الخميس، 7 فبراير 2019

فكر الإنسان وذكره هو خاص به، لكن ما يؤثر على نموه الروحي أكثر هو تعامله مع الناس وكل الكائنات


حديث الجمعة 
12 جمادى الأولى 1440ه الموافق 18 يناير 2019 م
السيد/ علي رافع

حمدًا لله، وشكرًا لله، وصلاةً وسلامًا عليك يا رسول الله.
عباد الله: إنَّ الإنسان على هذه الأرض، قائمٌ في حجابٍ من ظلام، لا يرى إلَّا القليل، ولا يسمع إلَّا القليل، يعتقد أشياء، ويُكذِّب أشياء، ويحتار بين هذا وذاك، يؤمن ويكفر، "..الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا ..."[النساء 137]، حال بعض النَّاس، يتقلَّبون من حالٍ إلى حال، بل أنَّ كلَّ إنسانٍ يتقلَّب من حالٍ إلى حال، فهو في لحظةٍ راضٍ كلُّ الرِّضا، وفي لحظةٍ ناقمٌ كلُّ النِّقمة، هذا واقعٌ يشهده كلُّ إنسانٍ في نفسه، وفي قيامه.
وكما نتعلَّم دائمًا، أنَّ آيات الله تصف حال الإنسان، "فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ، كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ، وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ، وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"[الفجر 20:15]، "كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ"[الإنفطار 11:9]، آياتٌ تصف حال الإنسان، "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ"[الماعون 3:1].
وكلُّ إنسانٍ فيه جانبٌ من هذا الحال، والخطاب موَّجهٌ للإنسان، ولكنَّ الإنسان فيه جانبٌ آخر، فيه فطرةٌ، فيه سرٌّ، فيه قوَّةٌ، فيه عقلٌ، فيه قلبٌ، فيه ضميرٌ، فيه إحساسٌ بالغير، وإحساسٌ بالصَّلاح، وإحساسٌ بالفلاح. كما نقول دائمًا: أنَّ الإنسان فيه الحقُّ، وفيه الباطل، فيه النُّور، وفيه الظَّلام، فيه الخير، وفيه الشرُّ، وفيه الإيمان بالغيب، وفيه الشكُّ بالغيب.
وما نراه على هذه الأرض من مشارب مختلفة، ومذاهب متعدِّدة، واتجاهاتٍ متباينة، ما هو إلَّا تعبيرٌ عمَّا في كلِّ إنسانٍ، فالإنسان الذي لا يرى إلَّا مادِّيّ الحياة، ولا يفكِّر إلَّا في مادِّيّ وجوده، هو موجودٌ في كلِّ إنسان، والإنسان المُسلِّم للغيب كليَّةً، هو موجودٌ في كلِّ إنسان.
لا نستطيع أن نفرِّق بين النَّاس، فنقول: أنَّ هؤلاء كلَّهم مسلمون لله، وأن هؤلاء كلَّهم غير مسلمين لله. كلُّ إنسانٍ فيه كلُّ الصِّفات المتعارضة والمتضاربة، إنَّما تتفاوت هذه النِّسب بين إنسانٍ وإنسان.
لذلك، فإنَّ حديث رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وهو يضرب المثل بنفسه ويقول: [كان لي شيطانٌ ولكن الله أعانني عليه فأسلم، فهو لا يأمرني إلَّا بخير](1)، إنَّما ليعلّمنا أنَّ كلَّ إنسانٍ هو كذلك، [كلُّ ابن أنثى مسَّه الشَّيطان، إلَّا ابن مريم](2)، [إنَّ الشَّيطان يجري من الإنسان مجرى الدَّم](3)، [ضيِّقوا مسالك الشَّيطان بالجوع والعطش](4).
ومجاهدة النَّفس، هي الطَّريق الذي أرشد إليه كلُّ الحكماء، وكلُّ العلماء، وكلُّ الأنبياء، وكلُّ الرُّسل. وهذا، جانب السُّلوك في الطَّريق إلى الحقِّ. والسُّلوك، فيه سلوكٌ فكريٌّ معرفيّ، وفيه سلوكٌ قلبيّ، وفيه سلوكٌ بالجوارح، وبالأفعال، وبالمعاملات، وبالنيَّات.
فأمَّا السُّلوك الفكريّ، فهو يؤدِّي بالإنسان إلى دروبٍ مختلفة، فهناك إنسانٌ يؤمن بالغيب حقًّا، ويعرف أنَّه ما أوتي من العلم إلَّا قليلا، فيقدِّر كلَّ ما يحدث على الأرض من أحداثٍ، وما يحدث له من أحداثٍ، مدركًا أنَّ قدرته على تفسير ما يحدث له، هو محدودٌ بعلمه، ومحدودٌ بقدرته. لذلك، يلجأ إلى الغيب دائمًا، وهذا هو معنى الدُّعاء.
وهناك إنسانٌ يرشده عقله، أنْ ليس له علاقةٌ بالغيب، وأنَّه يجب أن يفهم كلَّ شيءٍ بما يراه في وجوده المادِّيّ، ولا يلتفت إلى الغيب مطلقًا، لذلك، فهو في اعتراضٍ دائمٍ على ما لا يقبله عقله، بظاهر ما يرى أنَّه الصَّواب. وكلُّ إنسانٍ فيه جزءٌ من هذا الجانب، وهذا معنى من معاني "كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ"، تُكذِّبون بأنَّ هناك ما وراء هذا الكون، حتىَّ إذا تجلَّى عليكم بصورةٍ قد تبدو لكم غير مقبولة، فكلُّ إنسانٍ فيه هذا الجانب في وقتٍ من الأوقات، وقد يراجع نفسه وعقله، ويعرف حدوده، وقد لا يفعل ذلك.
جهاد القلب، هو الذِّكر، ومن النَّاس أيضًا من يجدون راحةً في أن يتَّجهوا إلى قلوبهم، إلى داخلهم، إلى وجودهم، ويتذكَّرون خالقهم، موجدهم، يتذكَّرون هذا المعنى الذي أوجدهم، والذي يحفظهم، والذي يرعاهم، والذي يلجؤون إليه، والذي يتوكَّلون عليه، يرونه في خلقتهم، في قلوبهم، في إحساسهم. وهناك من النَّاس من لا يفعلون ذلك إطلاقًا. وكلٌّ منَّا فيه جزءٌ من هذا، وجزءٌ من ذاك، وهذا معنىً من معاني: "كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ".
وهناك ممَّن "...يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ..."[آل عمران 114]، ويساعدون كلَّ كائنٍ على هذه الأرض، ويتعاطفون مع كلِّ الكائنات، فيعلِّمون مَنْ جَهِل، ويطبِّبون من مرض، ويعطون لمن لا يجد، يساعدون المحتاج، ويخدمون إخوانهم في البشريَّة بما علَّمهم الله، وبما هيَّأ لهم من الوسائل التي تجعلهم قادرين على أن يُخرِجوا إنسانًا من ضيقٍ إلى فرج، في كلِّ صورةٍ على هذه الحياة.
وهناك من النَّاس من لا يفعلون ذلك، لا يرون إلَّا أنفسهم، ولا يساعدون إلَّا أنفسهم، يعتدون على الآخرين، ويتخطُّون حدودهم، فيأخذون ما ليس لهم، معنى التَّعاطف لا وجود له عندهم، ومعنى المساعدة لا يعرفونه، ولا يقدرون عليه، تصفهم الآيات: "وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى"[الليل 9،8].
في الأمور العقليَّة والقلبيَّة، وإن اختلف فيها النَّاس، فإنَّها خاصةٌ بهم، في تقديرهم، في طريقة عيشهم، في فلسفة حياتهم، في معنى وجودهم ـ أمَّا في الأمور التي تتعلَّق بالآخرين، فهي لها تأثيرٌ حسنٌ على الآخرين، أو تأثيرٌ سيِّءٌ عليهم.
قد يختلف النَّاس فكريًّا، أو عقائديًّا، أو في كيف يذكرون، أو في مستوى ذكرهم، أو في استحضار معنى الرُّبوبيَّة عليهم، لكن تأثير الإنسان على الآخرين، هو أمرٌ خطير؛ لأنَّه يمكن أن يؤثِّر بصورةٍ حسنةٍ، أو صورةٍ سيِّئةٍ على الآخر، وذلك ما تكشفه الآيتين: "فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ"، ومعنى: [الدِّين المعاملة](5)، والعطاء، "فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى"[الليل 7:5].  
وهذا، له قيمةٌ كبرى، فهناك من يختلفون عقائديًّا، أو فكريًّا، أو في طريقة ذكرهم، أو في معنى الرُّبوبيَّة لهم، أو أو أو، كلُّ هذا قد نختلف عليه، وكلٌّ منَّا له جانبٌ من هذا ومن ذاك، ولكن ما يفعله الإنسان تجاه الآخر، هو أمرٌ جوهريّ.
الله من وراء الكلِّ بإحاطته، وحافظٌ لكلِّ إنسانٍ، "كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ،  وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ"، نحن نحيط بكم بلطفٍ، وكرمٍ، وحفظٍ، أيًّا كنتم، إنَّها رحمة الله بعباده، يرزق كلَّ إنسانٍ أيًّا كانت عقيدته، وأيًّا كان فكره، وأيًّا كان ذكره، وفي نفس الوقت، فإنَّ قانون الحياة يرصد كلَّ حركةٍ، وكلَّ لفتةٍ، وكلَّ قولٍ، وكلَّ فعلٍ، "...يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى"[طه ]، "كِرَامًا كَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ"[الإنفطار 12،11].
إنَّه قانون الحياة، أنَّ كلَّ فعلٍ له أثرٌ، وله تأثيرٌ، وله ردُّ فعلٍ على الإنسان، "إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ"[الإنفطار 14،13]. والأبرار، هم من أعطوا، واتَّقوا، وصدَّقوا بالحسنى. والفجَّار، هم من بخلوا، واستغنوا، وكذَّبوا بالحسنى.
وسيظلُّ الأمر غيبًا على الإنسان، إلى لحظةٍ فيها فصل. لحظةٌ، آيات الله تُطلِق عليها يوم الفصل، يوم الدِّين، السَّاعة، القيامة، "يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ"[الإنفطار 15]، وهي لحظةٌ تصفها هذه الآيات: "وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ، ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ، يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ"[الإنفطار 19:17].
إذًا، فأن تقوم حقًّا في إدراكٍ أنَّ "لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا" هو حالٌ، ليس مجرَّد كلامٍ نقوله في حياتنا، فكثيرًا ما نردِّد ذلك، أنَّ الأمر بيد الله، إنَّما هذا كلامٌ نقوله، أمَّا في يوم الدِّين، فإنَّه حالٌ تقومه، ترى ذلك واضحًا جليًّا، وليس مجرَّد كلام، وقد يصل الإنسان إلى هذا الحال وهو قائمٌ على هذه الأرض، [موتوا قبل أن تموتوا](6).
هذا ما نتعلَّمه من الآيات، وبتأمُّلنا فيها، قد نخطئ وقد نصيب، بل أنَّنا في كلِّ قولٍ نخطئ ونصيب ـ كما نذاكر دائمًا ـ فكلُّ أمرٍ له دلالاتٌ مختلفة، يأخذ منها الإنسان ما يأخذ، وعليه دائمًا أن يراجع نفسه، وأن يراجع فهمه، وألَّا يأخذ كلامًا بإطلاقه، إنَّما يتدبَّر في كلِّ قولٍ، ويرى ما يمكنه أن يرضى عنه ويستريح له، فهو المقياس، يأخذ بما هو له أهل، ويحاول أن يضع نفسه في الموقع الذي يرى فيه الخير له.
عباد الله: نسأل الله: أن يجعلنا أهلًا لرحمته، وأهلًا لعلمه وحكمته.
فحمدًا لله، وشكرًا لله، وصلاةً وسلامًا عليك يا رسول الله.
______________________
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.
عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: هو أن نُعظِّم ممَّا يفعله الإنسان تجاه الآخرين، ففكره وذكره هو خاصٌ به، خاصٌ بقدرته على التكيُّف، وفهم الحياة من حوله، وعلى أن يجد في داخله السَّكينة والطمأنينة، "أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"[الرعد 28]، لكن ما يؤثِّر على نموِّه الرُّوحيّ أكثر، هو تعامله مع النَّاس، [الدِّين المعاملة]، تعامله مع الكون كلِّه، مع كلِّ الكائنات.
وهذا مفهومٌ أساسيّ، نجد كثيرًا من الآيات والأحاديث توضِّحه، فالآيات تتحدَّث عمَّن"...أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى"، عطاء أوَّلًا. وتتحدَّث عن الذي "بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى"، بخل أوَّلًا، لا يعطي. والعطاء، هو قدرة الإنسان في أن يقدِّم ما عنده من طاقات، ومن معارف، ومن إمكانات لكلِّ النَّاس. والبخل، هو أن يمتنع الإنسان عن ذلك، وألَّا يرى إلَّا نفسه.
"وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ"[المطففين 3:1]، "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ، فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"[الماعون 5:1]، وهذا توضيحٌ، أنَّه إذا كانت الصَّلاة هي ذكرٌ ليطمئنَّ الإنسان، إلَّا أنَّها إن لم تؤتِ قدرةً على أن يعطي الإنسان، "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ".
عباد الله: نقول هذا، وهو أمرٌ قد يكون واضحًا لكثيرين، إلَّا أنَّنا نحاول أن نُرسِّخه في وجداننا وفي قلوبنا، من آياتٍ تعلِّمنا ذلك، وتحثُّنا على العطاء، وأن نكون من الأبرار الذين يعطون، والذين يساعدون، والذين يعلِّمون، والذين يطبِّبون، ولا نكون من الذين يبخلون، ومن الذين يتقاعسون عن خدمة غيرهم، إنَّما نكون دائمًا في معنى العطاء؛ لأنَّ هذا مقياسٌ على حالنا الرُّوحيّ والمعنويّ، بل أنَّه تعبيرٌ عمَّا في داخلنا من فكرٍ وذكر.
فحتَى لو كنَّا في داخلنا، في ظاهر فكرنا، نتقلَّب بين حالٍ وحال، وفي ذكرنا نتقلَّب من حالٍ لحال، فإنَّ الأمر الذي نستطيع أن نراقبه دائمًا، هو عملنا، وعطاؤنا، ومعاملاتنا، فلا مانع من أن نتقلَّب في فكرنا، أو في ذكرنا، ولكن لو نظرنا دائمًا إلى عملنا، فإنَّ علينا أن نكون دائمًا من الذين يعطون ولا يبخلون، من الذين يساعدون ولا يتقاعسون، سوف يساعدنا هذا على أن نُقوِّم أفكارنا، وأن نُقوِّم ذكرنا.
عباد الله: نسأل الله: أن نكون أهلًا لرحمته، ولنعمته، ولعلمه، وحكمته.
فحمدًا لله، وشكرًا لله، وصلاةً وسلامًا عليك يا رسول الله.
اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك، تعلم ما بنا، وتعلم ما عليه النَّاس حولنا.
اللهم ونحن نتَّجه إليك، ونتوكَّل عليك، ونوكل ظهورنا إليك، ونسلم وجوهنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلَّا إليك.
اللهم فاكشف الغمَّة عنَّا، وعن بلدنا، وعن أرضنا.
اللهم ادفع عنَّا شرور أنفسنا، وشرور الأشرار من حولنا.
اللهم اجعلنا لك خالصين، لوجهك قاصدين، معك متعاملين، عندك محتسبين.
اللهم أرنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
اللهم ارحمنا، واغفر لنا، واعف عنا.
يا أرحم الرَّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرَّاحمين ارحمنا، يا أرحم الرَّاحمين ارحمنا.
____________________

(1)  ، (3) جاء الحديث في مسند أحمد بن حنبل بصيغ متعددة منها "ليس منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الشياطين قالوا وأنت يا رسول الله قال نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم". وأيضاً "ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الملائكة ومن الجن قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ولا يأمرني إلا بخير" وكذلك: "فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم قلنا ومنك يا رسول الله قال ومني ولكن الله أعانني عليه فأسلم" كذلك جاء بصيغ مختلفة عند مسلم والترمذي والنسائي والدرامي .

(2) حديث شريف "كل مولود من بني آدم يمسه الشيطان بأصبعه إلا مريم ابنة عمران وابنها عيسى عليهما السلام " مسند أحمد وأيضاً أخرجه كلاً من البخاري ومسلم بصيغ مشابهة.

(4) ذكر الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين أن الرسول قال لعائشة: ضيقي مسالك الشيطان بالجوع.

(5)  مقولة للإمام علي بن أبي طالب: (الصلاة عادة، والصوم جلادة، ومعاملة الناس هي العبادة).

(6)  مقولة صوفية. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق