حديث الجمعة
24 رجب 1438هـ الموافق 21 إبريل 2017م
السيد/ علي رافع
حمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول
الله.
الحمد لله الذي جمعنا على ذكره، وعلى طلبه، وعلى مقصود
وجهه.
المقصود وجه الله، والمطلوب توفيق الله، والرّجاء في
رحمة الله، والعقيدة في شهادة أنّ لا إله إلّا الله وشهادة أنّ محمّداً رسول الله.
نحن نعيش على هذه الأرض في حجابٍ، لا نرى ما وراءها ولا نستطيع
أن نحيط بما لا نراه، وعلينا ونحن في هذا الحجاب أن نكوّن عقيدةً فيما سنؤول إليه
وفيما سنصير إليه.
بل أن ذلك أيضاً مطلوبٌ منّا في حياتنا الأرضيّة بصورةٍ
أخرى، فأنت لا تعرف بالقطع ما ستؤول إليه وما ستكون عليه في مستقبلك القريب، وعليك
أيضاً في حاضرك أن تكوّن عقيدةً لما ترجو أن تكون عليه وأن تعمل من أجل ذلك، ولكنّك
لا تستطيع ـ على وجه القطع واليقين ـ أن تقول إنّني سوف أكون في هذا الحال، قد
يكون عندك أملٌ أو تصوّرٌ أو رؤيةٌ فيما تحبّ أن تكون عليه، ولكنّك لا تستطيع أن
توقن بذلك.
هذه طبيعة حياتنا وطبيعة وجودنا، أن نحاول أن نقدّر، وأن
نضع أهدافاً، وأن تكون لنا رؤية، وأن تكون لنا رسالة نربطها بهذه الرؤية ونربطها
بواقعنا.
والأمر الذي نستطيع أن نراه هو واقعنا، هو حالنا في هذه
اللحظة، هو رسالتنا في هذه اللحظة التي نعيشها. إنّ الحياة كلّها تتحول إلى لحظةٍ
نعيشها، وإلى حالٍ نقومه، وإلى عقيدةٍ نعتقدها في حالنا، وإلى رؤيةٍ نضعها في
حالنا وفي واقعنا. إنّ كلّ شيءٍ يتحوّل إلى واقعٍ نقوم فيه.
لذلك، وُجِّهنا في كثيرٍ من أوامر الدّين لنا، أن نعمل
لحاضرنا، للحظتنا، [عش في الدّنيا كأنّك غريب استظلّ بظلّ شجرةٍ ثمّ مضى](1). التعبير هنا في هذا الحديث،
يوضّح إلى أيّ مدى قد تكون هذه اللحظة قصيرة، فأنت وأنت تستظلّ بظلّ شجرةٍ في لحظةٍ
ما، كلّ همّك أن تحمي نفسك من حرارة الشّمس في لحظةٍ، والدّنيا كلّها كهذه اللحظة.
[إذا قامت القيامة وكان في يد أحدكم فسيلةً فليزرعها](2)، والتعبير هنا يوضّح لك أنّك
حتّى وإن كنت ترى إرهاصات أنّ كلّ شيءٍ سوف يتلاشى ولا فائدة من أيّ عملٍ، فأيّ
عملٍ ستقوم به في لحظتك سوف يفنى ـ فما عليك أن تفكّر كذلك، إنّما تفكّر في لحظةٍ
متناهية في الصّغر، وأن تزرع هذه الفسيلة وإن كان في ثانية تالية سوف يتلاشى زرعك،
إنّها تعبيرٌ عن معنى الحاضر.
"وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ
عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..."[التوبة 105]، وهنا تعبيرٌ بليغٌ أيضاً يوضّح
لنا أمراً مهمّاً، إنّك في اللحظة التي تعيشها قد تفعل أفعالاً لا يجازيك عنها أحد،
ولا يُكرّمك أحد، ولا يعرف ما تفعل أحد ـ فلا تنظر لكلّ ذلك، واعمل في لحظتك ما
ترى أنت أنّه الخير وأنّه الصلاح والفلاح، وعقيدتك الرّاسخة أنّ هناك من يرى ويسمع،
"...فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..."،
هذه عقيدة.
والعقيدة هي أمرٌ خاص بالإنسان، ولا يعني أنّه حقيقة
بمعنى الإحاطة؛ لأنّك وأنت تعتقد ذلك ـ كما بدأنا القول ـ لا تستطيع أن تعرف ـ على
وجه القطع ـ تفاصيل كيف سيرى الله عملك، وكيف سيشهد الله عملك، وكيف سيشهد رسول
الله عملك، وكيف سيشهد ويرى المؤمنون عملك، إنك لا تعرف ذلك ولا تستطيع أن تحيط
بذلك.
فالعقيدة، هي أمرٌ راسخٌ في وجدانك وغير قابلٍ لأن تحيط
به بعقلك أو بحواسّك، إنّما هو اعتقادٌ موجودٌ فيك كإنسانٍ، ويمكن ألّا يكون
موجوداً في إنسانٍ آخر، فتكون عقيدته أنّي لن أُرَى ولن أُشهَد في حاضرٍ أو مستقبل،
[أرحامٌ تدفع وأرضٌ تبلع وما يهلكنا إلّا الدّهر](3)، إنسانٌ ليس له إلّا لحظته
يعيشها دون أن يكون عنده اعتقادٌ في آخرةٍ، أو في مستقبلٍ، أو في علاقةٍ مع أكبر
ومع أعلى.
لماذا يكون الإنسان كذلك، لماذا يكون معتقداً في أمرٍ،
وآخرٌ لا يعتقد نفس الأمر؟ ببساطة، لأنّ القضيّة غيبيّة، وقدرة الإنسان على أن
يتعامل مع ما لا يرى محدودة، إنّما هناك إنسانٌ عنده عقيدةٌ في مستقبله، عنده
عقيدةٌ في آخرته ـ وإنسانٌ ليس كذلك.
إنّ كلّ ما نقوله في أحاديثنا عن معنى الطّريق، وعن
مستقبل الإنسان، وعن الإيمان بالآخرة، وعن الإيمان بالله، وعن العلاقة برسول الله
ـ هي أمورٌ كلّها عقائديّة، لا يعني أنّنا ونحن نقولها نحيط بها ونعرف ماهيّتها،
ونعرف كيف ستؤثّر في حياتنا وكيف ستتحوّل إلى واقعٍ في مستقبلنا ـ لا نستطيع أن
نصف ذلك.
ولكن على كلّ إنسانٍ أن ينظر ويعكس البصر إلى داخله،
ويسأل قلبه: ماذا يعتقد؟ لأنّه على أساس هذه العقيدة سوف يكون عمله في حاضره؛ لأنّ
من ضمن ما يعتقد، هو رَبْط ما سيكون عليه بما هو قائمٌ عليه. ولذلك، فإنّه بقدر ما
يعتقده، بقدر ما سيؤثّر ذلك على واقعه وعلى حاضره.
إننا نذكّر أنفسنا بهذه العلاقة، في شهادة أنّ لا إله إلّا
الله وفي شهادة أنّ محمّداً رسول الله، بل أنّنا في صلواتنا ونحن نركع ونسبّح الله
العظيم ونحن نسجد ونسبّح ربّنا الأعلى، إنّنا نذكّر أنفسنا بعلاقتنا بربّنا العظيم
وبعلاقتنا بربّنا الأعلى. إنّنا ونحن نقرأ الفاتحة ونقرأ أيّ آيةٍ، سوف نجد فيها
تذكيرٌ لنا بهذه العلاقة التي قد لا نحيط بأبعادها ولكنّنا نعتقد فيها.
وقد تتحوّل عقيدتنا إلى إيمانٍ راسخٍ في وجداننا، فتصبح
في نسيجنا وفي أنفاسنا وفي أفكارنا وفي أذكارنا وفي حديثنا، تصبح جزءاً منّا وجزءاً
فينا، نوراً سارياً في وجداننا وفي أفكارنا وفي أذكارنا، في عقولنا وفي قلوبنا وفي
أنفسنا وفي أبداننا.
فنقوم فيما قام فيه القوم من أحوالٍ وهم يتغنّون
بعلاقتهم بالله وبحبّهم لله، وبأنّ الله معهم في كلّ حالٍ، ورسول الله معهم في كلّ
حال، [لو غاب عنّي رسول الله طرفة عينٍ ما عددت نفسي من المسلمين](4). هل هو إحاطةٌ بعقلٍ فقط؟ إنّه
إدراكٌ لهذا المعنى، وفي نفس الوقت هو حالٌ وليس معنىً مقيّد.
لا يعرف معنى أنّ رسول الله معه في كلّ حالٍ، لا يستطيع
أن يقيسه أو أن يحدّده أو أنّه معه اليوم وليس معه غداً، أو أنّه معه في كلّ يوم،
إنّه يشعر بذلك ويعتقد ذلك، وتحوّلت عقيدته إلى إيمانٍ بذلك، فأصبح ذلك حالاً
قائماً فيه، لا يُقاس ولا يُحدّد ولا يُوصَف، إنّما هو حالٌ يقوم فيه ويتعامل به،
بدون أيّ تفكيرٍ أو إحاطةٍ أو تصوُّرٍ.
إنّه أصبح كوجوده في حركته التلقائيّة، فقلبه يدقّ ولا
يملك أن يوقفه، وعقله يفكّر ولا يملك أن يوقفه، وجسده يتحرّك ولا يملك أن يوقفه،
إنّه في حركةٍ دائمة بعقله وقلبه وجسده، وهو لا يملك أن يوقف أيّ حركةٍ من هذه
الحركات.
يصبح حاله كذلك، يشعر بذلك دون أن تكون عنده صورة، ودون
أن يكون عنده شكل، ودون أن يكون عنده وصف، فلا يجد إلّا أن يعبّر عن ذلك في كلامه
وشعره وغنائه، فيشعر بمحبّة الله حقّاً، وبأنّه في كلّ نَفَسٍ يتنفّسه يشعر بالله
حقّاً، وأنّه حين يتّجه في صلاته يرى وجه الله حقّاً، رؤية شعور، يشعر بعلاقته
بالله أكبر من أيّ صورةٍ أو شكل، فيعرف معنى أن يكون عبداً لله.
[جلّهم يعبدوك من خوف نارٍ، ويرون النّجاة حظّاً جزيلا. ليس لي بالجنان والنّار حظٌّ، أنا لا أبتغي بوجه
ربّي بديلا](5). وجه الله، شعورٌ وحالٌ يصل
إليه الإنسان. وهذا ما تعلّمناه من القوم، أنّ الدّين تحوّل عندهم إلى حال، وإلى
إحساس، وإلى محبّة، وإلى نور، وإلى طاقة تسري في وجدانهم، يعبّرون عنها بأشعارهم
وبأحوالهم. وهذا ما يستطيع الإنسان أن يصل إليه، وهو أيضاً معتقدٌ قد لا يؤمن به
البعض، أو قد لا يعتقده البعض.
ونحن، ونحن نتكلّم عنه، أيضاً حين نصف هذا الحال بأيّ
عباراتٍ فهو تقريبٌ للعقول، إنّما في واقع الأمر، لا نستطيع أن نحيط بهذا الحال
وصفاً أو رسماً أو شكلاً أو صورةً، إنّنا في حاضرنا ليس لنا إلّا ما نعتقده، وهو
خيارنا نرجع فيه إلى قلوبنا، ونسأل أنفسنا: ماذا نريد؟ وماذا نعتقد؟
عباد الله: نسأل الله: أن يُرجِع كلٌّ منّا
بصره إلى داخله، وأن ينظر إلى أعماقه، وأن يحدّد اعتقاده، وأن يحدّد هدفه بلا صورةٍ
وبلا شكل، إنّما بعقيدةٍ وإيمانٍ، ماذا يعتقد هو؟ وماذا يؤمن هو؟ وأن يربط ذلك
بحاله الحاضر ليكون قائماً في معنى العبوديّة لله.
نسأل الله: أن يحقّق لنا ذلك، وأن يجعلنا كذلك.
فحمداً لله، وشكراً لله، وصلاةً وسلاماً عليك يا رسول
الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله.
عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: هو
معنى الاعتقاد ومعنى الإيمان، وأنّ هذا الاعتقاد محلّه قلب الإنسان وما يصل إليه
الإنسان من قناعاتٍ بعقله، فيَرسَخ ذلك في وجدانه، ويصبح حاله مرتبطاً بهذا
الاعتقاد في أفعاله وأقواله.
وهذا ما نسمّيه الحال، الذي نرى تعبيراً عنه فيما قاله
القوم في أشعارهم وفي كلماتهم وهم يعبّرون عن علاقتهم بربّهم: [والله ما طلعت
شمسٌ ولا غربت، إلّا وحبّك مقرونٌ بأنفاسي. ولا جلست إلى قومٍ أحدّثهم، إلّا وأنت
حديثي وسط جلّاسي](6)، تراه وهو يعبّر عن هذا الحال في هذه الأقوال، تشعر
بالمعاني التي كان يشعر بها، لا كبلاغةٍ في قول، ولا كوصفٍ ظاهريّ، وإنّما وأنت
تقولها تشعر بأنّها تنتقل إليك بمعناها؛ لأنّ من قالها شعر بها، وكلّ ما يشعر به
الإنسان ويقوله، ينتقل بحاله للمستقبِل بحقّ.
نرى أنّ القوم يرتفعون بأحاسيسهم فوق الشّكل الظّاهر،
فها هو ابن عربي يقول: [لقد كنت أنكر حال صاحبي، إن لم يكن دينه لديني دان](7)، أي لم يكن دينه مثل ديني، [وقد
أصبح اليوم قلبي قابلاً لكلّ صورةٍ](8)، لقد ارتفع عن هذا الحال الذي
هو حال البشر، كلٌّ يعتقد أنّ دينه هو الأفضل، وأنّ الآخر ليس على حقّ، هذا هو
الحال الشائع في البشريّة، في الإنسانيّة. فها هو ابن عربي وهو يرتفع بحاله عن هذه
الصّورة، [أصبح قلبي قابلاً لكلّ صورةٍ، فمرعى لغزلانٍ وديرٍ لرهبان. وبيتٍ لأوثانٍ
وكعبة طائفٍ](9) حتّى يقول: [أدين بدين الحبّ
أنّى توجهت، ركائبه فالحبّ ديني وإيماني](10).
لأنّ حاله أصبح ليس في صورة الذين نراهم اليوم وهم يحاولون
أن يقتلوا كل إنسانٍ آخر في دينهم أو في غير دينهم؛ لأنّهم يكّفرون الكلّ، فكيف
يمكنهم ذلك؟ لو أنهم قاموا في هذا الحال، وأيّان أن يقوموا في هذا الحال
بممارساتهم وبمعتقداتهم الرّاسخة في أذهانهم وفي أفعالهم؟
فإذا قارنّا بين الصّورتين، بين صورةٍ ترى أنّ الكلّ في
رعاية الله وفي خلق الله، قابلاً لكلّ صورةٍ، ويدين بدين الحبّ أنّى توجّهت ركائبه،
يحب النّاس جميعاً، يحبّ الكائنات جميعاً، عقيدته حين ترسّخت في وجدانه بهذا
المعنى، أنشد ما أنشد وقال ما قال ـ ومن يعتقد بصورةٍ مجسّدة للدّين في شكلٍ وفي
صورةٍ، ويرى الآخرين مخالفين لهذه الصّورة، فيكرههم ويقتلهم، وهذا مترسّخٌ في
وجدانه فيتحوّل إلى قنبلةٍ متفجّرة، ويفجّر نفسه بظنٍّ في عقله أوجده وغرسه
الآخرون فيه، بأنّه سوف ينطلق إلى جناتٍ جميلةٍ يجد فيها كلّ ما يشتهي.
لقد اعتقد حقّاً في ذلك، وليعتقد ما يعتقد، ولكن المشكلة
هنا أنّ اعتقاده هذا أدّى إلى فسادٍ في الأرض، وإلى قتلٍ لآخرين، وإلى اعتداءٍ على
آخرين، واعتداءٍ على حياةٍ خلقها الله، وكان هو أداة سوءٍ بالنّسبة له، وربّما في
المطلق كان يؤدّي وظيفةً لأن يكون من وقع عليه الفعل مرحوماً شهيداً، أيّاً كان،
فهذا أمرٌ لا يعلمه إلّا الله.
إنّما هو بفعله وبما قام فيه من كُرهٍ وبُغضٍ واعتداءٍ،
هذا الحال، هذه الصّفات، سوف تترسّخ في وجدانه وفي روحه وفي معناه، وسوف يقاسي
كثيراً. هذا ما نعتقده، والله أعلم، سوف يقاسي كثيراً في حياته الرّوحيّة حتّى
يتخلّص من ذلك.
عباد الله: إنّنا نرى كلّ الصّور في
حياتنا، نرى من يعتقد في غيبٍ ومن لا يعتقد في غيبٍ، نرى من يعتقد في غيبٍ بصورةٍ
ما وآخرَ يعتقد في غيبٍ بصورةٍ أخرى، وكلٌّ يعيش على هذه الأرض، وكلٌّ سوف ينال
نتيجة اعتقاده وما ينتج عن هذا الاعتقاد من أفعالٍ وأعمال.
نسأل الله: أن يجعلنا من الذين هم موفّقون في اختياراتهم
وفي عقائدهم لتكون متناسبة مع قوانين الحياة متآلفةً معها. ونحن نحاول بقدر ما
نستشعره في فطرتنا أن نتوافق مع هذه القوانين، ونسأل الله السّلامة، ونسأل الله
المغفرة، ونسأل الله الرّحمة، ونسأل الله التّوفيق.
اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك، تعلم ما بنا، وتعلم ما
عليه النّاس حولنا.
اللهم ونحن نتّجه إليك، ونتوكّل عليك، ونوكل ظهورنا إليك،
ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك.
اللهم فاكشف الغمّة عنّا، وعن بلدنا، وعن أرضنا.
اللهم ادفع عنّا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين،
عندك محتسبين.
اللهم لا تجعل لنا في هذه السّاعة ذنباً إلّا غفرته، ولا
همّاً إلّا فرّجته، ولا حاجةً لنا فيها رضاك إلّا قضيتها.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الرّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرّاحمين ارحمنا، يا
أرحم الرّاحمين ارحمنا.
_________________
(1)
- حديث شريف نصه: "كن في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ
سبيلٍ". الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: محمد جار الله الصعدي، خلاصة حكم المحدث:
صحيح.
-
حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: نام رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير فقام وقد أثر في جنبه، قلنا: يا رسول الله، لو
اتخذنا لك وِطاءً؟ فقال: "ما لي وللدنيا؟، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت
شجرة، ثم راح وتركها". رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
(2)
حديث شريف نصه: " إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم
حتى يغرسها فليغرسها". أخرجه الألباني.
(3) "...فهذا خباب بن الأرت كان عبداً حداداً يسلم سادس ستة، فيضطهده
عتاة قريش ويستخدمونه في صناعة سيوفهم، ولا يدفعون أجره، بل يسخرون منه، ويستهزئون
به وبعقيدته، في اليوم الآخر يذهب إلى العاص بن وائل يطلب منه أجره، فيقول له لن
أعطيك أجرك حتى تكفر بمحمد، فيقول له خباب لن أكفر بمحمد حتى لو مت ثم بعثت، فيقول
له وهل هناك بعث، إن هي إلا أرحام تدفع، وأرض تبلع، وما يهلكنا إلا الدهر، إن صدقت
يا خباب أن هناك بعثا فانتظر بأجرك يوم أبعث ويبعث مالي وأولادي، فأقضيك دينك،
فينزل قوله تعالى:"أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ
لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا، أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ
الرَّحْمَنِ عَهْدًا، كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ
الْعَذَابِ مَدًّا،وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا"[مريم 80:77].
المصدر: فتح المنعم، تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي، فتح الباري لابن حجر، شـــرح
النووي – رقم الجزء: 10، رقم الصفحة: 0404، مسلسل: 54885.
(4) مقولة للسيد أبي الحسن الشاذلي.
(5) من أبيات لرابعة العدوية:
جلُّهم يعبدوك من خوف نار
ويرون النجاة حظاً جزيلا
أو بأن يسكنوا الجِنانَ
فيحظُوا بقصور ويشربوا سلسبيلا
ليس لي بالجِنانِ و النار حظ أنا لا أبتغي بحبي بديلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق