ الحديث في الله، وفيما جاء به كتاب الله، وفيما جاء في سنّة رسول الله، وفي كلّ ما قاله الحكماء، والأولياء، وعباد الله الصّالحون، عن أيّ أمرٍ، أو عن أيّ قضيّةٍ، والكلمات التي استخدموها تحمل معانٍ كثيرة ومتعدّدة ـ لذلك، نحبّ دائمًا ونحن نستخدم أيّ مصطلحٍ، أو أيّ كلمةٍ، أن نوضّح ما نريده منها.
فحين نذكر رسول الله، فإنّ الذّهن يتّجه مباشرةً إلى الذّات المحمّديّة، التي جاءت بالرّسالة الإسلاميّة في الصّورة التي نتعارف عليها باسم الإسلام.
        وفي مواقع أخرى، ومواضع أخرىِ، فإنّ كلمة رسول الله، تحمل معنى كلّ رسولٍ لله، "... وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ..."[البقرة 285].
        وقد يستخدمها بعض الحكماء، في أنّها معنى، وليست إشارة إلى ذات، في كلّ حدثٍ أو في كلّ تأمّلٍ يحمل رسالةً من الله، فهذا المعنى يشير أيضًا إلى أنّ هذه الآية، لعبت دورًا في توصيل رسالةٍ من الله إلى الإنسان، فهي معنى رسول الله. فهنا الإشارة، ليست إلى ذاتٍ أو إلى ذوات، وإنما هي إشارة إلى وظيفةٍ معيّنة قامت بها آية، أو قام بها حدثٌ، أو قام بها اكتشافٌ لقانونٍ من قوانين الحياة.
وهكذا، يمكن أيضًا أن يستخدمها البعض، على معنى دوام الصّلة بين الإنسان وتجلٍّ لله على الأرض، في صورةٍ يتعلّم منها الإنسان، كما قال الصّوفيّة: [فكان غيبًا من غيبك وبدلًا من سرّ ربوبيّتك حتّى صار بذلك مظهرًا نستدلّ به عليك](1)، هم يخاطبون بذلك معنى رسول الله، معنى الذّات المحمّديّة في واقع الأمر.
وقد يُفهم منها أنّها إشارة لاستمراريّة هذه الصّلة بين الإنسان وبين تجلّي الله بآلائه، وبعباده، وبأوليائه على هذه الأرض، ليس في صورة إنسانٍ واحد، ولكن كقانونٍ دائمٍ على هذه الأرض، أنّ هناك من يتجلّى عليها، ويكون بتجلّيه أداةً لتوصيل رسالةٍ من الله إلى الإنسان.
ولذلك، ليس من السّهل أو من اليُسْر أن يتكلّم أيّ إنسانٍ عن معنى صلته برسول الله؛ لأنّه عن أيّ معنىً، وأيّ تجلٍّ، وأيّ زاويةٍ، وأيّ تجلٍّ لهذه الكلمة؟ فواجبٌ على كلّ إنسانٍ أن يحاول أن يوضّح الزّاوية التي يتكلّم منها؛ لأنّ استخدام المصطلح دون تحديد الزّاوية، سوف يُوصِل رسالةً خاطئةً للآخر، وهكذا في معانٍ كثيرة.
فإذا تكلّمنا عن الله، فمن أيّ زاويةٍ نتكلّم، فالله غيبٌ، والله شهادة، فهل نتكلّم عنه كغيب، أم نتكلم عنه كشهادة؟ لا نستطيع أن نتكلّم عنه كغيب بأن نصفه، أو أن نحدّده، أو أن نرسم له صورةً، فـ "... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ..."[الشورى 11]، "وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"[الإخلاص 4]، وهو أكبر دائمًا، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، وهو "لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ..."[الأنعام 103]، وهو وراء كلّ شيء، ودون كلّ شيء، وفوق كلّ شيء، وتحت كلّ شيء، محيطٌ بكلّ شيء، وموجودٌ في كلّ شيء، و"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ".
كلامنا عن الله كغيب، هو أنّه غيب، وأنّه لا يمكننا أن نتكلّم عن هذا الغيب، فإذا قلنا، قلنا: "... هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"[الإخلاص 4:1]، وهكذا، نجد هذه الآيات الجامعة الشّاملة، هي إجابةٌ عن أيّ تساؤلٍ من إنسانٍ عن الله، وكان التّوجيه الإلهيّ لرسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ أن "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"، هذا كلّ ما يمكنك أن تقوله، وكلّ صفةٍ وكلّ وصفٍ من هذه الصّفات، هو وصفٌ مطلق، هو الأحد المطلق، وهو الصّمد المطلق، لا نستطيع أن نتكلّم عن معنى الأحد، ولا عن معنى الصّمد، فإذا تحدّثنا فإنّنا سوف نتحدّث بما نعرفه كلغةٍ في هذا اللفظ، وهو "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"، فأحديّته ليس مثلها شيء، وصمديّته ليس كمثلها شيء.
فإذا تكلّمنا عن الله بمعنى تجلّيه في الخلق، فنحن نتكلّم عن قوانينه المشهودة لنا في خَلْقنا، وفي وجودنا، وقد أُمِرنا بأن نبحث عنها، وأن نتعلّم عنها، "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا..."[العنكبوت 20] كيف خلق الخلق، و "...كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ..."[العنكبوت 20]. تَعلّموا، وعَلِّموا، وابحثوا، واستفيدوا مما تصلون إليه، إستعملوا ما سخّر الله لكم من أدواتٍ على هذه الأرض.
        وهنا حين نتحدّث عمّا سخّر الله لنا على هذه الأرض، فهذا حديثٌ في الله، حديثٌ في الله عن تجلّي الله في هذه الأرض، وفي أنفسنا، "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ..."[فصلت 53]، وسنريهم هنا، لا تعني في قادمٍ، وإنّما هي تعني استمراريّة هذه الآية وهذا القانون، وهي تعبيرٌ عن أنّ الإنسان قد يكون في غفلةٍ، فسنُخرِجه من هذه الغفلة، وسنريه آياتنا، في الآفاق وفي نفسه، حتّى يتبيّن له أنّه الحقّ.
        هكذا نتعلّم دائمًا، أنّنا في كلّ كلمةٍ، وفي كلّ مصطلحٍ، وفي كلّ لفظٍ، في ديننا، في عقيدتنا، في حديثنا، في أيّ قضيّةٍ، حتّى على أرضنا، يجب أن نحدّد الزّاوية التي نتحدّث عنها، والتي يحملها هذا اللفظ وهذه الكلمة.
كلمة: عبد الله، لها أبعادٌ كثيرة. ماذا نعني بعبد الله؟ أوّل ما يخطر إلى ذهننا، هو أنّنا كلّنا عبيد الله، وأنّنا خاضعون لإرادته ولمشيئته، وأنّنا لا نملك من أمر نفسنا شيئًا، وهذا حقّ، ومعنى، وجانب، تحمله الآية: "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"[مريم 93].
فكلّنا لا نستطيع أن نخرج عن قانون الحياة، "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"، "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ"[الرحمن 33]، "وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ ..."[الإنسان 30]، فهذا معنىً شاملٍ لكلّ إنسانٍ على هذه الأرض، يعبّر عن واقعٍ، وعن حقيقةٍ قائمة.
ولكن هناك عباد الله الصّالحين، "... عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا ..."[الكهف 65]، فهناك الجانب الذي يميّز إنسانًا عن إنسانٍ بأنّه عبدٌ لله صالح، وهناك عبدٌ لله غير صالح، فكلّ النّاس عبادٌ لله بالمعنى المطلق؛ لأنّ هذه صفةٌ في كلّ إنسان، ففي بعض الأحيان نستخدم عبد الله بالمعنى الصّالح، فمن هو عبد الله الصّالح؟
من أحد المفاهيم التي تعبّر عنها الآية: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"[الذاريات 56] ـ وهنا ندخل في بعد وصف العبد، أو وصف الإنسان بالعبد؛ لأنّه يعبد، فماذا تعني كلمة أنّه يعبد؟ لها أبعادٌ كثيرة، فيعبد بمعنى أنّه يحترم قانون الحياة، فيبحث عن قانون الحياة في كلّ أمرٍ، حتّى يقوم بعمله في إطار هذا القانون، فيكون عمله مثمرًا.
يعرف أنّ الماء هو الحياة، فيعطي النّبات ماءً ليُحيي هذا النّبات؛ لأنّه يريد هذا النّبات لحياته هو أيضًا. يعرف أنّ عليه ألّا يستجيب لنفسه الأمّارة بالسّوء، حتّى لا تأخذه في هاويةٍ من بعد هاوية. ويعرف أنّ قانون الحياة يتفاعل مع كلّ إنسانٍ بعمله، وأن كلّ عملٍ له نتيجة، وأنّ كلّ نتيجة لها تأثيرٌ عليه، فيحاول أن يتعامل بذلك، "إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"(2)، يراقب نفسه فيما يعمله، ويتقنه، ولا يستجيب لنفسه الأمّارة بالسّوء، الأمّارة بالتّكاسل، الأمّارة بالإهمال، الأمّارة باللامبالاة فيما تعمل.
وهكذا، في معاملاته مع النّاس، لا يكون من المطفّفين، "الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ"[المطففين 3،2]، يعلم أنّ هذا الفعل له تأثيرٌ سلبيٌّ عليه، فقوانين الحياة ليست قوانين مادّيّة فقط، ولكن لها جانبٌ معنويّ، فالعبادة هنا، هي احترام قوانين الحياة، فهذا معنى من معاني عبد الله.
وهناك معنى آخر كذلك، الذي عرف: [أنّ القلوب لتصدأ، وأنّ جلاءها لذكر الله](3)، فذكر الله كثيرًا، وسبّحه بكرةً وأصيلا، فالذي يفعل ذلك، ويواظب على ذلك، هو معنى من معاني العبوديّة لله.
وقد يجتمع في إنسانٍ كلّ هذه المعاني، وقد يجتمع بعضٌ منها، وهذا معنى: "... وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ..."[الأنعام 165]، فكلّ إنسانٍ له قدْرُه، وله إمكاناته، وله سعته، و"لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا..."[البقرة 286].
عباد الله: أردنا أن نوضّح بعض الأمثلة في المفردات المستخدمة، والتي حين يتكلّم أيّ إنسانٍ، عليه أن يضع في ذهنه الزّاوية التي يريد أن يتكلّم عنها في معنى كلمةٍ معيّنة، أو مصطلحٍ معيّن، حتى لا يختلط الأمر على من يستمع إليه.
نسأل الله: أن يوفّقنا لما فيه خيرنا، ولما فيه صلاحنا.
فحمدًا لله، وشكرًا لله، وصلاةً وسلامًا عليك يا رسول الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عباد الله: نحمد الله كثيرًا، ونسبّحه بكرةً وأصيلا.
ما أردنا أن نوضّحه اليوم: هو ألّا نربط مفرداتٍ معيّنة في أذهاننا ببعدٍ واحدٍ لها، وإنّما علينا ونحن نستمع، أو نتحدّث، أن ندرك الأبعاد المختلفة لكلّ كلمةٍ. فإذا قرأنا أو استمعنا، علينا أن نتفهّم المعنى المرتبط بالكلمة في الحديث الذي نسمعه أو نقرؤه. وإذا تحدّثنا، أن نحدّد المعنى الذي نريد أن نتكلّم عنه، أو الزّاوية التي نتكلّم منها. ولقد وضّحنا في حديثنا اليوم أمثلةً على ذلك، في كلمة الله بمعناها الغيبيّ، وبمعناها في الشّهادة، وأبعاد كلّ معنىً من المعنيين.
وكذلك، عن معنى رسول الله، حين نقول: رسول الله، ما هي المعاني المختلفة؟ وهذا ليس على سبيل الحصر، وإنّما نحن أعطينا أمثلةً فقط، وربّما، بل بالضّرورة، هناك أبعادٌ أخرى لم نتناولها، وإنّما هذا ما ورد إلى ذهننا ونحن نُلقي هذا الحديث، بأبعاد كلمة رسول الله المختلفة.
وتكلّمنا أيضًا، عن معنى العبوديّة لله بزواياها المتعدّدة، ووضّحنا أنّ معنى، أو كلمة عبد الله، يُعنى بها معانٍ كثيرة، علينا ألّا نخلط بين كلّ زاويةٍ، وإن كانت كلّ الزّوايا تتكامل، ويمكن أن يحمل إنسانٌ كل هذه الزوايا في وجوده وفي قيامه، وقد لا يحمل إنسانٌ إلّا زاويةً واحدة، وهي وجوده على هذه الأرض، وخضوعه لقانون الله بمعنى: "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا".
عباد الله: نسأل الله: أن نتأمّل دائمًا فيما يُقدّم إلينا، وفيما نقرؤه، ونقوله ـ لنكون أهلًا لأن نتحدّث في معانٍ حقيّة، وأن نكون مدركين لمقدرتنا، ولقدراتنا، ولضعفنا، ولافتقارنا إلى أن نحسّن دائمًا من إدراكنا، ومن معرفتنا، ومن افتقارنا، وأن نكون دائمًا طالبين ما هو أفضل، وما هو أحسن، وما هو أقوم.
اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك، تعلم ما بنا، وتعلم ما عليه النّاس حولنا.
اللهم ونحن نتّجه إليك، ونتوكّل عليك، ونوكل ظهورنا إليك، ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك.
اللهم فاكشف الغمّة عنّا، وعن أرضنا، وعن بلدنا
اللهم ادفع عنّا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا.
اللهم كن لنا في الصّغير والكبير من شأننا.
اللهم كن لنا فيما نعلم، وفيما لا نعلم، وفيما أنت به أعلم.
اللهم اجعلنا على ذكرك مجتمعين، ولوجهك قاصدين، ومعك متعاملين، وعندك محتسبين.
اللهم أرنا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الرّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرّاحمين ارحمنا.   





                                           
________________

(1) "فكان غيبا مِن غيبك، وبدلا ًمن سرّ ربوبيتك حتى صار بذلك مظهرا ً نستدل به عليك، وكيف لا يكون كذلك وقد أخبرتنا بذلك في مُحكَم كتابك بقولك: {إنّ الذينَ يُبـَايِعونَكَ إنّما يُبـَاِيُعونَ اللهَ}". الياقوتة، من أوراد السيد أبو الحسن الشاذلي.

(2)    حديث شريف أخرجه أبو يعلي والطبراني (كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة للإمام السخاوي).

(3)    حديث شريف أخرجه الطبراني بنص :"إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد وجلاؤها الاستغفار".  

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق