الثلاثاء، 30 يناير 2018

علاقتك بالله أكبر من أن تقول: أنّ الله أكرمني في حالٍ وأهانني في آخر

حديث الجمعة 
10 جمادى الأول 1439هـ الموافق 26 يناير 2018م
السيد/ علي رافع

حمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
الحمد لله، والحمد دائماً لله، والشّكر دائماً لله، والصّلاة والسّلام دائماً على رسول الله.
حمدُ الله هو تعبيرٌ عن العبوديّة لله، التي ليس لها صورةٌ ولا شكلٌ يمكن للإنسان أن يحدّده، إنّها العبوديّة للمطلق الذي "... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ..."[الشورى 11]، إنّه الإحساس بأنّ الإنسان لم يُخلق باطلاً، وأنّ هناك ما هو أعلى لا يدركه الإنسان، وأنّ هذا الأعلى الذي لا يدركه الإنسان، هو معنىً لا يمكن للإنسان أن يحيط به، ولكن إيمان الإنسان بهذا المطلق "الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ"[الأعلى 2]، يجعله حامداً شاكراً على هذا الوجود الذي وُجِد فيه، وعن هذا القيام الذي قام فيه.
وحديث الله لنا عن أممنا ومجتمعاتنا وما حدث على أرضنا وما سيحدث عليها، وحديثه لنا عن وجودنا وعن حالنا وعمّا نحن عليه وعمّا سنؤول إليه ـ هو حديثٌ متّصلٌ في آياتٍ كثيرة.
فإذا نظرنا إلى أرضنا اليوم، ونظرنا إلى مجتمعاتنا، وإلى ما عليه النّاس في هذه المجتمعات والأمم، وقرأنا آيات الله وهي تحدّثنا عن ذلك، لأدركنا قانون الحياة، "وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر، وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ، هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ، أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ، وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ، وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ"[الفجر 1 ـ 14].
تتحدّث هذه الآيات عن أحوال المجتمعات وعمّا تصل إليه، فالمجتمعات تنتشر وتزدهر، وتبني وتعمّر، وتعتقد أنّ الأرض هي كلّ شيء، فيكون كلّ تركيزها في هذا البنيان الأرضيّ المادّيّ، والذي يتمثّل اليوم فيما تفعله المجتمعات من استخدام العلوم الأرضيّة في البنيان المادّيّ، وهذا أمرٌ لا غبار عليه، إذا اقترن بفهمٍ لقضيّة الإنسان، ولوجود الإنسان، ولخدمة الإنسان والإنسانيّة.
أمّا إذا اقترن هذا العلم بالدّمار، والحروب، وإهلاك البشريّة، وسيطرة مجموعةٍ على العالم بقوّتها وجبروتها، وهذا ما حدث في قديم ويحدث في حاضر، "وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ"، يحدث هذا في مجتمعاتٍ كثيرة ـ ويكون طغيانهم وفسادهم سبباً في فنائهم، وهذا قانونٌ إلهيّ، "فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ".
وتتحدّث آياتٌ أخرى عن هذا القانون، تعبّر عن أنّ الإعمار، والبنيان، والعلم، والبحث ـ هي أدواتٌ لخير الإنسان على أرضه وما بعد أرضه، وأنّ هناك جانبٌ مظلمٌ في الإنسان، وحين يتجمّع هذا الظّلام في أفراد المجتمع، يؤدّي إلى طغيانٍ وإلى حبٍّ للسّيطرة والتّحكم في مصائر الخلق، وهذا يتجلّى في حاضرنا فيما نراه من تحكّمٍ لبلدانٍ ولأممٍ تقدّمت في علومها، وحوّلت هذا العلم إلى قدراتٍ تستطيع بها أن تسيطر على البلدان الأخرى.
فالآيات تعبّر عن ذلك وتوضّح ذلك، وأنّ القانون الإلهيّ كما سرى في قديم، سوف يسري في حاضر، وإذا كنّا لا نرى ذلك اليوم، فهو قادمٌ؛ لأنّ سنن الله في خلقه دائمةٌ ومستمرّة.
والإنسان كفردٍ ـ أيضاً ـ مخاطبٌ؛ لأنّ المجتمعات مكوّنة من أفراد، وصلاح الأفراد هو صلاح المجتمع، وفساد الأفراد هو فساد المجتمع. وإذا كان الإنسان في مجتمعٍ صالحٍ إلّا أنّه يمكن أن يكون هو قيامٌ فاسدٌ مظلمٌ، وأنّ الإنسان في مجتمعٍ فاسدٍ ربّما يكون هو قيامٌ صالحٌ مُصْلِحٌ.
فالخطاب للإنسان، هو الأساس الذي يتّجه إليه حديث الحقّ، حتّى حين يحدّثه عن الأمم والمجتمعات، ففي النّهاية المتلقّي هو إنسان، ويأمر هذا الإنسان بأن يتأمّل في حال الأمم والمجتمعات، وأن يتأمّل أيضاً في حاله.
لذلك، فإنّ الآيات تأتي بعد ذلك في هذه السّورة لتخاطب الإنسان: "فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ"[الفجر 15، 16]، يتحدّث هنا عن الإنسان.
ويتساءل القارئ والمستمع لهذه الآيات، أليس من الطّبيعي أن الإنسان الذي أكرمه ربّه ونعّمه أن يقول: "رَبِّي أَكْرَمَنِ"؟ وأليس من الطّبيعي أن يقول الإنسان الذي قدر ربّه عليه رزقه: أنّ "رَبِّي أَهَانَنِ"؟
في الظّاهر، قد نجد أنّ هذا أمرٌ طبيعيٌّ، ولكن السّياق هنا، يعطينا أنّ هناك شيئاً غير مستقيمٍ في هذا الحال، فإذا تأمّلنا وتفكّرنا وتدبّرنا، فربمّا نصل إلى هذا الحال الذي توجّهنا هذه الآيات ألّا نكون عليه. هذا الحال، هو أنّ الله أكبر من أن تعرف نعمته عليك، أو أن تقول في حالٍ: أنّ "رَبِّي أَكْرَمَنِ"؛ لأنّك لا تستطيع أن تتحدّث باسم الله، ولا عندك توكيلٌ أن تتحدّث باسم الله.
إنّما أنت حين ترى كرماً ونعمةً قد حلّت بك، فلا تستطيع أن تقول إلّا أنّ هذه نعمةٌ، وأنت تعرف أنّ مصدر كلّ شيءٍ هو الله، فهي من الله، ولكن تقول: الحمد لله، وتقول الحمد لله بمعناها الشّامل ـ كما بدأنا هذا الحديث ـ الحمد لله الذي جعل لي من الأسباب ما يمكّنني من أن أكون أفضل، ومن أن أكون أحسن.
ولذلك، فستقول أيضاً: الحمد لله، يوم يقدر عليك رزقك، سوف تقول: الحمد لله، أيضاً؛ لأنّه جعلك تمرّ بضائقةٍ، ربّما بها تفيق إلى حالك وإلى أن تكون أفضل وأحسن.
فيجب ألّا يكون الحمد لله مقروناً بظاهر نعمة، أو أن يكون الإحساس بغضب الله عليك مقروناً بنقمة، فربّما تكون النّعمة نقمةً عليك، وربّما تكون النّقمة نعمةً لك. ولذلك، نجد الآية: "... وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ..."[البقرة 216].
فهنا، القضيّة ليست في أنّك ترى أنّ الله أكرمك، فالله من وراء كلّ شيء، ولكن الصّفة مع الله هي الحمد، الحمد لله في كلّ حالٍ، وفي كلّ صورةٍ، وفي كلّ شكل؛ لأنّ علاقتك بالله هي أكبر من أن تعرفها أنت، أو أن تصفها أنت، أو أن تقول: أنّ الله أكرمني في حالٍ وأهانني في حالٍ آخر، الله أكبر من ذلك.
فهنا، حال الإنسان هو الذي تعبّر عنه الآيات في سورة الفاتحة: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"[الفاتحة 2 ـ 4]، هذا ما عليك أن تدعو الله به، مُنزِّها في دعائك الله عن أيّ صورةٍ أو شكل.
ثم توضّح الآيات أكثر، حال الإنسان، لتعلّمه كيف يكون في حال النّعمة، وتنبّهه أنّه وإن كان يقول: "رَبِّي أَكْرَمَنِ"، إلّا أنّه لم يتعامل بالقدر الذي يجب أن يكون عليه، "كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم، وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ"[الفجر 17، 18].
فأنت وقد أكرمك الله وقلت: أكرمني ربّي، هل كنت مستقيماً فيما أكرمك به؟ ماذا فعلت بكرمه عليك؟ هل أعطيت مما أعطاك الله؟ هل أكرمت بما أكرمك الله، وأنت تقول: أكرمني ربّي؟ تأمّل في حالك بعد أن قلت: أكرمني ربّي، ماذا فعلت أنت بهذا الكرم؟ هل لتستحوذ أنت على ما أنعم به عليك، ولا تكون أداة خيرٍ لغيرك؟ أنظر إلى ما تفعله.
"كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم، وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ، وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"[الفجر 17 ـ 20]، فهل إذا كنتم كذلك، تستطيعون أن تقولوا: أنّ هذا حال كرمٍ؟ أم أنّكم لستم أهل كرمٍ، وأنّ ما ترونه من كرمٍ ونعمةٍ ظاهريّة هو ليس كذلك؛ لأنّه لم يؤدّ بكم لأن تكونوا ممّن يعطون اليتيم، ويحضّون على طعام المسكين، ولا يأكلون التّراث أكلاً لمّا، ولا يحبّون المال حبّا جمّا؟ وكلّها، وكلّ وسائل العطاء للإنسان، يجب أن يكون الإنسان مدركاً أنّ عليه أن يُعمِلها في الطّريق السّليم، والطّريق القويم.
وهنا، يبدأ في هذه الآيات التي تلي هذا الوصف للإنسان على هذه الأرض، تعطيه نتيجة ما يفعله على هذه الأرض في مستقبل حياته، وهو أمرٌ يوضّح العلاقة بين عمل الإنسان على أرضه، وبين حياته المستقبليّة. والصّورة هنا، هي صورةٌ تعبيريّة، تعطي المعنى، ومحمّلةٌ بالمعنى، دون أن ننظر إلى الكلمات بتشبيهٍ مادّيّ دنيويّ، وإنّما ننظر إليها على أنّها آياتٌ موحية.
"كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا، وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ، يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي، فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ، وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ"[الفجر 21 ـ 26]، آياتٌ تعطي إيحاءً بما سيلاقيه الإنسان من صعاب في حياته الأخرويّة نتيجة أعماله الدنيويّة، وهذه الصورة مجرّد تعبير، أمّا الحال الحقيقيّ فنحن لا نستطيع أن نتصوّره، أو أن نحدّده، أو أن نقول: أنّه سوف يكون بهذا الشّكل أو بذاك الشّكل.
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي"[الفجر 27 ـ 30]، هذه صورةٌ أخرى مجرّدة، تعبّر عن حال الإنسان الذي استقام كما أُمِر، والذي حمد الله حقّاً، والذي عبد الله حقّاً، والذي أحسن في حياته حقّاً، الإنسان الذي "... أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ"[الليل 5، 6]، الإنسان الذي "..ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ"[الأعلى 15]، الإنسان الذي تَذكّر يوم ذُكِّر، "فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ، سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ"[الأعلى 9، 10]، الإنسان الذي يخشى الله، "... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ..."[فاطر 28].
هذه الآيات توضّح لنا حال المجتمعات وحال الإنسان على هذه الأرض، نقرؤها لنتأمّل في ماضينا ولنتأمّل في حاضرنا، ولنحاول أن نتعلّم كيف نكون حامدين لله حقّاً، وكيف نكون عباداً لله حقّاً، سائلينه رحمةً، ومغفرةً، وقوّةً تعيننا على أنفسنا وظلامها، وتجعلنا أهلاً لرحمته، وأهلاً لنعمته، وأهلاً لعلمه وحكمته.
فحمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله.
عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أنّ على الإنسان أن يتأمّل في آيات الله ويتدبّرها، وأن يتعلّم منها حال الأمم السّابقة وحال الأمم الحاضرة، ما تكون عليه وما ستكون عليه، وأنّ الحديث موجّهٌ للإنسان قبل كلّ شيء، فهو المتلقّي لآيات الله، "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ..."[فصلت 53]، فهذا هو المراد من التّوجيه الإلهيّ، توجيهٌ للإنسان.
والخطاب وإن كان للجميع، إلّا أنّ المتلقّي للحديث هم أفراد هذا الجمع. وكلّ إنسانٍ له مفهومه وله إدراكه، وعليه أن يطوّر هذا الإدراك بالقراءة الصّادقة، وبالقلب الطّاهر، وبالعقل المنير.
عباد الله: نسأل الله: أن نكون أهلاً لنعمته، وأهلاً لعلمه وحكمته، وأن ندرك حقّاً معنى الحمد لله، ومعنى العبوديّة لله، وكيف تكون علاقتنا بالله منزّهةً عن الصّورة والشّكل، فالحمد لله في كلّ حال، والشّكر له في كلّ حال، وهو أعلم بنا منّا، لا نستطيع أن نعرف أو أن ندرك حكمته، فحكمته أكبر، وكرمه أكبر، ورحمته أكبر، وإنّما نحمده حمداً مجرّداً، ونشكره شكراً مجرّداً، وندرك أنّنا مهما أوتينا من علمٍ فهو ذرّةٌ في بحارٍ وبحار، "قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا"[الكهف 109].
عباد الله: نسأل الله: أن يجعلنا دائماً على ذكره مجتمعين، ولوجهه قاصدين.
اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك، تعلم ما بنا، وتعلم ما عليه النّاس حولنا.
اللهم ونحن نتّجه إليك، ونتوكّل عليك، ونوكل ظهورنا إليك، ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك.
اللهم فاكشف الغمّة عنّا، وعن بلدنا، وعن أرضنا.
اللهم ادفع عنا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتّباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم لا تجعل لنا في هذه السّاعة ذنباً إلّا غفرته، ولا همّاً إلّا فرّجته، ولا حاجةً لنا فيها رضاك إلّا قضيتها.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الرّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرّاحمين ارحمنا.       




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق