السبت، 3 ديسمبر 2016

دعوة الحقّ تدعو الإنسان أن يُعمِل طاقاته، ودعوة الباطل تدعو الإنسان أن يسير وراء خيالٍ وظنّ

حديث الجمعة
 28ذو الحجة 1437هـ الموافق 30 سبتمبر 2016م
السيد/ علي رافع

حمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
        الحمد لله الذي جمعنا على ذكره، وعلى طلبه، وعلى مقصود وجهه.
الحمد لله الذي جعل لنا بيننا حديثاً متّصلاً نتواصى فيه بالحقّ والصّبر بيننا، نتدبّر أمور حياتنا بظاهرها وباطنها، بعاجلها وآجلها. نتعلّم ممّا جاء لنا في رسائل الحقّ وفي أحداث حياتنا بماضيها وحاضرها، وبتاريخ أمّتنا، بكلّ ما مررنا به بأحداثٍ شكّلت صور مجتمعاتنا ومفاهيم سابقينا. ونتدبّر في رسالة الإسلام الدائمة، وفي رسالة الإسلام ببعثة محمدٍ ـ عليه الصلاة والسلام ـ والتي كانت أحداثها رسائل متّصلةً تصلنا حتّى يومنا هذا.
إنّ دعوة الحقّ في كلّ زمانٍ ومكانٍ هي دعوةٌ واحدة، دعوةٌ تُخرِج الإنسان من الظلام إلى النّور، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن الموت إلى الحياة، وهكذا كانت دعوة محمدٍ ـ عليه الصلاة والسلام ـ. كانت دعوته شهادة لا إله إلّا الله. كانت دعوته أن نُكبِر الله عن أيّ صورةٍ وعن أيّ شكل، وأن نُكبِر معنى الألوهيّة على هذا الكون عن أيّ صورةٍ وعن أيّ شكل.
إنّ طبيعة النّفس البشريّة هي أن تجسّد كلّ شيءٍ في قيامٍ ماديّ وفي وجودٍ حسيّ وفي عملٍ دنيويّ، ثم تنسب ذلك إلى خالق هذا الكون. إنّ الأمر الإلهيّ هو دائمٌ للإنسان أن يُعمِل عقله وأن يُعمِل كلّ ما أعطاه الله من طاقةٍ، وليس أن يَعمَل عملاً محدّداً، ولكن الناس يعكسون الآية ويُبطِلون عقولهم بظنّ أمرٍ إلهيّ، هذا ما كان يحدث في مجتمعٍ جاهليّ، ولا زال يحدث إلى الآن، إلّا من رحم الله.
تَجسَّد هذا المعنى فيما كان هو قائمٌ مما نطلق عليه عبادة الأوثان، فإذا قيل لهم: "... لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا"[مريم 42] نسبوا ذلك إلى أمرٍ إلهيّ، "... مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ ..."[الزمر 3]، "... إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ"[الزخرف 22] هكذا يُغيِّبون الأمر وينسبونه إلى الله، وأنّ عليهم أن يطيعوا أمر الله، والله أكبر عمّا يظنّون وعمّا يصفون.
حين يصف الله الذين يُعمِلون ما أعطاهم من طاقاتٍ، لا يقول أنهم ينفّذون أمراً لا يدركونه، وإنما يصفهم بـ "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً  سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"[آل عمران 191].
إنّهم هم الذين يَصلِون بذكرهم وتفكُّرهم إلى أنّ عليهم أن يفعلوا شيئاً في حياتهم، وأنّ وجودهم ليس هباءً وليس باطلاً، فيتدبّرون في ماذا يفعلون، إنّهم هم الذين يقرّرون، إنّهم هم الذين يعملون، إنّهم هم الذين يعلمون ويتعلّمون ويتفكّرون ويتدبّرون، "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ..."[العنكبوت 20]، إنّهم يريدون أن يتعلّموا وأن يتدبّروا. "... فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ..."ليبدأوا خلق أنفسهم بأن يغيّروها إلى ما هو أحسن وأفضل، "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"[الرعد 11].
ولكنّ النّاس بظلامهم يرفضون ذلك، ويريدون أن يعيشوا في وهمٍ من إيمانٍ ومن طاعةٍ في خيالٍ، حتّى يبعدوا عن التفكير والعمل. إنّهم لا يريدون أن يتفكّروا ولا يريدون أن يعملوا ولا يريدون أن يجاهدوا. إنّهم يريدون أن ينسبوا كلّ شيءٍ لغيبٍ، ويتصوّرون أعمالاً وأفعالاً وعباداتٍ يظنّون بأنّهم حين يتّبعوها، فإنّهم ليسوا في حاجةٍ إلى عملٍ ولا وإلى فكرٍ ولا إلى مجاهدةٍ، بظنّ دينٍ وبظنّ إيمانٍ وبظنّ يقينٍ.
دعوة الحقّ دائماً تقول للنّاس في أنفسهم قولاً بليغا، تقول للنّاس تفكّروا واعملوا وجاهدوا وغيّروا وتحابّوا. إنّ الفارق بين دعوة الإسلام الحقّ وبين دعوة الجاهليّة والظلام، هو في أنّ دعوة الحقّ تدعو الإنسان أن يُعمِل طاقاته، ودعوة الباطل تدعو الإنسان ألّا يُعمِل هذه الطاقات وأن يسير وراء خيالٍ وظنّ
دعوة الحقّ تدعو الإنسان أن يتفكّر وأن يبحث وأن يحلّل وأن يطوّر وأن يخترع وأن يُبدِع، ودعوة الباطل تقول له ليس عليك كلّ ذلك بظنّ إيمانٍ بإلهٍ لو عبدته وفعلت كذا وكذا لعبادته، فسوف يعطيك كلّ شيء. ظاهرها إيمانٌ بإلهٍ وباطنها كفرٌ بالله الذي هو فوق كلّ شيء.
دعوة الحقّ تدعو الإنسان أن يحبّ النّاس جميعاً، "لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه"(1). ودعوة الباطل تقول له لا تحبّ إلّا نفسك وليسقط الجميع، وليموت الجميع، لا يهمّ، المهمّ أن تنجو أنت، وأن تستمتع أنت، وأن تأخذ من الدنيا ما تستطيع وما تشتهي بلا حدود ولا ينازعك فيها أحد. لذلك، كانت الصراعات.
الصراعات على مرّ العصور ليست لعقيدةٍ في واقع الأمر؛ لأنّ لا توجد عقيدةٌ أيّا كانت تدعو أن يقتل إنسانٌ إنساناً، وإنّما الصراعات دائماً هي على أرضٍ يمتلكها الإنسان، وموارد يسيطر عليها، وأموالٍ يجمعها، وثرواتٍ في الأرض وفوق الأرض يسيطر عليها.
الحقّ يدعو النّاس أن يتعاونوا ليعيشوا جميعاً، ففي الأرض متّسعٌ للجميع ليعيشوا معاً. والباطل يدعوهم إلى الكراهية وإلى الصراع وإلى الحرب، حتّى يسيطر كلّ فردٍ على أكثر ما يستطيع أن يسيطر عليه.
دعوة الحقّ تدعو الإنسان أن يعمل، وأن يجتهد، وأن يبحث، وأن يطوّر، وأن يساعد أخاه الإنسان. ودعوة الباطل تدعوه بظنّ إيمانٍ إلى أن يعبد صنماً، يعبد شكلاً، يعبد إلهاً سوف يعطيه كلّ شيءٍ دون عملٍ، ودون مجاهدةٍ، ودون بذل جهدٍ، ودون خدمة أخ له في الله أو في الحياة. هذه هي دعوة الحقّ ودعوة الباطل.
دعوة الحقّ ليست مجرّد عباداتٍ أو شعاراتٍ أو مناسك، وإنّما هي دعوة مفاهيم ومقاصد في المقام الأول. لذلك، كانت شهادة أنّ لا إله إلّا الله هي العقيدة. والعقيدة هي الأساس وهي الركن الركين وهي الركن الأول في أركان الإسلام مع شهادة أنّ محمداً رسول الله؛ لأنّ محمداً كان يمثّل الاستقامة في فهم شهادة أنّ لا إله إلّا الله.
ماذا يفعل داعِيَ الحقّ حين يدعو النّاس لذلك، فلا يقابلوه إلّا بالصدّ وإلّا بالقتال وإلّا بالإهانة وإلّا بالحرب وإلّا بالعداوة وإلّا بالتخطيط للقضاء عليه؟ يترك هذا المكان، يترك هذا القيام، يهاجر منه إلى بيئةٍ أخرى تحتضنه وتؤمن به وتساعده. كانت الهجرة هي تعبيرٌ عن ذلك.
فالهجرة هي قانونٌ من قوانين هذه الأرض، "... أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ..."[النساء 97]. هجرةٌ من مكانٍ إلى مكان، هجرةٌ من بيئةٍ إلى بيئة. فإذا كنّا نتكلّم على مستوى المجتمع، وأنّ داعِيَ الحقّ هو فردٌ من أفراد المجتمع، فإنّه يخرج من هذا المجتمع ويصاحبه من اتّبعه ليتواجد في مجتمعٍ آخر. وهذه هجرةٌ من مكانٍ إلى مكان.
وهناك هجرةٌ في بعدٍ آخر، أن يهاجر الإنسان إلى داخله. وهذا ما قام به من صَلُح من القوم، إنّهم يعيشون في مجتمعٍ جاهليّ، لا يقبل الدّعوة، يتركون هذا المجتمع ويتجهون إلى داخلهم. ولا يعني ذلك سلبيةً، وإنّما هي محاولةٌ لأن يقوّوا داخلهم الروحيّ والحقيّ، ليكونوا طاقةً تساعد من يتّبعهم في المجتمع، سواء عرفهم بذواتهم أو لم يعرفهم.
هكذا قانون الهجرة، لا تترك وجودك الذي منحك الله إيّاه وعلّمك وأدّبك فأحسن تأديبك يتعرض لكيد الكائدين ولظلام الظالمين، فيقضي على رسالتك على هذه الأرض. إنّما عليك أن تحاول، أن تجاهد، وأن تهاجر، حتّى لا تتعرض لذلك.
إنّ علينا أن نتعلّم مما حدث في قديم، كيف نعيش في حاضر، وكيف نقتدي برسول الله ـ  صلوات الله وسلامه عليه ـ حتّى نستطيع أن نواصل حياتنا وأن نواصل وجودنا، كلٌّ فيما يفعله، وكلٌّ فيما يعتقده، وكلٌّ فيما يرى أنّه الخير. يحاول أن يُعمِل طاقاته، أن يُعمِل عقله، وأن يذكر بقلبه، وأن يَعمَل بجوارحه، حتّى يؤدّي رسالته في أيّ مجالٍ وفي أيّ مكان.
نسأل الله: أن يوفّقنا لذلك، وأن يجعلنا أهلاً لذلك.
فحمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله، والصلاة والسّلام على رسول الله.
عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: هو أنّنا ونحن نحتفل ببدء عامٍ هجريٍّ جديد، فإنّ علينا أن نتدبّر في معنى الهجرة. ولنفهم معنى الهجرة، فعلينا أن نبدأ بمعنى الدّعوة، دعوة الحقّ التي بسببها وبسبب رفض الناس لها ـ بظلامهم ـ كانت الهجرة.
نتعلّم أنّ هذه الأرض تُحكَم بقوانينها، وأنّ أيّ تصورٍ للإنسان عن ما يعتقده عن الله هو تصوُّرٌ قاصر، فقد يقول إنسانٌ أنّ الله في جانبٍ وليس في جانبٍ آخر، أنّ الله في جانب رسوله وليس في جانب مجتمعه الجاهليّ، ألم يكن يستطيع أن ينصره دون هجرةٍ؟ سؤالٌ خطأٌ يؤدّي إلى إجابةٍ خاطئة؛ لأنّه سوف يقول أنّ الله لم يساعده، ثم يدخل في أسئلةٍ متكرّرة بفهمٍ خاطئٍ في البداية يؤدّي إلى أن يتبلبل فكره، ولا يعرف بماذا يؤمن وكيف يؤمن.
إنّ الله قدرته فيما هو قائم فيما حدث ويحدث وسيحدث، لا تضع صوراً أنت لله، فالله أكبر عن أيّ صورةٍ تضعها. وهذا معنى من معاني شهادة أنّ لا إله إلّا الله.
القضيّة قضيّتك، والأرض أرضك، وأنت خليفة الله على الأرض. أعطاك عقلاً، وأعطاك قلباً، وأعطاك جوارحاً تستطيع أن تعمل بها. قلباً أن تذكر به، وعقلاً أن تفكّر به. دَبِّر واذكر واعمل، "... إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ..."[الطلاق 3]، فيما ترى وما لا ترى، فيما تعتقد أنه الخير وفيما تعتقد أنه الشر. القضيّة قضيّتك والفعل فعلك والذكر ذكرك.
لذلك، كانت الدّعوة ـ كما أشرنا ـ هي ألّا نضع صورةً لله، ولا نتصوّر خيالاتٍ، وإنّما نؤمن بالذي ليس كمثله شيء، فوق كلّ شيء ودون كلّ شيء بلا صورةٍ وبلا شكل. علينا أن نُعمِل ما أعطانا وأن نستخدم وسائلنا، وأن ندعوه أن يوفقنا فهي وسيلةٌ من الوسائل لا تتعارض مع تدبيرنا بعقولنا ومع اتّخاذ أسباب حياتنا، بل أنّنا مطالبون بذلك.
إنّ قيمة الإنسان في أنّه هذا الوجود الذي يعيش في حجاب، ومع ذلك يتحرّك ويتفكّر ويذكر ويعمل وهو لا يرى إلّا صورةً مقيّدةً. إنّ قيمة الإنسان في قدرته على أن يفعل في هذه الظروف وفي هذه البيئة.
إنّ ما يصل إليه أولياء الله، أنّهم قادرون أن يعملوا في هذا الحجاب، لا أن يُكشَف عنهم الحجاب. وإذا تصوّرنا ونحن ـ أيضاً ـ كما ننسب لله الكثير الذي لا نعرفه ولا نعلمه، وننسب لأوليائه ما لا نعرفه ولا نعلمه، فنتصوّر صوراً لهم ونرسم أشكالاً لهم، وما قالوا هم بذلك، إنّما قاله من اتّبعهم بظنٍّ أنّهم يُكبِرونهم، فينسبون إليهم خرق العادة ورؤية ما لا يرى النّاس، رؤيةً خارقةً للعادة.
إنّهم إن رأوا فإنهم يرون وهم موجودون في حجاب، برؤية عقولهم وقلوبهم، بإدراكهم للواقع بحقّ، مما يجعلهم قادرين أن يدركوا المستقبل قراءةً واقعيةً، قراءةً نتيجة فهمهم لقوانين الحياة بإدراكٍ فطريٍّ قلبيٍّ ـ كما يفعل العلماء بما لديهم من أدواتٍ الآن، في تحليل البيانات والمعلومات وإدراك آليات هذا المجتمع وتفاعلاته، فيستطيعون أن يتنبأوا بما هو قادمٌ، لا عن رؤيةٍ خارقةٍ، ولكن عن تحليلٍ لواقعٍ جمعوه في ماضٍ وفي حاضرٍ، وقد لا تتحقق رؤيتهم لدخول عوامل أخرى لم يدركوها.
وهكذا ـ أيضاً ـ الأولياء، فإنّهم يرون، ويقولون والله أعلم إذا كان هذا سيكون أو لا يكون. لذلك، فالأمر من قبل ومن بعد لله أكبر بلانهائية وجوده، ولانهائية قدرته، ولا نهائية حكمه، ولانهائية تدبيره، "... وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"[النحل 8].
فالرؤية هنا، هي تأملٌ يؤدّي إلى تحسين الواقع، وليس لمجرد التنبّؤ بالقادم، فأنت تعرف على وجه اليقين أنّك إذا لم تدبّر أمرك ولم تُحسِن استخدام مواردك، فإنّك سيجيئ عليك يومٌ لا تستطيع أن تعيش وأن تقوم على هذه الأرض كفردٍ وكمجتمعٍ. قد يتغيّر حالك وقد يحدث ما لا تحسبه، ولكنّك مع ذلك ـ إن كنت مؤمنا حقاً ـ لا تستطيع أن تعتمد على ذلك؛ لأنّ التوجُّه الذي عُلِّمت إيّاه: أن تعقل ما تقوم به وأن تدبّر أمرك وأن تُحسِن في استخدام مواردك.
هكذا نعيش في تدبيرٍ، وفي استعانةٍ بالله ـ أيضاً ـ أن يساعدنا فيما ندبّر وأن يرحمنا فيما لا نستطيع أن ندبّره، هكذا يعيش الإنسان وهو يجاهد أن يُفعِّل كل طاقاته في هذا الحجاب الذي يعيشه. وهذه هي دعوة الحقّ أن فعِّل كل طاقاتك وإمكاناتك.
اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك، تعلم ما بنا وتعلم ما عليه النّاس حولنا.
اللهم ونحن نتّجه إليك، ونتوكّل عليك، ونوكل ظهورنا إليك، ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك.
اللهم اكشف الغمّة عنّا، وعن بلدنا، وعن أرضنا .
اللهم ادفع عنّا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتّباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم لا تجعل لنا في هذه السّاعة ذنباً إلّا غفرته، ولا همّاً إلّا فرّجته، ولا حاجةً لنا فيها رضاك إلّا قضيتها.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الراحمين ارحمنا، يا أرحم الراحمين ارحمنا، يا أرحم الراحمين ارحمنا.             ___________________________

(1)    حديث شريف الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق