الجمعة، 15 مارس 2019

الاستقامة هي أن نتوافق في وجودنا، بين أن نعيش بأجسادنا، وأن نعيش بأرواحنا.


حديث الجمعة
 3 جمادى الثاني 1440هـ الموافق 8 فبراير 2019 م
السيد/علي رافع

حمدًا لله، وشكرًا لله، وصلاةً وسلامًا عليك يا رسول الله.
"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"[فصلت 30].
نتأمَّل في هذه الآية "الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ"، ماذا تعني هذه الكلمات، هل مجرَّد قولٍ باللسان، أم أنَّ لها بعدٌ في فهم الإنسان لعلاقته بربِّه، وفي فهم الإنسان لعلاقته بكونه؟
إنَّنا نرى آياتٍ كثيرة، يُذكر فيها كلمة الرَّبِّ، "وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى"[الأعلى 15]. وفي صلاتنا نقول: [سبحان ربِّيَ العظيم] و[سبحان ربِّيَ الأعلى]، والرُّبوبيَّة تمثِّل معنى الرِّعاية، ومعنى الإحاطة، ومعنى الأعلى، ومعنى الأعظم.
هذا المعنى الأكبر والأعظم، هل تستطيع أن ترسمه، أو تُجسِّده؟ أم أنَّه وإن كان له وجودٌ في قلبك، وفي حياتك، وفي ضميرك، إلَّا أنَّك لا تستطيع أن تحيط به، أو تضع له صورةً، أو شكلًا، أو رسمًا؟
فقولك: "رَبُّنَا اللَّهُ"، تعني أنَّ معنى الرُّبوبيَّة عليك، هو غيبٌ عليك، فتدرك أنَّه مع شدَّة شعورك بوجوده، وقيامه، وتجلِّيه، وظهوره في آلائه، وفي خلقه، وفي كونه، وفي وجودك أنت ـ إلَّا أنَّه أكبر، وأكبر، وأعلى، وأعظم، وهذا معنى من معاني: "قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ".
وهذا ما نتحدَّث عنه دائمًا، عن أنَّ الإنسان يتعامل مع الغيب في حياته، فكلُّ الأمور لها جانبٌ مشهود، ولها جانبٌ غيبيّ، بل أنَّ كلَّ قرارٍ تتَّخذه، وكلَّ عملٍ تعمله، وكلَّ كلمةٍ تقولها، لها جانبٌ مشهود، ولها جانبٌ غيبيّ.
فأنت حين تتَّخذ قرارًا، تعتقد فيه أنَّه الأفضل والأحسن لك، نتيجة فكرك، وحكمك، ورؤيتك، وعلمك، ومعرفتك، هذا جانبٌ مشهودٌ لك، إنَّما هناك غيبٌ، جانبٌ غيبيٌّ عليك، وهو ما سوف يؤتي به، وما يَنتج عن هذا القرار، ما هو تأثيره، وما هي تداعياته؟ هو غيبٌ عليك، والآية "...عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ..."[البقرة 216]، هي تعبيرٌ عن هذا الحال.
فالإنسان الذي يتصوَّر أنَّ هناك قرارًا يستطيع أن يصل إليه، هو القرار الأمثل في الظَّاهر والباطن، ولا يُوجد إلَّا قرارٌ واحدٌ سوف يعرفه من إنسانٍ، أو من غيبٍ، فتصوُّره هذا، هو تصوُّرٌ غير كامل.
لذلك، فإدراك قول: "رَبُّنَا اللَّهُ"، يتبعها أن يستقيم الإنسان في حياته، وفي سلوكه، "ثُمَّ اسْتَقَامُوا"، هم أدركوا ذلك، فأصبحوا في خشيةٍ من كلِّ شيء، وأصبحوا في خوفٍ من كلِّ شيء، وأصبحوا في حزنٍ دائم، فهم لا يعرفون، وفي كلِّ أمرٍ يخشون.
وهنا، يجيء الإرشاد الغيبيّ لهم، لا يجب عليكم أن تخافوا، أو تحزنوا، فأيًّا كان ما تفعلون، وأيًا كان ما سيحدث نتيجةً لفعلكم، فالقضيَّة ليست فيما سوف يحدث، وفيما سيكون، ولكن القضيَّة أنَّكم استقمتم في اتخاذكم لقراركم، وفي فعلكم، وفي عملكم، فيجيء هذا من الغيب لهم، يتجلَّى لهم ذلك في وجودهم، وفي حياتهم، من داخلهم، وما معنى "تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا"، إلَّا أنَّ ذلك يصبح حالهم، ويصبح وجودهم.
إنَّ هذا ليس أمرًا يكسبونه، أو يكتسبونه، أو يعقلونه فقط، وإنَّما هو حالٌ يتعرَّضون له، ويتهيَّأون له، "أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"، والبشرى هنا، تعني أنَّ استقامتكم، وإدراككم أنَّ حياتكم هي أن تحاولوا بما تشهدون، وتعلموا أنَّ هناك غيبًا وراء كلِّ ما تفعلون، وأنَّ هذا لا يجعلكم في خوفٍ من أن تفعلوا، ولا في حزنٍ على ما فعلتم وما نتج عنه، فالمهمُّ ليس في كلِّ هذا.
المهمُّ، أنَّكم فَعَّلتم ما أعطاكم الله من قدرات، وحاولتم، واجتهدتم، وبذلتم كلَّ ما في وسعكم، فليست القضيَّة أن تصبحوا في شكلٍ مّا، أو في صورةٍ مّا، وإنَّما القضيَّة أنَّكم استقمتم، القضيَّة أنَّكم قلتم: "رَبُّنَا اللَّهُ"، ثم استقمتم، فإن كنتم كذلك، فأبشروا بحياتكم المستقبليَّة، فقد تعلَّمتم كيف تعيشون.
"نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ..."[فصلت 31]، وهذا قيامٌ في أنَّك باستقامتك تكون أهلًا لرحمة الله، وكلُّ ما يشغلك هو أن تستقيم مع ما تدركه، وما تعلمه، وما تشهده، فتكون بذلك أهلًا لرحمة الله، "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"، وسوف تظلُّ رعايتنا لكم في دوام، "فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ"، وبذلك تكونون ربَّانيِّين، "...وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ"[فصلت 32،31].
وهنا نتعلَّم شيئًا، وهو أنَّ الإنسان وهو يدرك أنَّ كلَّ شيءٍ قائمٌ له حكمة، وله أبعادٌ كثيرة، لن يتعجَّب من حالٍ، ولن يرفض حالًا، ولن يفضِّل حالًا، وإنَّما سوف يدرك أنَّ إرادة الله نافذةٌ في كلِّ أمرٍ، وفي كلِّ حالٍ، وبهذا تصبح إرادته قائمةً في توافقٍ مع ما يحدث حوله.
ولا يعني هذا التَّوافق، أنَّه قد يرضى على حال، ويغضب من حال، فرضاه ورفضه، حبُّه وكرهه، تسليمه وغضبه، لا يعني أنَّه يرفض أو يقبل هذا الحال، إنَّما هو يعلم أنَّ ما قام قام، وأنَّ ما وُجِدَ وُجِد، وأنَّ تفاعله هو ينمُّ عن واقعٍ وعن قانونٍ تتناغم فيه الأشياء، وتتباغض فيه الأشياء.
فكونك تعلم أنَّ ما يحدث من ظلمٍ على هذه الأرض ـ في نظرك ـ هو من وجهة نظرك فقط، ولكنَّ الله من ورائه بإحاطته، وهو ليس ظلمًا مطلقًا ـ إدراكك لأنَّ الله من وراء كلِّ شيءٍ بإحاطته، لا يعني أنَّك في واقعك لا ترفض هذا الظُّلم، أو أن تحبَّ هذا الظُّلم.
وهكذا ـ أيضًا ـ نفهم أنَّ واقعنا، وأنَّ شهادتنا تُحتِّم علينا أن نكره، وأن نحبَّ، وأن نقبل، وأن نرفض، ولكن في نفس الوقت، إذا كنَّا ندرك بعقولنا تجريدًا، أنَّ الله من وراء كلِّ شيءٍ بإحاطته، فإنَّنا نكون متوافقين مع ما يحدث تجريدًا وإدراكًا؛ لأنَّ هناك غيبًا، ولأنَّ هناك ما لا نعلمه.
نتحدَّث كثيرًا، أنَّ علينا ألَّا نخلط بين مفهومنا المجرَّد، وبين واقعنا المشهود، فواقعنا يُحتِّم علينا أن يكون لنا اتِّجاه، وتجريدنا يُحتِّم علينا أن نتخلَّى عن أيِّ اتِّجاه. فبأجسادنا ووجودنا المادِّيّ، نتفاعل مع أحداث الحياة كما نرى. وبذكرنا وتدبُّرنا وتأمُّلنا، نعلو عن كلِّ ذلك، ونخرج عن هذه الحياة.
"...وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ"؛ لأنَّنا خرجنا من أجسادنا، ومن وجودنا، فتوافقنا، وتوحَّدنا، وفنينا في الإرادة الكليَّة، فأصبح لنا فيها ما تشتهي أنفسنا؛ لأنَّ أنفسنا أصبحت متوافقة، ومتناغمة، وفانية في الإرادة الكليَّة، "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي"[الفجر 30:27].
عباد الله: نسأل الله: أن نكون من "الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا"، فهذا أساس الاستقامة، وأساس الحياة، وأساس الكسب، وأن نتعلَّم كيف نُفعِّل ما أعطانا الله من قدرات، ومن إمكانات، حتَّى نكون في حياتنا الأرضيَّة وفيما نشهد، سائرين في الطَّريق القويم، وفي الطَّريق المستقيم.
نسأل الله: أن يوفِّقنا لذلك، وأن يحقِّق لنا ذلك.
فحمدًا لله، وشكرًا لله، وصلاةً وسلامًا عليك يا رسول الله.
______________________
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.
عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم، وأن نوضِّحه: هو تأمُّلنا في معنى "الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا"، والتي يتبعها أمورٌ كثيرة، منها أن نكون أهلًا لرحمة الله ولتوفيق الله، أن نكون أهلًا لأن تتنزَّل علينا ملائكة، هذه الملائكة، هي ما يقوم في داخلنا من إحساسٍ بتواصلٍ مع الغيب، "...أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"[الرعد 28]، "أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا".
فإذا كنَّا من الذين "اسْتَقَامُوا"، فإنَّنا سوف نكون أهلًا لأن نتلقَّى هذه النِّعمة. والاستقامة التي تجعلنا أهلًا لذلك، هي أن نتوافق في وجودنا، بين أن نعيش بأجسادنا، وأن نعيش بأرواحنا.
أن نعيش بأجسادنا، هو أن نتأمَّل بعقولنا، ونشهد بعيوننا، ونسمع بآذاننا، ونسعى بأقدامنا، ونعمل بأيدينا كلَّ ما نرى أنَّه فيه صلاحٌ وفلاح، لأنفسنا ولإخواننا على أرضنا، ولكلِّ الكائنات المحيطة بنا، وأن ندرك أنَّ وراء كلِّ عملٍ جانبٌ غيبيّ، لا نستطيع أن نقدِّره، فنكون دائمًا متواضعين، مفتقرين، غير متكبِّرين، ولا فارضين لصورةٍ أو شكل، المهمُّ أن نعرف طريقنا، وطريقنا يُحدَّد بما نعقله، وندركه، ونذكره، بقلوبنا وعقولنا.
     والصُّوفي الذي عبَّر عن ذلك بما شعر به وقام فيه، فوجد أنَّ كلَّ ما يستطيع أن يفعله وأن يطلبه؛ـ لأنَّ الدُّعاء اختيار في واقع الأمر أيضًا ـ وما وقع في قلبه وعقله أن يقول:
 [سر بي إلى حيِّهم ودعني ... في أيِّ طورٍ فلا أبالي
    الكلُّ عندي جنَّة خلدٍ ... ما دمت في حضرة الرِّجال](1)
هو لم يطلب صورةً معيَّنة  [في أيِّ طورٍ فلا أبالي]، لم يطلب أن يكون صِدِّيقًا، أو قِدِّيسًا، أو عنده كرامات، أو عنده قدرات، أو أن يرى ما لا يراه النَّاس، أو أن يتحرَّك في أيِّ صورةٍ، وفي أيِّ شكلٍ، ولأيِّ مكانٍ، ولأيِّ زمانٍ، ولا أن تُخرَق عنده العادات، ولا أن يكون من أصحاب الكرامات، ولا أن يكون في أيِّ صورةٍ أو شكل، [في أيِّ طورٍ فلا أبالي].
عرف في لحظته هذه، أنَّ المهمَّ أن يكون في صحبة رجالٍ في الله، وأن يكون في حضرةٍ من حضرات الله، وأن يكون مُعرَّضًا لنفحةٍ من نفحات الله، وهذا الأمر يسري أيضًا على كلِّ دعاءٍ آخر، أو كلِّ طلبٍ آخر، أن تدعو أن تعمل عملًا صالحًا، أيًّا كانت نتيجة هذا العمل، لا تقول أنِّي أريد أن أكون كذلك، أو في صورةٍ مّا، لأنِّي عملت عملًا صالحًا، أو لأنِّي قدَّمت ما قدَّمت لمجتمعي، أو لإخواني في البشريَّة.
أُطلُب أن تكون أداة خير، ماذا سيعود عليك من ذلك؟ لا أبالي؛ لأنَّك تعلم أنَّ أيَّ صورةٍ تطلبها، وأيَّ شكلٍ تعبده، هو عدم استقامة في مفهوم "رَبُّنَا اللَّهُ"، هو عدم استقامة في شهادة أنَّ لا إله إلَّا الله.
عباد الله: نسأل الله: أن نكون من "الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا"، وأن نكون أهلًا لرحمة الله، ولنفحة الله، ولنور الله.
اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك، تعلم ما بنا، وتعلم ما عليه النَّاس حولنا.
اللهم ونحن نتَّجه إليك، ونتوكَّل عليك، ونوكل ظهورنا إليك، ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلَّا إليك.
اللهم فاكشف الغمَّة عنَّا، وعن بلدنا، وعن أرضنا.
        اللهم ادفع عنَّا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
اللهم كن لنا في الصَّغير والكبير من شأننا.
اللهم كن لنا فيما نعلم، وفيما لا نعلم، وفيما أنت به أعلم.
اللهم لا تجعل لنا في هذه السَّاعة ذنبًا إلَّا غفرته، ولا همًّا إلَّا فرَّجته، ولا حاجةً لنا فيها رضاك إلَّا قضيتها.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الرَّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرَّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرَّاحمين ارحمنا.
____________________

(1)     من أشعار الصوفية:.

إذا رَضُوا بِي أَهْلُ الوصالِ ... فَكُلُّ حالي عينُ الجمالِ
سِرْ بي إلي حَيِّهِمْ وَدَعْنِي ... فِي أي طَوْرٍ فلا أُبَالِي
إن عَذَّبوني أو رَحَمُونِي ... فالعَبْدُ عَبْدٌ في كلِّ حالِ
مَوْتِي حَيَاتِي مَحْوِي ثَبَاتِي ... ذُلِّي عِزِّي فَقْرِي كَمَالِي
الكلُّ عِنْدِي جنَّاتُ خُلْديٍ ... ما دُمْتُ فِي حَضْرَةِ الرِّجَالِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق